بعد فيديو ابنة حسني عبد ربه.. كيف يمكن حماية الأبناء من مخاطر الانفصال ؟
آثارت ابنة حسني عبد ربه نجم منتخب مصر ولاعب نادي الإسماعيلي السابق، ومدير الكرة الحالي لفريق "الدراويش" جدلا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتقاداتها اللاذعة لوالدها الذي اتهتمه بتعنيفها وصفعها على وجهها، والعديد من التفاصيل الأخرى التى ذكرتها ابنه اللاعب عبر فيديو على صفحات التواصل الاجتماعي، وأشارت بالفيديو إلى تعرضها للضرب بسبب مبلغ 200 جنيه، كما أنه كان يتنمر عليها بسبب زيادة وزنها أمام أصدقائه.
استنادًا على ما سبق ذكره أحدثت الفتاة العديد من الانقسامات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين العطف عليها بسبب التعنيف، وبين السخط عليها لأن ماتتحدث عنه هو والدها، لذلك كانت ردود الفعل متباينة، ولكن في الأغلب يمكن أن يتمحور الأمر حول تأثيرات الانفصال المتتابعة بين الوالدين على الآبناء، والذي يمكن أن يؤول بهم إلى ماهو أخطر من مجرد تصريحات شفهية غاضبة وعنفوانية.
وفقًا لموقع "the sun"يمكن أن يكون الطلاق والانفصال وقتًا صعبًا بالنسبة للأسرة، لا يدرك الآباء فقط طرقًا جديدة للتواصل مع بعضهم البعض، ولكنهم يتعلمون طرقًا جديدة لتربية أطفالهم، فعند طلاق الوالدين يمكن أن تختلف آثار الطلاق على الأطفال، ويتفاعل بعض الأطفال مع الطلاق بطريقة طبيعية ومتفهمة، بينما قد يعاني الأطفال الآخرون من عملية الانتقال فالأطفال يتمتعون بالمرونة ويمكن أن يمروا بمرحلة الانتقال إلى الطلاق على أنه تعديل وليس أزمة.
تأثير الطلاق على الابناء اجتماعيًا
أشارت الأبحاث إلى أن الطلاق يمكن أن يؤثر على الأطفال اجتماعيًا، قد يواجه الأطفال الذين تتعرض أسرتهم للطلاق وقتًا أكثر صعوبة في التعامل مع الآخرين، ويميلون إلى تقليل الاتصالات الاجتماعية، يشعر الأطفال أحيانًا بعدم الأمان ويتساءلون عما إذا كانت أسرهم هي الأسرة الوحيدة التي انفصلت.
في بعض الحالات يشعر الأطفال بالإرهاق ولا يعرفون كيفية الاستجابة للتأثيرات التي يشعرون بها أثناء الطلاق، فقد يصابون بالغضب أو الانفعال، قد يكون غضبهم موجهًا إلى مجموعة واسعة من الأسباب المتصورة، قد يُظهر الأطفال الذين يتعاملون مع الطلاق الغضب على والديهم وأنفسهم وأصدقائهم والآخرين، بينما يتبدد هذا الغضب لدى العديد من الأطفال بعد عدة أسابيع إذا استمر فمن المهم أن تدرك أن هذا قد يكون تأثيرًا طويل الأمد للطلاق على الأطفال.
مشكلة التنمر والاطفال
تقول هبة الطماوي، أخصائي الإرشاد الأسري والتربوي وتعديل السلوك لـ"الدستور" أن الوالدين في بعض الأحوال يتنمروا على أطفالهم بحسن نية، ولكن في الحقيقة هذا السلوك سلبي للغاية، فالآباء هم مصدر قوة وثقة وأمان والراحة وأي تعليقات سلبية من المؤكد أن الطفل سيقوم بتصديقها على الفور وسيعتبر أنها قاعدة مسلم بها، وسيترتب عليه تأخر في التحصيل الدراسي والقدرة على الاندماج مع الآخرين.
عندما يكبر الطفل سوف يكره الوالدين بسبب الانتقاد الزائد، سيكون شخص مهزوز ومن السهل أن يتم الضحك عليه وإجباره على القيام بأعمال عنفوانية، لأن احتياجاته النفسية وكينونته قد حصل عليها من أشخاص أخرين، وبالتالي سيترتب عليه هو تنفيذ أوامرهم بغض النظر عن مدى صلاحيتها من أجل كلمات الحتفيز مثل أنت بطل.
فعلى سبيل المثال الطفل الذي يتبول بشكل لإرادي عند تنمر الآباء عليه خاصة أمام الأخرين سيعتقدون أنهم يقومون بتحفيزه، ولكن في الواقع سيشعر الطفل بالخجل، وسيترتب عليه أنه سيكون شخصية انسحابية.
أما الأباء الغاضبين من بعضهم البعض ويقومون بإسقاط الأمر على الأطفال ويستخدمونهم أداة لتفريغ غيظهم هذا أمر غير مقبول على الإطلاق، وتصرف غير سليم، فحتى لو حدث الانفصال ومن ثم الطلاق يجب أن تكون العلاقة طيبة وعدم البوح بالمشاكل أمام الأطراف الأصغر، وإذا وجد الأب على سبيل المثال شىء من الافتراء عليه من قبل الطرف الأول وبدأ أبنائه في ترديده مثل "إنت بخيل"، يجب التحدث مع الأم فورا، ومحاول إيجاد حلول فعالة حتى لو كان هو ذلك بالفعل، يجب أن يغير من نفسه من أجل أبنائه.