ندوات «حياة كريمة» تواجه التغير المناخى: «تحذير.. توعية.. وحلول فعالة لمواجهة الظاهرة الخطيرة»
لا صوت فى العالم يعلو على التحذير من خطورة ظاهرة تغير المناخ، فى ظل تداعياتها السلبية على الحياة فوق كوكب الأرض، وكل المجالات بلا أى استثناء، خاصة فى الدول النامية التى تعد ضحية العالم الصناعى المتقدم فى هذا الإطار، ولا تمتلك فى الوقت نفسه الإمكانيات اللازمة لمواجهة تلك الظاهرة.
وانتبهت المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" إلى خطورة ظاهرة تغير المناخ وتداعياتها السلبية على كل شىء، واتخذت فى سبيل مواجهتها مجموعة من الخطوات العملية فى القرى المستفيدة، على رأسها تنظيم ندوات وورش عمل للتوعية بأسبابها ومخاطرها وسبل مواجهتها.
"الدستور" تواصلت مع عدد من المستفيدين بتلك الندوات، لمعرفة أبرز ما استفادوه منها، والتغير الذى طرأ على سلوكياتهم بعدها فى حياتهم العملية.
مريم هشام: توظيف العمارة فى مواجهة الظاهرة
عبرت مريم هشام، طالبة فى الفرقة الرابعة بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنصورة "قسم العمارة"، عن سعادتها البالغة باهتمام مبادرة "حياة كريمة" بتسليط الضوء على ظاهرة تغير المناخ، والبحث عن طرق لمواجهتها بفعالية.
وقالت «مريم» إنها حضرت ندوة حول "المدن المستدامة فى مواجهة التغيرات المناخية"، بحضور الكثير من طالبات وطلاب كلية الفنون الجميلة، الذين استفادوا بصورة كبيرة بها، واكتسبوا معلومات جديدة لم يكونوا على دراية بها من قبل، انعكست على سلوكياتهم فيما يرتبط بمواجهة التغير المناخى. وأشارت إلى تركيز الندوة على مفهوم "الاحتباس الحرارى"، وتأثيره على دول العالم كافة وفى مقدمتها مصر، وتأثيره على العمران، وتغيير درجات حرارة الكوكب إلى الأسوأ، إلى جانب تعريف مفهوم "التنمية المستدامة".
وأضافت أن الندوة حذرت أيضًا من السيناريوهات المتوقعة لتغير المناخ وتداعياته السلبية، والكوارث المحتمل أن تصيب دول العالم بسبب ارتفاع درجات الحرارة جراء تغير المناخ، والطرق المثلى لمواجهة كل ذلك.
وأوضحت أن المحاضر فى الندوة ناقش معنا أهم هذه الطرق، وعلى رأسها استخدام الطاقة المتجددة، وتوظيف حلول الطاقة فى العمارة والعمران، ومن بينها تشجير الأسطح والمبانى على سبيل المثال. ونوهت بحضورها ندوة أخرى داخل قريتها، ناقشت التأثيرات الضارة لظاهرة التغير المناخى على الفلاحين وربات المنزل، مشيرة إلى إعجابها بأسلوب المحاضر الذى اتسم بالبساطة فى توصيل المعلومة إلى الأهالى، ونجح فى إقناعهم باتخاذ سلوكيات جديدة تصب فى صالح التصدى لتلك الظاهرة الخطيرة.
ياسر فتحى: توقفت عن حرق القمامة لتقليل التلوث
ياسر فتحى، ٤٧ عامًا، من أهالى مركز وادى النطرون بمحافظة البحيرة، قال إن مبادرة "حياة كريمة" التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى تبذل مجهودات كبيرة لتوعية المواطنين بأخطار التغيرات المناخية وبضرورة الحفاظ على البيئة، مشيرًا إلى أنه أحد المستفيدين من الندوات التوعوية، متابعًا: "توقفت عن حرق القمامة".
وأضاف "فتحى": "هذه هى المرة الأولى التى أحضر فيها ندوة تتحدث عن ضرورة الحفاظ على البيئة والسلوكيات الخاطئة التى يجب التوقف عنها لحماية الكوكب، وعرفت الكثير عن طرق مواجهة ظاهرة الاحتباس الحرارى"، لافتًا إلى أنه جرى عقد الندوة بمقر الإرشاد الزراعى بقريته.
وأشار إلى أنه سعيد جدًا بحضور تلك الندوة، وفوجئ بأن عددًا كبيرًا من الأهالى من مختلف الأعمار حرص على الحضور أيضًا، وكانت مشاركة السيدات قوية جدًا.
