يا للمفاجأة
في الستينات، إحنا اتفاجئنا لما اتغلبنا من أوغندا خمسة، إزاي أوغندا تغلب منتخب مصر العريق هذا الإسكور؟
ثم اتفاجئنا لما خسرنا كاس الأمم الإفريقية 1974، اللي لعبناها على أرضنا، واتغلبنا من زائير 3/2، وكانت صدمة.
واتفاجئنا لـ إننا ما وصلناش كاس العالم 1978، بعد ماتش تونس، وإننا ما لعبناش كاس الأمم في نفس السنة، ما لعبناش مش ما كسبناش.
واتفاجئنا لما قابلنا مدغشقر 1980، مدغشقر اللي ما كناش فعلا سمعنا اسمها قبل كدا، لا في الكورة ولا غيرها، واتعادلنا معاها في القاهرة. واتفاجئنا لما خسرنا من الجزاير 1980، ومن نيجيريا 1984، ومن المغرب 82، واتفاجئنا تاني من المغرب برضه 85.
واتفاجئنا لما خسرنا من مالاوي، والمستكاوي ساعتها كتب: "حتى مالاوي أما بلاوي". واتفاجئنا، لما اتغلبنا من اليونان ستة، واتفاجئنا لما تذيلنا مجموعتنا في أمم إفريقيا 92، دون إحراز أي هدف، أو الحصول على أي نقطة. اتفاجئنا بـ الخسارة من مالي 1994، ومن زامبيا 96، ومن ليبيريا 97، ومن السعودية خمسة 99.
واتفاجئنا أيام جيلي لما خسرنا من تونس في أمم إفريقيا 2000، واتفاجئنا لما اتعادلنا مع بنين، ومع ناميبيا، وحتى أيام حسن شحاتة اللي بـ يقولوا عليها اتفاجئنا بـ الخسارة من السودان 4/صفر مع الرأفة، سنة 2008، واتفاجئنا لما ما عرفناش نتغلب2/صفر بس من أمريكا، واتغلبنا تلاتة وخرجنا، واتفاجئنا لما اتعادلنا مع زامبيا في القاهرة واترزعنا من الجزاير تلاتة.
وبرضه مع حسن شحاتة، اتفاجئنا إننا اتغلبنا من النيجر واتعادلنا مع سيراليون.
ثم بعدين اتفاجئنا لما اتغلبنا من إفريقيا الوسطى، واتفاجئنا لما غانا سلمتنا السداسية، بـ المناسبة: وائل جمعة في الماتش دا، حط جون في مرمانا.
واتفاجئنا إننا تذيلنا مجموعتنا في كاس العالم 2018، واتفاجئنا لما خسرنا أمم إفريقيا 2019 على أرضنا، وجايين النهاردا، نتفاجئ إننا خسرنا من إثيوبيا.
أحضروا لنا الآن موسوعة جينيس، شعب بقى له ستين سنة بـ يتفاجئ، ثم يتفاجئ، ثم يتفاجئ، ومش عايز يعترف إنه في الواقع، منتخب متوسط المستوى زي سيراميكا وفيوتشر كدا في الدوري حاليا كسبنا أحيانا؟
آه، ما عادي، الفرق المتوسطة أحيانا بـ تكسب، ما أنجولا مرة وصلت كاس العالم، وتوجو كمان عملتها، وزامبيا كسبت كاس الأمم الإفريقية، وبوركينا فاسو كتير وصلت سيمي فاينال، بس دا مش الديفولت.
المكسب هو اللي محتاج نحلل أسبابه مش الخسارة، النجاح الأولى بـ إننا نتفاجئ مش الإخفاق، ولو تحب أراجع لك كل مرة تفوقنا فيها، وأقول لك ليه «من وجهة نظري»، لكن "الطبيعي" إنه نتايجنا متوسطة زي مستوانا.
يعني إنبي تقابل فاركو، إنبي كسب، دا مش معناه إنه منظومة فاركو فاسدة، ولا إنه مديرها الفني بـ عافية «ممكن يكون غلطان في الماتش دا تحديدا، إنما دا مش مدعاة لـ الحكم على مستواه بـ صورة مطلقة».
ولو فاركو كسب، مش معناه إنه إنبي لازم يفور النادي ويبدأ من جديد.
طب ليه إحنا منتخب متوسط، وهل فيه فرصة نبقى منتخب جامد فرتيكة؟
هذا أمر شرحه يطول
وأنا الليلة مشغول.
إلى الغد إذن يا فيلسوف.