مستفيدون من تطوير الوحدات الصحية ضمن «حياة كريمة»: «أفضل خدمة.. بالمجان»
ضمن جهود المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتحسين معيشة المواطنين، خاصة فى القرى والمناطق النائية فى المحافظات، انطلق قطار المبادرة لتنفيذ عدد من المشروعات الخدمية والتنموية فى كل المجالات التى تمس حياة المواطنين، وعلى رأسها قطاع الصحة.
وشهد قطاع الصحة العديد من المشروعات والمبادرات المختلفة، على مدار السنوات الماضية، من أهمها تنفيذ عدد من الوحدات الصحية فى المناطق الأكثر احتياجًا، مع تطوير الوحدات القائمة بالفعل ورفع كفاءتها وفق أحدث المواصفات. وخلال حديثهم إلى "الدستور"، شدد عدد من المستفيدين بالقرى على أهمية تلك الوحدات، ودورها لتغيير وجه الحياة فى الريف، عبر توفير الخدمة الصحية على مدار الساعة، وتخفيف عبء السفر إلى المدينة للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
منى ناصر:جددوها من الداخل والخارج.. وأمدوها بأحدث الأجهزة
أشادت منى ناصر، من محافظة بورسعيد، بالمجهودات الكبيرة التى تبذلها مبادرة "حياة كريمة" فى المحافظة، وعلى رأسها تطوير الوحدات الصحية ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل، التى انطلقت من المحافظة الساحلية، لتكون أولى المحافظات المستفيدة من المنظومة، خاصة فيما يتعلق بإنشاء وحدات الرعاية الصحية.
وقالت "منى" إن "حياة كريمة" أحدثت طفرة كبيرة فى الوحدات الصحية بالمحافظة، من خلال تطوير شامل لجميع الوحدات والعيادات، تضمن تجديدها بالكامل من الداخل والخارج، وإمدادها بأحدث الأجهزة الطبية اللازمة لإجراء الأشعة والتحاليل. وكشفت عن تفاصيل تجربة شخصية مع هذه الوحدات، قائلة: "منذ أشهر قليلة ماضية تعرض أحد أبنائى إلى حادث مرورى، فأصيب بكسر مضاعف، واحتاج الطبيب المعالج لخضوعه إلى أشعة رنين توضح الوضع الصحى له، وكانت تكلفة هذه الأشعة فى المراكز الخاصة غالية جدًا وفوق قدراتى، ما مَثل عبئًا ماديًا كبيرًا على الأسرة".
وأضافت: "حينها توجهت إلى أقرب وحدة صحية لنا، وسألت إذا ما كانت الوحدة مجهزة لإجراء هذا النوع من الأشعة أم لا، وبالفعل كانت الوحدة الصحية تقدم هذه الخدمة للمواطنين بقيمة مالية أقل بكثير جدًا من الخارج، ليخضع ابنى للأشعة فى الوحدة الصحية مقابل رسوم بسيطة لا تُذكر".
أسماء جبر: كشوف وأشعة وتحاليل.. وتوفير جهد وأعباء مالية كبيرة
قالت أسماء جبر، من محافظة المنوفية، إن المحافظة تتميز بكونها من المحافظات الكبيرة فى المساحة وعدد السكان، لذا كان هناك عدد كبير من الوحدات الصحية فى مختلف مراكزها وقراها، لكن غالبيتها مستهلكة ومهملة للغاية، ولم تشهد أى عمليات تطوير على مدار السنوات الماضية. وأضافت "أسماء": "منذ أكثر من عام تقريبًا بدأت مبادرة (حياة كريمة) عملية تطوير شاملة لكل الخدمات الصحية فى المحافظة، وكان على رأس عناصر هذا التطوير رفع كفاءة الوحدات الصحية التابعة لمنظومة التأمين الصحى الشامل، وإقامة وحدات صحية فى القرى التى لا تضم مستشفيات أو وحدات". وواصلت: "تم إنهاء تطوير عدد من الوحدات الصحية وتشغيلها بالفعل، وبدأت فى استقبال المواطنين وتقديم الفحوصات الطبية لهم بالمجان، بينما يستمر العمل فى تطوير وحدات أخرى وتجهيزها بكل الوسائل والإمكانات الطبية الحديثة".
