سجنته إسرائيل وله تاريخ كبير من البطولات.. وفاة شيخ مجاهدي سيناء
توفي في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، شيخ مُجاهدي سيناء حسن على خلف من قبيلة السواركة، أثناء تلقيه العلاج في أحد مستشفيات محافظة الإسماعيلية.
ومن المقرر أن يُنقل جثمانه ودفنه في مسقط رأسه بقرية الجورة، جنوب مدينة الشيخ زويد.
وُلد الشيخ حسن، وتربى فى كنف عشيرته «الخلفات»، إحدى عشائر قبيلة «السواركة» فى منطقة «الجورة» جنوب مدينة الشيخ زويد، وشرب البطولة مُبكرًا، من والده أحد أهم رموز قبيلة السواركة فى فترة الخمسينيات والستينيات، كما أنه أول نائب سيناوي فى البرلمان المصري من قبائل البدو، وعمه الشيخ خلف حسن الخلفات، المعروف عنه التصدي بحزم لكل محاولات إسرائيل لشراء أراضي سيناء بعد احتلالها، وقال وهو فى السجن: «لو وزنتم لي أموال الأرض على أن أفرط فى شبر لن يكون».
بدأ مع عدد كبير من شباب سيناء عام 1967م، فى تشكيل منظمة سيناء العربية والدفاع عن سيناء ضد الاحتلال الإسرائيلي، وسجل الشيخ «خلف» العديد من البطولات، ومنه ضرب مركز القيادة الإسرائيلية بالعريش، وضرب مستعمرات الاحتلال الإسرائيلى فى مناطق الشيخ زويد، والتحرك وتنفيذ عمليات نوعية مترجلًا ومستخدمًا الإبل فى التنقل، ونقل الصواريخ والأسلحة والمدد من شرق القناة حتى عمق سيناء، وتجميع وتجنيد عددًا من الفدائيين من شباب القبائل، وضمهم لخلايا المُقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلى لسيناء، وكذلك استخدامه مهارات التنقل عبر الدروب الصحراوية، والعيش لأيام طويلة فى مناطق قاحلة؛ انتظارا لتنفيذ عمليات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية.
ووقع الشيخ حسن فى قبضة الاحتلال الإسرائيلي، فى إحدى العمليات، وحُكم عليه بالسجن 149 عامًا، بتهمة قتل الأطفال والتنقل بين ضفتي قناة السويس بدون تصريح، كما واجه القاضي الإسرائيلي فى المحكمة ردًا على الحكم بأنكم من قتلتم الأطفال فى بحر البقر.
كما قضى 40 شهرًا فى سجون الاحتلال، وخرج فى تبادل أسرى عقب انتصار أكتوبر، وحصل على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات بعد عودته من الأسر عام 1974.
كما استقر فى قريته الجورة جنوب الشيخ زويد، بعد جلاء الاحتلال عنها فى عام 1982م، وكان صاحب دورًا إصلاحيًا فى إنهاء الخلافات بين الأفراد والعائلات فى سيناء، والسير فى إجراءات الصلح، وفق الأعراف والتقاليد بين الأهالي.
وفي حرب الدولة ضد الإرهاب، فقد أحد ابنائه بطلق ناري، أصابه وهو فى منزله، فى معارك الحرب على الإرهاب، وهو ما ذكره الشيخ حسن اليوم فى كلمته أمام الرئيس بقوله: «ابنى شهيد.. احتسبه عند الله.. ولا أذكيه على الله»، مُستطردًا: «عائلتي منهم 4 شهداء، وعشرات من أبناء القبائل ارتقوا شهداء على يد التكفيريين، وتتم هذه الجرائم بجريمة مسجد الروضة، وكذا قتل المُصلين فى مسجد الروضة لم يكن يتطلب شجاعة، ولكن كل ما يتطلبه قتلهم هو ضمير ميت وقلب أعمى وإرادة ممسوخة حينما توفرت هذه الأشياء فى شكل آدمين، فقيل لهم اقتلوا هؤلاء الآمنين المتوضئين الجالسين فى بيت ربهم، الغافلين إلا عن ذكر الله، ألا لعنة الله على الظالمين».