مصر من الحلم إلى العمل والعلم
كم حلمنا بنهضة شاملة كاملة تحل على مصر الغالية التي كانت في القديم جدًا حلم الشعوب في سائر المجالات، والتاريخ يسجل قدوم الأسرة الكريمة العذراء مريم مع خطيبها يوسف النجار والطفل يسوع هربًا من حاكم القدس هيرودس الذي قرر قتل الأطفال الرضع من البنين حتي لا يوجد طفل واحد يمكنه أن يأخذ مكانه في الحكم.
ثم انطلق يوسف ومريم بالطفل يسوع إلي مصر حيث لا يجرؤ هيرودس وأمثاله التعدي علي طفل واحد ولو كان لاجئًا، تلك كانت مصر منذ القدم، ولو مرت بظروف قاسية نسبت إلي زيادة عددية قيل إنها أكبر من قدرات هذا البلد حتي عانى شبابنا الكثير ولم يكن أمامه إلا أن يهجر البلاد بحثًا عن مصدر حياة في دول الجوار ثم عبر البحار في كل اتجاه وكان جل من رحلوا قريبًا أو هاجروا بعيدًا لهم مكانهم ومكانتهم حيث وجدوا في الغالب الأعم.
وها نحن نتابع نهضة غير مسبوقة في شتي المجالات وأرقاما مالية تصل إلي التريليونات لإعادة مصر القديمة في ثوبها الجديد حتى أقرأ تخصيص أكثر من تريليون جنيه سنويا لمحافظة أسيوط لأكبر مجمع بترولي في الوجه القبلي بعد أن كان ينقل إلي القاهرة والإسكندرية والسويس ثم يعود بعد تنقيته إلى صعيد مصر.
وماذا عن توفير مياه نقية للشرب ومحطات الصرف الصحي؟ كما أقيمت المحطات في أبوقرقاص والفيوم ودشنا، وماذا عن أطفال مصر ومستشفياتهم في الفيوم ودشنا والأقصر وسمالوط وجامعات المنيا ومستشفى الأسنان بأسيوط (طبعًا كان علاج الأسنان في زمان طفولتنا يعد من الكماليات النادرة في غالبية قري مصر).
أما عن مياه شرب لائقة فقد كانت بالنسبة إلى قرى مصر والعديد من مدنها نوعا من أنواع الرفاهية المسكوت عنها، وها نحن نقرأ عن توسعات مستشفى الأسنان بأسيوط وتخصيص قرابة ثلاثمائة مليار جنيه لإقامة محطات معالجة المياه حتى يشرب منها أطفالنا وكبارنا ماءً نقيًا.
هذا فضلًا عن تخصيص مليارات الجنيهات المصرية لإقامة مجمعات صناعية ومحطات علاج المياه لتشمل كل مدن وقري مصر شمالًا وجنوبًا وفق خطط علمية ثابتة حتي نسمع قريبًا عن نهاية تواجد مجري مياه غير نقي في مصر بين نجوعها وقراها وحتى مدنها ومحافظاتها.
كما نسمع أخبارا عن المجمعات الصناعية الكبري كالتي في قنا والقرن والبحر الأحمر وتلحق بهم خمسة مجمعات أخرى وكذلك عن أخبار محاور الطرق الجديدة كما في قوص محافظة قنا حتى يرتبط طريق الصحراء بطريق بالطريق الزراعي شمال مدينة سمالوط.
أما المشروع الكبير فهو أكبر مشروع زراعي على مستوى الشرق الأوسط كله هو توشكى الزراعى الجديد، وهناك خطة سريعة للطاقة لتوليد الكهرباء والذي سيكون الأكبر علي مستوي العالم.
وأثق أن المشروعات الكبري لا تتوقف حتي تصل مصر إلي الاكتفاء الذاتي في شتي مناحي حياتها بل وتحقيق فائض من الناتج الكهربي يمكن به مساعدة دول الجوار وبذلك تكون قد وصلت مصر إلي المستوي الذي يعطي للآخرين ولا يحتاج أبناء مصر إلي العمل خارجها، بل ستمد هي يد العون إلي جيرانها، فالكريم لا يقصر في مساعدة الآخرين، وهنا نقول عادت مصر الحديثة إلي الماضي البعيد عندما كانت مصر ملاذ الجوار ومن أبعد منهم أيضًا.
وإن امتدت أعمارنا قليلًا فسوف نرى مصر الحديثة لا تقل عن مصرنا القديمة التي لاذ إليها البعيد والقريب، فكانت أجمل ملاذ وأكثر كرمًا وأفضل عطاء وتعود الدعوة الربانية الصادقة (مبارك شعبي مصر).