معهد أمريكى: مصر تعزز هدفها لأن تصبح مركزا ومحورا إقليميا لتجارة وتداول الغاز

نشر معهد "جيتستون" الأمريكي للسياسة الدولية تقريراً، شرح فيه أهمية اتفاق الغاز الثلاثي الموقع في القاهرة في منتصف يونيو الماضي، بين مصر والمفوضية الأوروبية وإسرائيل بشأن التعاون في مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعي عبر مصر تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط.

وقال المعهد إن الاتفاقية ستفيد مصر على المستوى الاستراتيجي؛ إذ ستعزز هدفها لأن تصبح مركزًا ومحوراً إقليميًا لتجارة وتداول الغاز، من خلال المساهمة في تأمين جزء من إمدادات أوروبا من الطاقة، في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي لتقليل اعتماده على الغاز الروسي في أعقاب هجوم موسكو على أوكرانيا.

• ضخ الاستثمارات وتطوير البنية التحتية

وأضاف أن اتفاق الغاز الثلاثي من شأنه أيضا أن يُحفّز بمرور الوقت ضخ المزيد من الاستثمارات في مجال التنقيب عن الغاز وتطوير البنية التحية في مصر وقبرص واليونان وإسرائيل، وتحويل منطقة شرق البحر المتوسط إلى مركز طاقة قوي.

وأشار إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لديها مصانع ومنشآت لإنتاج الغاز الطبيعي المسال، وهو أمر تفتقر إليه إسرائيل، ما يعزز دور القاهرة بشكل خاص في أن تكون مُصدِّرة للغاز إلى أوروبا، موضحا أن الاتفاقية الثلاثية تتضمن تحويل الغاز الطبيعي إلى غاز مسال في مصانع الإسالة المصرية ومن ثم شحنه إلى الأسواق أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.

ولفت المعهد في تقريره إلى أن اكتشافات الغاز العديدة في البحر المتوسط، التي تم الإعلان عنها مؤخرا، جعلت مصر والمنطقة من أبرز المصادر والوجهات المحتملة لتوفير بدائل الغاز الروسي في ظل الأزمة الروسية- الأوكرانية وما رافقها من تداعيات وتحديات أسهمت في إعادة تشكيل خريطة أسواق الطاقة بالعالم.

• مكسب غير متوقع

ونقل المعهد في هذا الصدد عن إيلاي ريتيج ، أستاذ الدراسات السياسية في جامعة بار إيلان في إسرائيل، تأكيده أن طلب أوروبا على الطاقة يمكن أن يصبح "مكسبًا غير متوقعا" لشرق المتوسط، مضيفا “أوروبا بحاجة إلى أكبر عدد ممكن من المصادر البديلة. فكلما تم عقد المزيد من صفقات التصدير ، سيتم بناء المزيد من البنية التحتية ، كلما زادت فرص أن تأتي شركات الطاقة الجديدة للبحث عن المزيد من الغاز في شرق البحر المتوسط”.

كما نقل عن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قولها في وصفها الصفقة الأخيرة "إنها خطوة كبيرة إلى الأمام في إمداد أوروبا بالطاقة والخطوة الأولى المؤدية إلى اتفاقية على مستوى البحر المتوسط".

• توقعات بزيادة شحنات الغاز من مصر إلى أوروبا

وأوضح أنه بناءً على الاتفاقية الجديدة مع مصر وإسرائيل، يتوقع الاتحاد الأوروبي استيراد 7 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال من مصر في عام 2022، بزيادة قدرها 2 مليار متر مكعب عن ما كان مخطط إليه في الأصل، مشيرة إلى أن المسئولين يتوقعون زيادة شحنات الغاز الطبيعي المسال من مصر إلى أوروبا، بمقدار يصل إلى 10 مليار متر مكعب، العام المقبل بموجب الاتفاقية.

وتابع: “يمكن أن تؤدي خطوط الأنابيب الحالية والمستقبلية إلى قيام مصر وإسرائيل بشحن ما يقرب من 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنويًا إلى الاتحاد الأوروبي في السنوات القادمة. وسيصل هذا إلى 8.5٪ من إجمالي استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي وحوالي 20٪ من الكمية التي قدمتها روسيا سابقًا”.