وعن تجربتها الشخصية، قالت "أسماء": "أنا دخلت كشفًا فى الوحدة الصحية لى ولأولادى، قبل التطوير وبعده، وبالتأكيد لا يوجد وجه مقارنة بين الحالتين، فقد أصبحت الوحدة مجهزة بكل الأجهزة الطبية اللازمة لإجراء الكشف والتحاليل والأشعة، فى خدمة طبية تليق بالمواطن المصرى".
وأضافت: "خضوع المواطن للكشف والتحاليل والأشعة فى الوحدة الصحية وفر عليه كثيرًا من الجهد والمال، ففى السابق كنا نحتاج قطع مسافة طويلة للوصول إلى أقرب مستشفى مجهز، بالإضافة إلى الأعباء المالية التى كانت تقع علينا، لكن الآن أصبح الوضع أسهل وأكثر توفيرًا، فى ظل تقديم الوحدات الصحية الخدمات الطبية مجانًا دون أى مصروفات".
مشاركون فى التطوير: فخورون بالمساهمة فى تقديم خدمة لائقة
رأى مصطفى دراز، الذى عمل مديرًًا تنفيذيًا لمشروع تطوير بعض وحدات طب الأسرة فى قرى مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، أن تطوير وحدات طب الأسرة يعد واحدًا من أهم المشروعات التى تنفذها الدولة حاليًا، بما يتضمنه من عيادات توفر خدمة الكشف المجانى لجميع المرضى من مختلف الفئات. وأضاف: "شاركت فى إنشاء وحدات طب الأسرة المعنية بصحة المواطنين وسلامتهم، كان من بينها وحدة طب الأسرة فى قرية (القصبى شرق) بمركز الحسينية، التى تم رفع كفاءتها وفق أحدث المواصفات، ويجرى حاليًا تجهيزها وتأثيثها بالأسرة والأجهزة الطبية لتشغيلها، ضمن مشروع (حياة كريمة) لتطوير الوحدات الصحية بقرى الجمهورية". وواصل: "أنجزنا عملية تطوير وحدة طب الأسرة بما يتناسب مع المواطن، بهدف تحسين مستوى المعيشة للفئات الأكثر احتياجًا على مستوى الدولة، والارتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين، خاصة فى القرى، لتحقيق التنمية الشاملة، وتوفير حياة كريمة لهم". واختتم بالتعبير عن فخره بالمشاركة فى مشروع تطوير وحدات طب الأسرة، وعمله مع فريق كامل لرفع كفاءة مبنى الوحدة ككل، وفقًا للمعايير والمواصفات القياسية التى وضعتها وزارة الصحة والسكان ومبادرة "حياة كريمة"، حتى تتمكن الوحدة من استيعاب أكبر عدد ممكن من المواطنين وخدمتهم من الناحية العلاجية.
وعبر أحمد الريس، العامل فى مجال المقاولات، عن فخره بالمشاركة فى مشروع إنشاء الوحدات الصحية الجديدة بالقرى، وتطوير ورفع كفاءة الوحدات القائمة بالفعل، ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة".
وقال "الريس": "مشروع إنشاء وتطوير الوحدات الصحية يأتى ضمن المراحل الأولى من منظومة التأمين الصحى الشامل، مع العمل فى إطار مبادرة (حياة كريمة)، التى وفرت لنا كل التسهيلات وعملت على تذليل جميع العقبات لضمان سرعة الإنجاز".
54 مليار جنيه لتحسين الخدمات لأهالى الصعيد
تشمل مبادرة "حياة كريمة" تطوير ٤٦ مستشفى، و١١٣٨ وحدة ومركز طب أسرة، و٣٦٤ نقطة إسعاف، و١٠٤ وحدات ومراكز طبية، داخل محافظات المرحلة الأولى من منظومة التأمين الصحى الشامل، وهى: الإسماعيلية والأقصر وأسوان، إلى جانب التعاقد على توريد ١٠٠٠ سيارة إسعاف، و١٠٠٠ سيارة قوافل علاجية. وحددت وزارة الصحة والسكان ٢٧ مستشفى و٦٩٥ وحدة طب أسرة و٢١٤ نقطة إسعاف، لخدمة أهالى الصعيد فى القرى والنجوع والمناطق البعيدة والنائية، بالإضافة إلى رفع كفاءة ١٣ مستشفى.
وبحسب مسئولى "الصحة"، أنفقت الوزارة ٥٤ مليار جنيه لتحسين الخدمة الصحية المقدمة للمواطنين فى محافظات الصعيد، ضمن المشروع القومى "حياة كريمة".