أستاذ تاريخ: تحول عبد العظيم رمضان عن اليسار شبيه بما فعله أنيس
قال الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، إن ما حدث من مراجعة لموقف المؤرخ الراحل د.عبد العظيم رمضان (1925-2007) الذي نحتفي بذكرى رحيله اليوم كان من وجهة نظره بحسب ما كتبه فى مقالاته أنه حصل له تحول من اليسار إلى الليبرالية؛ وأن هذا التحول شبيه بأستاذه الدكتور محمد أنيس الذي كان يساريًا واتجه إلى الليبرالية والوفد.
أضاف عفيفي، لـ"الدستور، أن انتقاد عبد العظيم رمضان الفترة الناصرية فى كتاباته وتأييده معاهدة السلام هو بمثابة اتجاه لبعض اليساريين وبعض رواد مدرسة روز اليوسف وعبد الرحمن الشرقاوي نحو تأييد معاهدة السلام وهو ما دفع بعض المنتمين إلى تيار اليسار من حزب التجمع والناصريين أنهم يفسّروا ذلك باعتباره انتهازية وأنه تحول فى المبادئ وأن عبد العظيم رمضان تخلى عن حياد المؤرخ وأصبح واحد من أبواق السلطة، وأنه بالنظر إلى طارق البشرى الذى كان يساريًا وتحول إلى التيار الإسلامى فى هذا التوقيت يعبر عن تحول أكبر من فعله دكتور عبد العظيم.
وأشار أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة إلى أن عبد العظيم رمضان كان دائما ما يرد عليهم ويقول لهم:" أنا ليا كتاباتي التاريخية، لكن ليا موقفى السياسى"؛ ودائمًا ما أثارت ردوده جدلاً كبيراً جداً وعنيفاً من الطرفين.
وعبد العظيم رمضان (1925 - 2007) من أهم المؤرخين الذين جاءوا في تاريخ مصر وكتابه عن تطور الحركة الوطنية المصرية بين 1994 - 1919 بالغ الأهمية.
وولد المؤرخ عبد العظيم رمضان في أبريل 1925 عمل مدرساً للتاريخ بجامعة المنوفية فأستاذا، ثم عميدا بكلية التربية وشغل منصب عضو في المجلس الأعلي للثقافة ورئيس لجنة التاريخ وعضو مجلس إدارة هيئة الكتاب المصرية وإشرافه علي سلسلة تاريخ المصريين إضافة إلى عضويته في كثير من اللجان وكذلك مساحاته الثابتة في مجلة أكتوبر الأسبوعية أو جريدة الأهرام ثم الجمهورية فيما بعد، وعضوية مجلس الشورى ورحل في هدوء يوم 4 يوليو 2007.
وبسبب الطريقة التي حقق بها مذكرات سعد زغلول وبسبب كثرة معاركه فقد كان أحد الضالعين في التطبيع وصنعت حواراته مع الإسرائيليين تياراً عريضًا داخل إسرائيل يناصر السلام وفي مصر كان مشرفا علي سلسلة تاريخ المصريين فنقل رسائل الماجستير والدكتوراه من رفوف المكتبات الجامعية إلى رفوف مكتبات المهتمين بالتاريخ والمعنيين بالقراءة فيه.
جمع بين العمل الأكاديمي وجهده الأكاديمي محترم أما كتابته السياسية، فاشتملت آراء ومواقف شخصية مثيرة بطبيعتها للخلافات لموقفه من التطبيع فدخل معارك لا تنتهي منها ماهو دائم مع اليسار المصري وهو أحد مؤسسي حزب التجمع الذي استقال منه في 1985 ونشر هذه الاستقالة في كل الصحف المصرية ليعلن الولاء للحكومة.
إضافة إلى ما سبق كانت معركة رمضان الأشرس مع حزب العمل وجريدته الشعب وكذلك جريدة الأحرار التي طلب من المسئولين رسميًا سحب ترخيصها وإغلاقها لأنها تجرأت وهاجمته والجريدة من جانبها جيشت كل المختلفين معه للنبش في تاريخه والهجوم عليه.
شمل هجومه بعض مشايخ الأزهر مثل الشيخ محمد سيد طنطاوي ومفتي مصر الأسبق د. نصر فريد واصل وامتد هجومه ليشمل الشيخ يوسف القرضاوي الذي نعته رمضان بأنه نسي مصريته وأعمته أموال الخليج.