الرئيس السيسى.. سنوات التحدى والبناء ـ 1
مع الإرادة، يتوقف الزمن، وتصبح عقاربه رهنًا بما يريده صاحب الهمة، من بناء وتنمية، وتشهد دقائقه إنجازات لم تكن تكفيها سنوات من العمل والدأب، لولا أن وراءها رجلًا يعلم أنه لا يملك رفاهية الوقت، وأن ما فات كان كثيرًا، وما علينا أن نحققه كبير، فلم يتبق لنا إلا (تحدي التحدي) للوصول إلى ما نبتغيه، وينقل المواطن نقلة، يشعر معها أن صبره وتحمله لم يضيعا هباءً، وإنما كان هناك رجل وعد، فكان على قدر وعده، وصدق مع الناس فصدقوه، ووقفوا من خلفه يساندونه.
قبل تسع سنوات، تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي قيادة مصر، دولة مُخترقة من تنظيمات إرهابية ومخابرات دول عدة، وشبكة فساد ضرب بأطنابه كل شيء، واقتصادًا لا تكفي لوصفه كلمة (سيئ)، ونسبة بطالة جاوزت الحدود، ومعدل نمو بالسالب، وشبابًا غاضبًا يبحث عن هوية ومصير ومستقبل، وطبقات اجتماعية تصارع الحياة، تخرج في احتجاجات يومية تطالب بعدم انقطاع المياه والكهرباء وتسأل عن الدواء، غاضبة من ارتفاع أسعار سلع غير متوفرة ومواصلات متعثرة.. تولى الرئيس دولة أشبه بأن تكون تائهة، في منطقة تشهد تحولات كبرى، وظهور قوى إقليمية غير عربية، وسط مجتمع دولي شبه مُقاطع لها، ومؤسسات دولية لا تريد أن تقبل بالتعامل معها، ورأيًا عامًا إقليميًا وعالميًا غير مساند لخطواتها، نحو العيش والحرية والكرامة الإنسانية.
جاء في وقت رأى أن الوقت قد حان ليجد الشعب كل ما يخفف آلامه ويحقق طموحاته ويضمن مستقبله.
ولم يكن سهلًا أن تعود الحياة الطبيعية للمجتمع، وأن تعود الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، وأن يشعر بالأمان في منزله وفي محيطه الاجتماعي، فسيادة القانون وتطبيقه على الجميع بدون استثناء، كانت خطوة لابد منها في مواجهة عدم الاستقرار والانفلات الأمني والفوضى السياسية.. ونجح الرئيس في أعادة بناء الدولة الوطنية ومؤسساتها السيادية، وأعاد هيكلة القوات المسلحة وقوات الداخلية والأجهزة الأمنية والخدمية، كالتعليم والصحة والنقل والمواصلات والإسكان والري والزراعة، بطريقة تجعلها في خدمة المواطن والتنمية الشاملة.. وهكذا رسخت الدولة أقدامها وأصبحت لديها مؤسسات قوية بعد أعوام من الفراغ.
وها هو المواطن يجد أن ما وعده به الرئيس كان حقًا.. وليبقى أن أعظم إنجازات الرئيس هو استعادة الدولة المصرية التي كانت قد تفككت، وهذا إنجاز محوري كبير، فعندما يتم تهديد كيان الدولة، فإن ذلك يعني أن كل شئ بلا قيمة فيها، ولا يمكن أبدًا لدولة، تريد أن تبنى نفسها، أن تحني رأسها لمن رفع السلاح في وجهها أو من ساعد على ذلك.
في الثلاثين من يونيو عام 2013، انتفض ملايين المصريين، ليعلنوا أنه لا مكان بينهم لمتآمرٍ أو خائن، وليؤكدوا أنهم لا يرتضون قبلة للعمل الوطني إلا الولاء لهذا الوطن، والانتماء إليه بالقول والفعل، ونجحوا في الوقوف أمام موجة التطرف والفرقة، التي كانت تكتسح مصر حينها، والتي ظن البعض أنها سادت وانتصرت، ولكن كان لشعب مصرـ كعادته عبر التاريخـ الكلمة الفصل والقول الأخير.. وكشفت ثورة يونيو النقص الشديد فى البنية التحتية، والاحتياجات الضرورية للمواطنين، في ظل ضعف شديد فى موارد الدولة، فضلًا عن حجم هائل من المشكلات الداخلية المتراكمة، وحالة التربص التى يضمرها المنتمون للإخوان وبعض النشطاء، بل والمتآمرون عليها من الخارج، وشيوع أعمال العنف والإفساد ونشر الشائعات لتعطيل مسيرة الحياة اليومية فى مصر، وخلق المشكلات والعقبات أمام الحكومة، مستهدفة إسقاط الدولة وعرقلة جهودها فى التنمية ومعالجة مشكلاتها.. وما أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد حكم البلاد في 2014، حتى وضع خريطة واضحة لإحداث تنمية عملاقة لمصر في جميع المجالات، وفق أسس علمية وخطط مدروسة جيداً، لتحقيق الرخاء والازدهار للشعب.