وتابع: "شرح المتخصصون خلال الندوة ظاهرة الاحتباس الحرارى، وأسبابها وتأثيرها على الإنسان وبقية الكائنات الحية، وطرق مواجهة تغير المناخ، عبر اتباع السلوكيات الصحيحة، مثل زراعة الأشجار لتقليل التلوث". وأشار إلى أن المتخصصين شرحوا أيضًا طرق الحد من تلوث المياه والهواء والتربة، ونصحونا بعدم حرق القمامة ومحاولة زراعة الكثير من الأشجار، للمحافظة على الكوكب للأجيال القادمة. ولفت إلى أنه كان يحرق القمامة فى الماضى، وكان يتخيل أن فعل هذا الأمر فى منطقة بعيدة سيحمى الأهالى من التلوث، لكنه أدرك بعد ذلك أنه يضر بجميع البشر، قائلًا: "أصبحت أضع القمامة فى المكان الذى خصصه المجلس المحلى، ليجرى التخلص منها بطريقة صحيحة".
جنى على: أدركت خطورة البلاستيك وسأزرع أشجارًا
قالت جنى على، طالبة بمدرسة الشهيد طيار على محمد على، بقرية أولاد الشيخ على، بمركز مغاغة بمحافظة المنيا، إنها استفادت من الندوة التوعوية التى نظمتها المبادرة الرئاسية لتوضيح مخاطر التغيرات المناخية وضرورة الحفاظ على البيئة، التى جرى تنظيمها داخل مدرستها.
وأضافت "جنى": "عرفت معنى المناخ، وخطورة السلوكيات التى تؤدى للتغيرات المناخية، وتعلمت كيفية الحفاظ على البيئة والموارد، وأدركت خطورة الاحتباس الحرارى، وأهمية زراعة الأشجار والنباتات الخضراء، لأنها تقلل من انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون". وتابعت: "كما نبهتنى الندوة إلى أهمية ترشيد استهلاك المياه والكهرباء والورق؛ لتقليل آثار التغيرات المناخية، وعرفت دور مصر فى مكافحة التغيرات المناخية عبر إقامة المشروعات الخضراء واستضافتها المؤتمرات الهادفة لتقليل التغيرات المناخية".
وأشارت إلى أنها أدركت- أيضًا- أضرار الأكياس البلاستيكية على جميع الكائنات الحية، متابعة: "نصحنى المدرب باستخدام الأكياس الورقية القابلة للتحلل بدلًا منها، وحذرنى من خطورة المخلفات الصلبة على البيئة". ولفتت إلى أنها أدركت أهمية زراعة الأشجار وزيادة المساحات الخضراء للحد من الظواهر المناخية الخطيرة، وشاركت فى زراعة العديد من الأشجار داخل مدرستها، مؤكدة: "كانت تجربة ممتعة وسأزرع أشجارًا كثيرة". وقالت إنها حصلت فى نهاية الندوة على كتيب يوضح أضرار التغيرات المناخية، ودور الأطفال فى مواجهتها، باستخدام رسوم جميلة، لافتة إلى مشاركتها فى رسم بعض الأشجار.
وليد أحمد: دورات للمعلمين والطلاب والموظفين
قال وليد أحمد، مدير قسم الإعلام والتوعية البيئية والتدريب بفرع جهاز شئون البيئة بمحافظة الفيوم، إنه شارك فى عدة ندوات توعوية نظمتها مبادرة "حياة كريمة" داخل القرى؛ لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية على البيئة. وأوضح "أحمد" أن الندوات تضمنت توضيح الفرق بين تغير المناخ وتغير الطقس، والتعريف بظاهرة الاحتباس الحرارى وأثرها على تغير المناخ، وتأثير التغير المناخى على المحاصيل الزراعية والموارد المائية وصحة الإنسان وغيرها من المجالات الأخرى. وأضاف: "تحدثت حول الطرق الواجب اتباعها للحد من تأثيرات التغيرات المناخية ومنها ضرورة زراعة مساحات كبيرة من الأشجار والحد من استخدام البلاستيك وحرق المخلفات وعرفت الحاضرين بجهود الدولة فى مقاومة التغيرات المناخية وتطرقت إلى دور الأفراد فى التصدى لتلك الظاهرة الخطيرة".
وأشار إلى الإقبال الكثيف على تلك الندوات من جميع فئات المجتمع ومختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية والتعليمية، لافتًا إلى تنظيم دورات للمعلمين والطلاب والشباب والموظفين داخل المدارس ومراكز الشباب والوحدات المحلية ومجالس المدن وغيرها. وأوضح أن هناك تفاعلًا إيجابيًا بين الحاضرين، حيث يتم عقد حوار مفتوح فى نهاية الندوة؛ لتبادل المعلومات وطرح التساؤلات، ويسهم ذلك فى الفهم الصحيح لخطورة قضية التغيرات المناخية وتبنى سلوكيات جديدة للحد من تلك الظاهرة. وأضاف أن مبادرة "حياة كريمة" تبذل جهودًا كبيرة لنشر التوعية البيئية بين أهالى الريف، مشيدًا بدورها فى تحقيق حياة أفضل لجميع المواطنين.