«بعض الونس» مستجاب: حكايات ابن ديروط مع الفنون والسد العالي وسارتر
"بعض الونس" عنوان أحد مؤلفاته التي جمع فيها الكاتب الكبير بعض مقالاته بالصحف، وهو ما سننطلق منه فى ذكرى رحيل صاحب ""ديروط الشريف" القاص والروائى وكاتب المقال الصحفى محمد مستجاب (1938- 26 يونيو 2005) الذى قرر في 1957 أن يلتحق بمعهد الفنون الجميلة؛ لكنه لم يكمل دراسته بالمعهد بسبب "لقمة العيش".
• مستجاب الصغير: الفقر دفع البشرية للتطور.. ووالدي رسّام وخطاط قبل أن يكون قاصًا
قال الكاتب محمد محمد مستجاب، نجل الكاتب الكبير عندما سألناه عن بعض الونس فى يوميات والده بمعهد الفنون الجميلة والتى لم يستطع أن يكمل فيه دراسته بسبب ضغوط الحياة وظروف المعيشة:" قصة مستجاب الأب أرويها في رواية ضمن مشروعاتي المستقبلية، لأن حياته ممتلئة بالمواقف الملتبسة منها مثلاً كيف دفع الفقر البشرية أن تطور من نفسها مثل الثورة الصناعية وغيرها، وأن مستجاب الأب كان يتمتع بخط رائع وهو ما دفعه فى بداياته أن يتقدم لدراسة الفنون الجميلة وبالفعل قبل بالمعهد، لكن بسبب خاله أحمد خميس طلب منه أن يذهب للدراسة فى دار العلوم حتى يتخرج مدرسًا لكى يساعد أسرته لكن مستجاب رفض ذلك وقرر الذهاب الى القاهرة ودراسة الفنون الجميلة، لكن ومع ضغوط الحياة ظل يبحث عن عمل وبالفعل عمل فى كثير من المهن لكى يرسل الأموال لأسرته".
مستجاب الصغير يعود بذاكرته إلى الوراء أثناء حديثه لـ"الدستور" إلى مشهد يجمعه بوالده وهو في المرحلة الابتدائية عندما طلب منه أن يرسم على لوحة عملاً فنيًا حتى يتم تعليقها فى الفصل، وعندما سأل والده عما يرسمه وجد مستجاب الأب يمسك وإذ به يرسم أرض وبقرة، وهو من المشاهد التي لم ينسها مستجاب الابن وتنم عن موهبة والده فى الرسم.
محمد مستجاب، أحالنا فى حديثه لـ"الدستور" الى الخطابات المتبادلة بين محمد خان وسعيد شيمى، والتى يرى أنها خير معبر عن هذا الجيل الذي مر بنفس التجربة.. تجربة البحث عن الذات.
• لقطة مع سارتر: هنا السد العالي
فى الفترة التى عمل فيها محمد مستجاب بالسد العالى بأسوان كانت تشهد حالة من الزخم الثقافي ساعدت مستجاب الأب على أن يرويها فى مقالاته المتناثرة فى الصحف هنا وهناك وهو ما حاول أن يجمعها فى رواية، لكنه لم يكتب روايته عن السد العالى.. الرواية المأمولة كما وصفها فى إحدى لقاءاته الصحفية، وهو من المشروعات التي قرر مستجاب الابن أن يبدأ فيها على أن يرى النور خلال الفترة المقبلة.
مستجاب الابن أشار في حديثه لـ"الدستور" إلى أنه وجد مقالاً كتبه والده عن سعد الدين وهبه قال فيه إنه يحدد إجازته وتوقيت نزوله القاهرة حتى يشاهد أحد العروض المسرحية، وبعد عودته لأسوان يقوم بكتابة نقداً للعرض المسرحى الذى شاهده.
من بين المشاهد، أيضًا، التي لم ينسها مستجاب الابن أن والده التقى بالمفكر الكبير سارتر 1967 عند زيارته لمصر قبل النكسة بثلاثة أشهر وأن والده التقط صورة له مع المفكر الكبير وضعه فى مكتبه بالسد العالى بأسوان، لكن زملائه بالمكتب قاموا بتمزيقها.