«قوة وشراكات ناجحة».. كيف توطدت العلاقات بين مصر وأوروبا في 8 سنوات؟
تحتفل الدولة، اليوم الأربعاء، 8 يوينو، بمرور ثمان سنوات على تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد إزاحة الإخوان عن السلطة، بثورة شعبية شهدتها البلاد في 30 يونيو 2013
وحققت مصر في 8 سنوات، طفرة كبيرة في العلاقات الدولية، وبشكل خاص مع الدول الأوروبية، حيث جرى إعادة بلورة وتوثيق العلاقات الأوروبية مع الدولة المصرية، وتعزيز أطر التعاون المشترك في مختلف المجالات خاصة أنَّ الاتحاد الأوروبي يعد أحد الداعمين الرئيسيين لمصر إقليميًا ودوليًا.
وبعد سنوات متعددة من الخلافات وفتور العلاقات، نجح الرئيس السيسي في عقد شراكة جديدة مع الاتحاد الأوروبي، بدأت مع زيادة حجم الاستثمارات الأوروبية في مصر من خلال الاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يُقدمها الاقتصاد المصري في ظل عملية الإصلاح الاقتصادي الشاملة التي أُطلقت في مصر منذ عام ٢٠١٦.
وزادت قوة العلاقات بداية من عام 2019، والتي ظهرت في تبادل الزيارات رفيعة المستوى وانعقاد اللجان المشتركة وإعادة تفعيلها مرة أخرى، بالإضافة إلى جولات ومباحثات سياسية بين مصر وكبرى دول الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا.
قمة عربية أوروبية
كانت البداية، باستضافة مصر لأول قمة بين الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي يوميّ 24 و25 فبراير 2019 بشرم الشيخ، بحضور رؤساء دول وحكومات نحو 50 دولة من الجانبين.
وأسفرت القمة عن تعزيز التعاون بين مصر وأوروبا خصوصًا لمواجهة التحديات المشتركة في المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، والأمنية .
وبعد هذه القمة، استضافت مصر عدد من الفعاليات الأوروبية، على رأسها المنتدى الأول للأعمال في يونيو 2019، ومنتدى حوكمة وتمويل المياه في أكتوبر 2019، وكذا المنتدى الأول لمؤسسات التعليم العالي في ديسمبر 2019، كما استضافت المؤتمر الوزاري الثاني خلال عام 2020 حول موضوعات البيئة وتغير المناخ.
وفي شهر سبتمبر من عام 2020، قام جوزيف بوريل نائب رئيس المفوضية الأوروبية، مسئول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي 2020 بزيارة لمصر، ما عكس وجود حقبة علاقات جديدة بين مصر وأوربا.
وفي نوفمبر 2021، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار أوليفر فارهيلي، واجتمع مع شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي في باريس، نوفمبر 2021، حيث حضر مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا.
وفي نفس الشهر، أطلق وزير الخارجية سامح شكري، بمشاركة المفوضة الأوروبية للشئون الداخلية والمواطنة يالفا يوهانسون الثالثة للحوار بين مصر والاتحاد الأوروبي .
تبادل تجاري
ووفقا لبيانات الاتحاد الأوروبي، فإن الاتحاد يعد أكبر الشركاء التجاريين لمصر، حيث استحوذ الاتحاد على 24.5% من حجم التجارة المصرية في عام 2020، وجاءت 25.8٪ من واردات مصر من الاتحاد الأوروبي و21.8٪ من صادرات مصر إلى الاتحاد الأوروبي وبلغ إجمالي قيمة التبادل التجاري بين مصر والاتحاد الأوروبي 24.5 مليار يورو في 2020.
وبلغت واردات الاتحاد من مصر 6.4 مليار يورو، وتنوعت واردات الاتحاد الأوروبي من مصر بين منتجات الوقود والتعدين بقيمة 2.4 مليار يورو في 2020 بنسبة 37.7٪ من إجمالي الواردات ، والكيماويات بقيمة 1.1 مليار يورو، والزراعة والمواد الخام بقيمة 1.1 مليار يورو، وكذلك المنسوجات والملابس 600 مليون يورو.
وسجلت صادرات الاتحاد الأوروبي إلى مصر 18.1 مليار يورو في 2020، بحسب البيانات المنشورة على موقع الاتحاد الأوروبي.
وسجلت تجارة الخدمات بين مصر والاتحاد الأوروبي 10.9 مليار يورو في عام 2019. وبلغت واردات الاتحاد الأوروبي من الخدمات من مصر 6.7 مليار يورو والصادرات إلى مصر 4.2 مليار يورو، وتتمثل الصادرات الخدمية الرئيسية للاتحاد الأوروبي إلى مصر في خدمات الأعمال، بينما تتكون واردات الاتحاد الأوروبي من مصر بشكل أساسي من خدمات السفر والنقل.
وبالنسبة للشراكة الاقتصادية، فقد شارك الاتحاد الأوروبي مصر في مشروعات الطاقة، مثل مشروع خليج جبل الزيت وحاليا مشروع خليج السويس وذلك مع الجانب الألماني وبنك الاستثمار الأوروبي، وفي قطاع الطاقة ولتقليل نسبة التلوث وتهيئة مصافي تكرير البترول، هناك مشروع بالتعاون مع بنك الإعمار والتنمية الأوروبي بهدف تقليل نسبة التلوث والدفع بأجندة باريس، وهو مشروع يهدف إلى تأهيل شركات تكرير البترول .
وفى 31 أكتوبر من عام 2017 وقعت اتفاقية مع الاتحاد الأوروبى بقيمة 500 مليون يورو لتمويل مشروعات تنمية فى الفترة من 2017 وحتى 2020، بما يعادل 10 مليارات ونصف المليار جنيه مصرى.
كما بدأ التعاون المشترك بين مصر وقبرص واليونان منذ القمة الثلاثية الأولى التي استضافتها القاهرة في عام 2014، واستمر عقدها بشكل دوري على مدار الأعوام الماضية، وتضمن التعاون عملية ترسيم الحدود البحرية في المياه الإقليمية بالبحر المتوسط، وسبل تنشيط السياحة بين الدول الثلاث وسبل مواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية.
وعاد الدور الريادي للدبلوماسية المصرية، ي تنفيذ السياسة الخارجية، رغم الاضطرابات الإقليمية والدولية، والنجاح في تحقيق الأهداف واحدًا تلو الآخر.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي عدد من القادة الأوروبيين، في مصر خلال عهده، على رأسهم المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وزار الرئيس السيسي، ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا والمجر والبرتغال وقبرص واليونان، وكانت زيارته باريس عام 2019، هي الأبرز حيث شارك فى قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى لعرض الرؤية الإفريقية إزاء سبل تحقيق السلام والتنمية المستدامة، وترسيخ أسس الشراكة بين إفريقيا ودول المجموعة.