الجندي يوضح أهمية تدريب العاملين بالجهاز الإداري لدعم التحول الرقمي

مع سعي الدولة والقيادة السياسية على تحقيق التحول الرقمي في كافة الخدمات والمعاملات التي تتم، أصبح تدريب وتنمية مهارات العاملين بالجهاز الإداري للدولة ضرورة حتمية لمواكبة هذا التوجه، والاكتفاء بمهاراتهم من أجل تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين من خلال تدريب العنصر البشري القائم على تقديم الخدمة.

وهو ما أوضحه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في تصريح له أن الحكومة ترى أن العنصر البشري هو أثمن مقدرات الدولة، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل على الارتقاء بقدرات ومهارات العاملين بالجهاز الإداري للدولة، من منطلق إيمانها بأن الاستثمار في البشر، هو خير استثمار في المستقبل.

من هذا المنطلق أجاب صبري الجندي، المستشار السابق لوزير التنمية المحلية، أن الارتقاء بمهارات وقدرات العاملين في الجهاز الإداري للدولة يؤدي إلى نوع من التوعية للموظفين في الجهاز الإداري للدولة وبالأخص الدورات التي تتم للموظفين في الإدارات المحلية بما يدور حوله؛ لأنه عندما يصبح الموظف على وعي ودراية بتطورات الدولة ومواكبة التقدم ومعرفة المشروعات الحكومية التي تنفذها الدولة وماذا تصنع في المجتمع والهدف منها يستطيع أن ينقل ما تدرب عليه إلى المواطن في دعم المشروعات بشكل أكبر.

وأوضح الجندي، في تصريح لـ"الدستور"، أن هذه التدريبات تأتي كضرورة قصوى لتنفيذ التحول الرقمي الذي تسعى له دولة وأصبحت تطبقه في مختلف خدماتها لأن الموظف يجب أن يعتمد على الأدوات الحديثة في التعامل وفي تلبية خدمات المواطنين، والاستغناء عن الأوراق التي تستغرق شهور لتلبية الخدمات في حين أصبح التحول الرقمي هو شعار المرحلة الحالية لتنفيذ الخدمات وتحتاج إلى موظفين مؤهلين لتلبية هذه الخدمات.

تدريب الموظفين المرشحين للانتقال للعاصمة الإدارية

بالفعل مع خطة الدولة لنقل عدد من الموظفين بالجهاز الإداري للدولة للعمل في العاصمة الإدارية كان لابد من تنفيذ عدة تدريبات لثقل مهاراتهم ورفع كفاءتهم وبالفعل تم تدريب أكثر من 76 ألف مستفيد من الموظفين المرشحين للانتقال للعاصمة، بالشكل الذي يسهم في النهوض بالعمل الحكومي ويحقق قدرًا أكبر من الشفافية والحوكمة. 

حيث تم التدريب من خلال عدة برامج تم إعدادها لتنمية وبناء القدرات الرقمية للموظفين المنتقلين للعاصمة الإدارية الجديدة، في تعزيز الأداء الحكومي، ودعم آليات الحوكمة والشفافية ومكافحة الفساد، والتأثير في رحلة المواطن داخل المؤسسات الحكومية، والتأسيس لاعتبارات السمات والقدرات.

وذكر أن موظفي الإدارة المحلية ووزارة التربية والتعليم هم الجزء الأكبر من الجهاز الإداري للدولة وتدريبهم والارتقاء بمهاراتهم لإعادة صياغة الجهاز الإداري وتطويره ويساعد في وجود الموظف ذو الكفاءة العالية لأداء مهمته والاستغناء عن الموظفين الكسالى والمتقاعسين عن العمل والمتسببين في مشاكل للمواطن، لذلك توعية الموظفين بكيفية التعامل مع المواطنين وزملاءه والإنجاز المهمة المكلف بيها يجعل العمل الإداري أسهل وأسرع وأكثر تأثيرًا في المواطن.

وأضاف أن تدريبات الموظفين والعاملين بالجهاز الإداري للدولة يخلق القدرة على تقديم الخدمات للمواطن بطريقة أفضل وتواكب التقدم الذي تسعى له الدولة، وتشجيع المواطنين على استخراج أوراقهم وتلبية خدماتهم بصورة أسرع بدلا من الاعتماد على المخالفات، وتساعد  في تقليل الوقت الذي يستغرقه الموظف في تلبية الخدمات ما يجعل المواطن راضي عن الخدمات والموظف.

وأشار الجندي إلى أن هذا يتحقق بشرط أن تكون هذه التدريبات وهذه التوعية متواصلة وجادة وليس بمجرد الحضور أو الحصول على شهادات تفيد الحضور فقط أو حصوله على الدورة التدريبية، وأن تكون المادة العلمية التي يقدمها المدربين مادة علمية حقيقية.

وأوضح المستشار السابق لوزير التنمية المحلية، في تصريحات لـ"الدستور"، أن هذه الدورات التدريبية تساهم في إقناع الموظف أن دوره في إقناع المواطنين والتعامل معهم بطريقة سلسة ومقبولة وسريع وخالي من الكسل والتراخي، وهو ما يحقق خدمات المواطنين بكل سهولة ويخلق علاقة ود ما بينهم والحرص على هذا التعامل ويساعد في تغيير نظرة المواطن للموظفين.

تدريب العاملين بالإدارات المحلية

كما نفذت وزارة التنمية المحلية عدة دورات تدريبية لبناء قدرات العاملين  وقيادات الإدارة المحلية على مختلف مستوياتها الإدارية، بما يساعد في رفع كفاءة العاملين وتطوير مهاراتهم وتنمية قدراتهم الوظيفية والشخصية وبناء صف قيادي ثان في المحليات وفقا لتوجيهات الدولة والقيادة السياسية لبناء الإنسان المصري والتحول الرقمي والإصلاح الإداري.

بحيث تتضمن الخطة التدريبية للمحليات للعام المالى الحالى تتضمن 126 دورة تدريبية ، يستفيد منها 5500 متدربا على مدار  159 اسبوع تدريبي، تم تنفيذ 106 دورات تدريبية حتى الآن، استفاد منها 4955 متدربا، و يتبقى 20 دورة تدريبية حتى نهاية الخطة التدريبية، يستفيد منها 545 متدربا.