«عشرينيات القرن الماضى».. معارك أحمد شوقى الأدبية
معارك أدبية عديدة خاضها الشاعر أحمد شوقي (16 أكتوبر 1868 - 14 أكتوبر 1932) في عشرينيات القرن الماضي؛ بدأت بعد عودته إلى مصر، حيث بقى في فرنسا عدة سنوات لمتابعة دراسة الحقوق هناك، وأولاها مع الكاتب الراحل عباس العقاد الذي اصطدم بنقده اللاذع، إذ كان "شوقي" لصيقا بالطبقة الحاكمة، وبالوزراء والقصر والمسئولين، وانتقده العقاد في كتابه الشهير "الديوان"، الذي أصدره بالتعاون مع المازني عام 1921، وكانت المعركة بين القديم والجديد، وبين التقليد والابتكار، كما يرى عامر العقاد، ابن أخ عباس العقاد.
فحسب مقال نشر بجريدة "الموقف الأدبي" بعددها رقم 492 الصادر بتاريخ 1 أبريل 2012؛ فإن العقاد الذي كان يعمل محررا بجريدة "الأهرام" أن شوقي يقلد الشعراء العرب في العصر العباسي مثل البحتري، وكذلك يرى أن قصائد شوقي تفتقر إلى الوحدة العضوية فهي مفككة، كما يرى أن شوقي حاول أن يقلد المعري فلم يستطع لأن المعرى كان صاحب نظرة عميقة في الحياة، كما انتقد النشيد الوطني الذي نظمه أحمد شوقي، إلا أن العقاد نفسه عاد وكتب عن "شوقي" كتابة معتدلة، وشارك في مهرجان أحمد شوقي الذي أقيم بعد مرور تسعين عاما على ميلاد الشاعر الكبير عام 1958.
ما إن تخلص أحمد شوقي من انتقادات عباس العقاد، ابتلى بانتقادات ميخائيل نعيمة، الذي نشر نقده لشوقي في كتاب "الغربال" الذي صدر في القاهرة عام 1923 بتقديم العقاد نفسه، وتحت عنوان "الدرة الشوقية" وهو مقال ضمن صفحات الكتاب، قدم فيه نقدا لاذعا لقصيدة شوقي "بعد المنفى"، التي كان قد نشرها في مجلة "الهلال" عام 1920، واتهم ميخائيل نعيمة عواطف شوقي السطحية، وفي مقال آخر انتقد كتاب "الديوان للعقاد والمازني" وكتاب "الديوان"، وقال نعيمة: إن من يرى شوقي في ميزان العقاد يشفق على شوقي.
جماعة "أبولو" التي تأسست برئاسة الشاعر أحمد شوقي، وكان خليل مطران وأحمد محرم نائبي الرئيس وأحمد زكي أبو شادي سكرتيرا، ومن بين أعضائها الدكتور إبراهيم ناجي، على محمود طه، وعقدت اجتماعها الأول في بيت أحمد شوقي في 10 أكتوبر 1932، وأشرفت على مجلة "أبولو" الأدبية التي كان أحمد زكي أبو شادي قد أصدر العدد الأول منها في شهر سبتمبر 1932، ولكن أحمد شوقي توفي بعد تأسيسها بثلاثة أيام أي يوم 13 أكتوبر وانتخب خليل مطران بتاريخ 22 أكتوبر عام 1932 رئيسا لجماعة أبولو، وخصصت المجلة عددها الرابع وهو عدد ديسمبر 1932 لذكرى أحمد شوقي، وخصص العدد الحادي عشر للمجلة لذكرى حافظ إبراهيم وهو عدد يوليو لعام 1933، وأخذت هذه الجماعة الأدبية تسميتها نسبة لإله الفنون عبد اليونان، ولقد اعترض عباس العقاد على هذه التسمية واقترح اسم عطارد.
وجهت اتهامات عديدة للشاعر أحمد شوقي ومن بينها وصف الدكتور شوقي ضيف له بأنه "شاعر غيري"، أي يتحدث عن غيره أكثر مما يتحدث عن نفسه، ونظم قصائد عن مصر والأقطار العربية الأخرى، وترك مجموعة من القصائد عن دمشق منها "دمسق" أنشدها في 10 أغسطس 1925 بالمجمع العلمي بدمشق، وتذكر دمشق في قصيدة ألقاها في يناير عام 1926 بعنوان "نكبة دمشق" وذلك بمناسبة الثورة السورية الكبرى ما بين عام 1925 - 1927.