مع تثبيت أركان الدولة، بدأ الرئيس السيسي بناء الدولة المصرية الحديثة، فشهدت مشروعات تنموية فاقت ما تم إنجازه خلال ستين عامًا، كمشروع تنمية قناة السويس، ليتاح الوصول إلى ما يزيد على 1.6 مليار مستهلك حول العالم، نظرًا لما تتمتع به القناة من موقع متميز.. وتقوم فكرة المشروع على إنشاء قناة جديدة موازية، وتعظيم الاستفادة القناة الحالية وتفريعاتها، بهدف زيادة الدخل القومي المصري من العملة الصعبة، وتحقيق أكبر نسبة من الازدواجية في عبور القناة في الاتجاهين، بالإضافة إلى تقليل زمن عبور القوافل وتقليل زمن انتظار السفن، وهذا يساعد على الإسهام في زيادة الطلب على استخدام القناة، كممر ملاحي عالمي ويرفع من درجة تصنيفها، ومن ثم مواكبة النمو المتوقع لحجم التجارة العالمية في المستقبل.. وتعتبر القناة الجديدة خطوة مهمة على الطريق لإنجاح مشروع محور التنمية بمنطقة قناة السويس، ودفع عجلة الاقتصاد القومي المصري، لتحويل مصر إلى مركز تجارى ولوجيستي عالمي.. وقد كان ربط سيناء بالوطن الأم، هو الشغل الشاغل للرئيس عبدالفتاح السيسي، لتنمية أرض الفيروز، بالإضافة إلى تحقيق نهضة تنموية حقيقية كبرى في مختلف المجالات والتخصصات والصناعات على الأرض المباركة، وقد أصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة أوامره بإنشاء عدد من الأنفاق أسفل قناة السويس، نفقين في الإسماعيلية ومثلهما في بورسعيد وآخر جديد في السويس.
هذا بالإضافة إلى إنشاء أربع عشرة مدينة ذكية في مختلف المحافظات، كالعلمين الجديدة والعاصمة الإدارية، وبناء أكثر من ألفين قرية على أحدث الطرز المعمارية في مختلف المحافظات، ذلك كان في إطار استراتيجية إعادة هندسة مصر جغرافيًا وإعادة توزيع كثافتها السكانية، من الوادي الضيق الي عمق الصحراء والوديان والشواطئ، في إطار رؤية 2030، التي اهتمت بمركزية القطاع العقاري ودوره في هذا المجال، سواء من خلال القطاع الحكومي أو الخاص، بما يلبي احتياجات جميع فئات المجتمع.. ولم يهمل الرئيس السيسي ربوع الدولة المصرية، في صعيدها ودلتاها، شرقها وغربها، أطرافها وهوامشها، بل شق بها طرقًا طولية وعرضية، وأمدها بالكهرباء والخدمات الصحية، المدارس والكليات، المطارات، غير منصرف عن تحسين الأحوال المعيشية للمواطن، وهنا نشير إلى الجهود الجبارة للحد من الفقر وضمان حياة كريمة للمواطن المصري، بتوسيع قاعدة مظلة الحماية الاجتماعية، بتعظيم الاستثمارات فى هذا القطاع، فزاد عدد الأسر الفقيرة المستفيدة من مجال الدعم النقدى غير المشروط وزاد المستفيدون من مجال التأمينات الاجتماعية، والمستفيدون من مجالات الأنشطة الاستثمارية والاجتماعية لبنك ناصر الاجتماعى.
عاني الريف المصري من مشاكل عديدة على مدار أكثر من مائة عام.. مع أن القرية هي العمود الفقري للمجتمع المصري، حيث تمثل القرى أكثر من 58 مليون مواطن، من بين عدد السكان الكلي الذي يصل إلى 101 مليون نسمة.. وعلى مدار عقود، كانت الحكومات السابقة تؤجل التنمية في الريف نظرًا لصعوبتها، إلى أن جاءت مبادرة الرئيس لتطوير القرى في ثلاث سنوات، لتكون من أكبر المشروعات على مستوى العالم، فلا يوجد دولة أحدثت تنمية لـ 60% من مواطنيها بتعاون كل أجهزة ومؤسسات الدولة، بالإضافة إلى القطاع الخاص، بخطة لتطوير كل مركز وقرية عبر أكثر من إثنى عشر ألف مشروع، بتكلفة سبعمائة مليار جنيه، تتضمن مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي وتبطين الترع والمصارف، وتطوير وإنشاء مدارس جديدة، بجانب المستشفيات ومراكز شباب وتطوير وإنشاء الوحدات الصحية وإنشاء مجمعات حكومية وتوفير خدمات خاصة بالمياه والغاز والكهرباء.
من كان، بعد الله، لسكان العشوائيات والمقابر، غير دولة يترأسها عبدالفتاح السيسي؟.. هذا حديث المقال القادم.. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.