رئيسة المفوضية الأوروبية في رام الله: هل تنهي أزمة تمويل السلطة الفلسطينية؟
تجري رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا "فون ديرلاين" زيارة إلى رام الله، غداَ الثلاثاء، بعد توقف المساعدات من الاتحاد الأوروبي منذ عامين ونصف، حيث تأمل السلطة الفلسطينية استئناف تمويل بمئات ملايين اليورو.
من المقرر أن تصل “فون ديرلاين” إلى تل أبيب يوم الإثنين لعقد سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين. وستلتقي بوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد اليوم الاثنين قبل أن تتوجه إلى رام الله للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني اشتية غداً الثلاثاء.
المناهج الفلسطينية
توفقت المساعدات الأوروبية للفلسطينيين كان بسبب الكتب المدرسية للسلطة، حيث انتقد مراقبون المناهج الدراسية، واعتبروا أنها تحتوي على أفكار تدعو إلى العنف وتمجد الإرهاب، فيما تدافع السلطة عن أفكارها التي تعتبرها روايتها الوطنية.
قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في خطاب ألقاه أمام الأمم المتحدة العام الماضي :“نُجبر على شرح وتبرير ما يظهر في موادنا التعليمية، على الرغم من أنها تفسر روايتنا وهويتنا الوطنية. في الوقت نفسه، لا أحد يطالب بمراجعة المناهج ووسائل الإعلام الإسرائيلية، حتى يرى العالم التحريض الحقيقي من قبل المؤسسات الإسرائيلية".
يعتقد المراقبون أن بروكسل ستشترط إزالة بعد المضامين من الكتب المدرسية الفلسطينية مقابل عودة التمويل للسلطة الفلسطينية. وكان قد علق مسؤولو السلطة الفلسطينية مرارا إنهم لن يقبلوا اشتراط المساعدة بتغيير الكتب المدرسية، فيما السلطة الفلسطينية قد رفضت مرارا الاتهام بأن كتبها المدرسية تروج للعنف والإرهاب.
مساعدات الاتحاد الأوروبي
يعتبر الاتحاد الأوروبي، أكبر مانح للسلطة الفلسطينية، في دفع رواتب العديد من الموظفين الحكوميين في السلطة الفلسطينية، مما يشكل جزءا كبيرا من اقتصاد الضفة الغربية. بين عامي 2008 و 2020، أرسلت بروكسل حوالي 2.5 مليار دولار كدعم مباشر للميزانية المباشر للسلطة الفلسطينية.
في أواخر عام 2021، اقترح أوليفر فارهيلي المسؤول الكبير في مفوضية الاتحاد الأوروبي، اشتراط حوالي 10 ملايين دولار من مساعدات الاتحاد الأوروبي للسلطة الفلسطينية بإصلاح الكتب المدرسية. وتسبب اقتراحه جدلاً داخل المفوضية بين مؤيد ومعارض مما نتج عنه تأخر في صرف الأموال قرابة عامين.
وقف المساعدات الأوروبية كان حلقة ضمن سلسلة صعوبات مالية أصابت السلطة الفلسطينية، وسط تحذيرات إسرائيلية وفلسطينية من أن السلطة قد تواجه انهيارا ماليا، ويرجع ذلك جزئياً إلى نقص المساعدات.
هل يتم صرف الأموال؟
لاتزال هناك معارضة داخل البرلمان الأوروبي والمفوضية والمجلس نفسه لتحويل مبالغ ضخمة من الأموال إلى السلطة الفلسطينية بينما تستمر في إصدار كتب مدرسية عنيفة ومعادية للسامية على حد وصف البعض.
فيما يرى المراقبون أنه بعد شهور من المداولات البيروقراطية، فإن قرار تجديد التمويل أو عدم تجديده يعود الآن إلى فون دير لاين، التي يمكنها اختيار تجاوز اقتراح فارهيلي أو السعي إلى الدفع بحل وسط من خلال المفوضية الأوروبية. بينما يعتقد مسؤولون في رام الله أن الأزمة أوشكت على الإنتهاء.