في ذكرى ميلاده.. لماذا أحرق فرانز كافكا 90% من أعماله؟
بعد وفاة الكاتب التشيكي فرانز كافكا في 3 يونيو من 1924، عثر صديقه ماكس برود على قصاصة كتبها كافكا في ساعة يأس ومعاناة من مرض السل، يرجوه فيها رجاء أخيرا بأن يحرق مخطوطاته غير المنشورة ومنها رواياته الثلاث، لأنها غير مكتملة، لكن برود لم ينفذ وصيته وترك أعماله ونشرت فيما بعد، ورغم عدم شهرة كافكا خلال فترة حياته، ولم يكن يرغب في ذلك، إلا أنه أصبح مشهورا بعد وفاته بفضل "برود".
كان كافكا (3 يوليو 1883 - 3 يونيو 1924) يكتب باللغة الألمانية، ويعد من أفضل أدباء الألمان في فن الرواية والقصة القصيرة، وصنفت أعماله بكونها واقعية عجائبية، إلا أن هناك عددا من الرسائل كتبها بالتشيكية إلى ميلينا جيسينسكا.
لم يكتف "كافكا" بوصيته التي تركها لصديقه بحرق أعماله، إلا أنه أحرق قرابة 90% من أعماله، وأكثر ما أحرقه كان في فترة إقامته في برلين مع دورا ديامنت التي ساعدته في إحراق المخطوطات، حيث تأثر في بداية مسيرته الأدبية بفون كلايست، وفي رسالة لكافكا إلى فيليس باور يصف فيها أعمال "كلايست" بأنها مخيفة، وكان يعتبره أقرب حتى من عائلته نفسها.
كانت حياة كافكا بائسة ومتعبة للغاية، ولم يكن راضيا عن مجتمعه وأدبه وكان يرى أن كل ما يكتبه هراء لا يستحق أن يسمى أدبا، وكان يعتقد بعدم الجدوى في أي شيء في هذا العالم، وهو ما يؤكده في روايته "المسخ" إذ تلخص نظرته التشاؤمية للإنسان الذي ينسى كل ما هو نبيل ورائع ويحتفظ بطبعه الأناني الذي ينبع من مصلحة مجردة لم تستطع الديانات ولا القوانين الوضعية والشرعية تغييبها أو التخفيف من سطوتها وقوتها التدميرية.
وتعرضت كتابات كافكا للحرق على يد هتلر، وتعرضت مؤلفات كافكا لموقفين متناقضين من الدول الشيوعية في القرن الماضي، بدأت بالمنع والمصادرة وانتهت بالترحيب والدعم.
نشر عدد قليل من كتابات كافكا خلال حياته، وتشمل الكتابات المنشورة مجموعة قصصية تحت اسم "تأمل" وأخرى بعنوان "طبيب ريفي"، وقصص فرديّة هي "المسخ" التي نُشرت في مجلّة أدبية ولم تحظَ باهتمام، وهناك أعمال أخرى غير مُنتهية تشمل "المحاكمة" و"القلعة" و"أمريكا" أو "الرجل الذي اختفى"، ونشرت تلك الأعمال بعد موته على يد صديقه المقرب ماكس برود.