تقرير أمريكى: يمكن للعراق أن يستفيد من الخبرة المصرية فى التعامل مع نقص المياه
أشاد موقع المونيتور الأمريكي بجهود مصر من أجل معالجة النقص الحاد في المياه في جنوب العراق، لاسيما مع خطة مصر لبناء محطة لتحلية المياه على نهر الفرات للمساعدة في معالجة النقص الحاد في المياه في جنوب العراق وسط قلة هطول الأمطار وسوء إدارة الموارد المائية.
مصر تخطط لبناء محطة تحلية للمياه في العراق
قال الموقع: لقد زار وفد مصري من خبراء معالجة المياه العراق هذا الشهر لإجراء محادثات مع المسؤولين العراقيين بشأن معالجة أزمة المياه الحادة في البلد العربي.
وقالت وزارة الري والموارد المائية في 20 يونيو : إن الوفد المصري ناقش اقتراح إنشاء محطة لتحلية المياه على نهر الفرات وسوف تستخدم المحطة لتنقية وتحلية مياه البحر للمساعدة في تخفيف نقص المياه في جنوب العراق.
أزمة المياه في العراق
قال الموقع الأمريكي: ان العراق معروفًا في العصور القديمة باسم بلاد ما بين النهرين ، أو الأرض الواقعة بين نهرين - دجلة والفرات ولكن الان تواجه العراق، أسوأ موجة جفاف منذ عقود وسط قلة هطول الأمطار وسوء إدارة الموارد المائية.
كما يعتمد العراق على نهري دجلة والفرات في تلبية جميع احتياجاته المائية تقريبًا و ينبع النهران من تركيا ويتدفقان إلى جنوب العراق ، بينما يعبر نهر الفرات سوريا والعراق ، يتدفق نهر دجلة من تركيا إلى العراق.
ووفقًا لوزارة الموارد المائية العراقية ، من المتوقع أن يجف النهرين بحلول عام 2040 ما لم يتم اتخاذ إجراءات لتغيير الاتجاهات الحالية لاسيما وقد جفت بحيرة ساوة هذا العام ، وبحيرة الرزازة آخذة في الانكماش.
خبير يحذر من نقص المياه في العراق
حذر عالم البيئة العراقي البارز و المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة طبيعة العراق البيئية" عزام علوش" من نقص المياه في العراق وألقى باللوم في ذلك على تغير المناخ، وتابع: "تفاقمت الأزمة بسبب زيادة الملوحة وارتفاع مستوى سطح البحر ونقص التدفق من نهري دجلة والفرات إلى العراق".
وقال إن التغير المناخي يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة ويؤدي إلى زيادة مستوى التبخر.
وأضاف علوش: "على سبيل المثال ، تفقد بحيرة الثرثار ، إحدى أكبر البحيرات في العراق ، حوالي 7 مليارات متر مكعب من المياه في التبخر كل عام".
وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ، يحتل العراق المرتبة الخامسة بين الدول الأكثر عرضة للتأثر بتغير المناخ في العالم. في العام الماضي ، وحذر البنك الدولي بالفعل من أن جنوب العراق يتجاوز بالفعل "عتبات جودة المياه الحرجة" ، والتي غالبًا ما تكون ملوثة للغاية بحيث يتعذر على الناس استخدامها.
خبير: مصر لديها خبرة كبيرة في تحلية المياه
ومن جانبه قال عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن مصر لديها خبرة كبيرة في تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي التي يمكن أن يستفيد منها العراق.
قال شراقي لموقع "المونيتور" : "هناك تشابه في الوضع المائي في كل من العراق ومصر". وقال: "بينما ينبع نهر النيل ، المصدر الوحيد للمياه العذبة في مصر ، من خارج الحدود في إثيوبيا ، فإن نهري دجلة والفرات اللذين يعتمد عليهما العراق ينبعان من تركيا وإيران".
وأضاف أن كلا من: القاهرة وبغداد تخوضان نزاعات مع دول المنبع فيما يتعلق ببناء سدود على الأنهار دون موافقة دول المصب".
وقال المونتيور: تبنت الحكومة المصرية خطة طموحة لبناء عشرات المحطات لتحلية مياه البحر للمساعدة في تلبية احتياجات البلاد المتزايدة من المياه، وقد أنشأت مصر حتى الآن 82 محطة لتحلية المياه بطاقة إجمالية تبلغ 917 ألف متر مكعب في اليوم، كما تخطط الحكومة لبناء 14 محطة جديدة لتحلية المياه لرفع طاقة المياه إلى 1.4 مليون متر مكعب في اليوم و أطلقت مصر مشروعًا بقيمة 80 مليار جنيه (4.26 مليار دولار) لإعادة تأهيل قنوات يبلغ إجمالي أطوالها 20 ألف كيلومتر.
وقال شراقي: إن مصر لديها أحدث مراكز أبحاث المياه المتخصصة في هيدرولوجيا الأنهار وتطوير أنظمة الري وإمدادات المياه.
وأشار إلى أن "مصر قطعت أشواطاً طويلة في بناء محطات معالجة المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي وإنشاء سدود لحصاد مياه الأمطار ، ويمكن للعراق أن يستفيد من هذه الخبرة المصرية في التعامل مع النقص الحاد في المياه في البلاد".