«العقل والوجود».. إصدار جديد من «كلاسيكيات الفلسفة»
بسلسلة "كلاسيكيات الفلسفة" أصدرت الدار المصرية اللبنانية المؤلف الأحدث، للدكتور يوسف كرم "العقل والوجود" بتقديم وشرح وتعليق دكتور مصطفى النشار.
الكتاب الذي يقع في مائة وخمسة وسبعون صفحة من القطع المتوسط، يستشهد فيه المؤلف بتلك الطفرات التى شهدتها نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشريم من نهضة فلسفية وفكرية واسعة قام عليها أساتذة أجلاء ومفكرون عظماء شقوا وأضاءوا طريق الفكر الفلسفي للمصريين بما كتبوا من مؤلفات، وما ترجموا من مترجمات للفلسفة والمؤرخين الغربيين سواء القدامى أو المحدثين.
والطريف أن الكثير من هذه المؤلفات والمترجمات لم يتم تجاوزها حتى الأن رغم العديد من الأجيال التي تلت هذا الجيل من الرواد الأوائل الذين شكلوا عقل الأمة وأناروا طريقهم للتقدم والنهوض وكانوا السبب المباشر في وجود ونشر الفكر الفلسفي بين المصريين والعرب.
يقول المؤلف في بداية كتابةه: “ما أحوجنا اليوم لإعادة نشر هذه الكلاسيكيات من مؤلفات ومترجمات رائدة لتستفيد منها أجيالنا الشابة، وخاصة في ظل ندرة ما يكتبه المتخصصون المعاصرون في الفلسفة ومجالاتها المختلفة، وفي ظل غياب المنهج الفلسفي للتفكير في حياتنا المعاصرة، مما كان السبب المباشر لما نراه من تطرف وتعصب وجمود وعدم تقبل الآخر بل وفقدان القدرة على التحليل ونقد الأفكار”.
المؤلف يطرح رؤاة حول النظريات التصورية عبر أربعة فصول وينقسم كل قسم لفصلين بداية من تعريف معان / التعريف بالوجود ودلالة اسم الوجود وجهات الوجود وهذا بمداخلات واشتباكات نقدية تناطح الثابت في مقولات ونظريات تم طرحها من قبل ولم تستوفي المعنى الدلالي العميق لماهية ومغزى وجدوى تلك النظريات الشارحة لمناهج الشك واليقين حتى فيما هو مرتبط بثنائية الوجود / العدم، الشك / اليقين، المذهب التصوري والرد على التصوريين بشكل عام مثل " كانط وهيجل وغيرهما.. وفي القسم الثاني من الفصل الأول يشرح المؤلف مدفوعا بالعقل وإعمال نظرية العقل والوجود _ إلى كلاً من المعنى المجرد والكلي لوجود العقل السطحي كتصور ساذج يردده بعض متهافتى أو مدعي الفلسفة فيتوقف يوسف كرم عند المذهب الحسي والمعنى / المعنى والصورة / والمعنى واللفظ، وكذلك المذهب الحسي يإعمال حواس الشك بديمومة داخل العقل النقدي المتشكك على الدوام من أجل تخليق واستيلاد معان جديدة للثنائية الجدلية في الشك واليقين تهدم ظواهر شتى لتفسيرات ساذجة وسطحية لا تعي أصلا دور التأرجح الواعي للفيلسوف أو المفكر لقضايا وجودية مثل ما يتبناه الكتاب.
وفي الفصل الثاني يتحدث المؤلف عن الحكم وماهياته في الأرض والسماء، أي في الأرضي بما له من قوانين وضعية جدلية، والسماوي بما يراه في ضرورة الطموح والإجتهاد في الكشف عن دلالات الله بمعنى تعريف الإستدلال إلى طريق السياسي والمقدس والكهنوتي في ماهيات حكم الرؤساء والحكوماتفي الخارج والداخل في الفصل الثالث يتعرض المؤلف ل " لواحق" الوجود بما تم افتراضه من صفات للخالق الواحد/ الحق / الخير / الشر/ الجمال.ليختتم الطرح بدلالات جمة في فصله الرابع والمعنون ب " أقسام الوجود ليغوص في تشريح معان الفعل والقوة والجوهر والعرض والعلة الفاعلية وكذاك العلة الغائية.