«إدوارد سعيد.. دراسات ومقدمات مختارة».. كتاب لمحمد شاهين
يأتي كتاب «إدوارد سعيد.. دراسات ومُقدمات مُختارة»، من جمع وتقديم الدكتور مُحمد شاهين، وإصدار المُؤسسة العربية للدراسات للنشر، في 381 صفحة من القطع الكبير، كما يُعد واحد من أبرز الكتب التي تتناول شخصية المُفكر والناقد الراحل الدكتور إدوارد سعيد.
يقول المُترجم مُحمد شاهين، عبر مقدمته التي حملت عنوان «النص داخل العالم وخارجه»: إنه توضح النصوص توجه إدوار سعيد نحو النهج العلمي في النقد، وذلك بالنسبة لقراءة النص الأدبي وغير الأدبي؛ إذ أصبح «سعيد 175 صاحب ريادة في النقد العلمي الجديد، الذي ارتبط باسمه، كما يعترف كبار النقاد الغربيين الذين أشادوا بجهود سعيد في تغيير مسار النقد العلمي، الذي هيمن على المشهد الأدبي في أدب العالم الأنجلو سكسوني عقودا من الزمن».
ويذهب مُحمد شاهين أن في صيف عام 1982 قام جون بيلي، ناقد جامعة إكسفورد المعروف، بعرض لكتاب تيري إيجلتون حول البنيوية، ورد في سياقة أن إدوارد سعيد قدم لغة إنجليزية جديدة ساهمت مُفرداتها في هدم صرح البنيوية التي شيدتها رطانة لغوية، كان بيلي مُحقًا في ملاحظته؛ إذ أن البنيوية كانت فعلا خارج اهتمام إدوارد سعيد مثل ما كانت خارج اهتمام صديقه، ومعلمه ريموند وليمز.
فبينما انكب البنيويون على البحث في مكونات اللغة الأدبية الموروثة، كان إدوارد سعيد وريموند وليمز وأمثالهما يسعون إلى رؤية أوسع بعدًا وأشمل أفقًا، تشمل حراك اللغة وآدابها وثقافتها داخل المجتمع، من هنا وصلت إلينا منجزاتهم بعناوين متجانسة، مثل الثقافة والأدب والمُجتمع، والثقافة الإمبريالية، والرواية والتاريخ، وما شابهها جميع هذه العناوين، وغيرها تصبو إلى الخروج باللغة من حيز التجريد الذي وضعته البنيوية فيه عندما أغفلت البعد الاجتماعي؛ أي أن إدوارد سعيد لم يكن مُعاديا للبنيوية، بقدر ما كان مُنتقدًا لها، فهو على سبيل المثال لا يناهض ما قام به ريتشاردز، من النقلة النوعية التي تُفيد التحول إلى التركيز على المشاكل بدلا من التركيز التقليدي سابقًا على المضمون في التعامل مع النص.
ويتضمن كتاب إدوار سعيد دراسات ومقدمات مختارة العديد من المقالات المهمة والبارزة والتي تعرفنا أكثر بالعديد من جوانب شخصية إدوار سعيد العملية والفكرية والنقدية، منها ذلك الحوار الذي أجراه كارل صباغ مع إدوارد سعيد، والذي جاء في القاعة المركزية بلندن، وحضره ما يقرب من 1500 شخص عام 2001 وجاء عقب القصف الإسرائيلي لمدينة غزة، والذي أدلى فيها سعيد برأيه حول الأحداث بغزة، وانتخاب شارون.