الكنيسة الكاثوليكية تحيى ذكرى «الطوباوية آنا» للقديس برتلماوس
تحي الكنيسة الكاثوليكية اليوم الأربعاء، ذكرى الطوباوية آنا للقديس برتلماوس، وروي الأب وليم عبدالمسيح سعيد الفرنسيسكاني، سيرتها قائلاً: “ولدت آنا للقديس برتلماوس في ألميندرال في أفيلا بإسبانيا في 10 أكتوبر 1549م. كان والداها فقيرَين لكنّهما تقيّان وَرِعان. فنالت تربية مسيحية منذ حداثة سنّها. ولمّا بلغت العاشرة من عمرها توفّي والديها، فعاشت مع إخوتها الذين وَكَلوا إليها رعاية أغنامِهم. فقامت بمهمتها بروحٍ من التواضع والطاعة والنشاط”.
وتابع: “كانت رعاية الأغنام، وهدوء الطبيعة وجمالها، وثمار الأرض وخيراتها، عوامل ساعدت نفسَها على الصمت والصلاة والتأمل. ومالت نفسُها الى الحياة الرهبانية، وتم قبولها في دير القديس يوسف الكرملي في أفيلا في 7 نوفمبر 1570م ، في 15 أغسطس 1572م قدمت نذورها الرهبانية أمام مذبح الرب، كانت راهبة عاملة، وتمرّست على روح الخدمة والطاعة والتواضع، تواظب على التعبّد ومناجاة الرب، وتخصّ العذراء مريم بمحبّة كبيرة. فلفتت اليها أنظار أمّها ورئيستها تريزا ليسوع الأفيلية، التي انتدبتها أمينةً على أسرارها. وأخذت تصحبها في أسفارها. وما لبثت أن أضحت آنا ممرّضة لها، حتى إن الأم تريزا لفظت روحها ورأسها ملقىً على صدر ممرّضتها حنّة”.
واستطرد: "فيما بعد، تسنّى للراهبة آنا أن ترافق الكرمليات الاسبانيات اللواتي قصدنَ فرنسا وبلجيكا لزرع الإصلاح التريزي فيهما ورغم كونها "أختاً مساعدة" أصبحت رئيسة على دير بونتواز ومن ثم على دير تور في فرنسا، ثم انتقلت فأسست دير أنفير في بلجيكا، وبذلت آنا جهودًا كبيرة للحفاظ على روح الأم المؤسّسة، تريزا الآفيلية.
واختتم حديثه: “تكشف لنا سيرة حياتها، المدوّنة باسم الطاعة، عمق علاقتها واتحادها بالله، وفي الوقت عينه، يتّضح لنا أنها، كما معلّمتها، إبنة للكنيسة، ورسولة جاهدت وناضلت وضحّت من أجلها ومن أجل شعب الله. ورقدت بعطر القداسة في 7 يونية 1626م، وجاءت جماهير غفيرة أكثر من عشرين ألف شخص لحضور صلاة الجناز ونوال بركتها. استمرت مدينة أنتويرب في تكريم ذكراها من خلال موكب سنوي إلى الدير ، وهو موكب طويل بقيادة مسؤولي المدينة حاملين الشموع. أعلنها البابا بنيديكتوس الخامس عشر طوباوية في 6 مايــو 1917”.