رفاق فرج فودة يكشفون عن 3 محاولات لاغتياله
قبل أن تنجح محاولة اغتيال الكاتب فرج فودة عام ١٩٩٢، تعرض لمحاولتى اغتيال أخريين فاشلتين عام ١٩٨٨.
ونشرت جريدة «الأهالى» فى مارس ١٩٨٨، أن النيابة العامة حققت فى حادث مريب تعرض له «فودة»، إذ اصطدمت سيارة نقل ضخمة بسيارته فور مغادرته لها، ودفعتها عدة أمتار لتصطدم بشجرة ضخمة وتتهشم تمامًا. وشهد بعض المواطنين الحادث، وقالوا إن الطريق كان خاليًا تمامًا أمام سائق سيارة النقل، ولم يكن هناك مبرر لأن يصطدم بسيارة الكاتب الكبير.
كان هذا الحادث هو الثالث من نوعه الذى يتعرض له فرج فودة خلال أسابيع قليلة من عام ١٩٨٨، وألقت الأجهزة الأمنية القبض على ثلاثة شبان كانوا يراقبون سيارة الكاتب الراحل عدة أيام، وحدثت مشادة كلامية بينهم ورجال الأمن الذين كانوا موجودين حول منزله.
وحكى محمد فاروق محمود الخولى، السائق الخاص بـ«فودة»، وقائع الساعات الأخيرة قبل محاولة اغتياله الأخيرة التى أودت بحياته، وقال فى حواره مع «الأحرار» عام ١٩٩٢، إن الدكتور فرج فودة كان يتبادل الضحكات مع كل من يلتقيه حتى مع الحرس الخاص الموجود أسفل المنزل، وأضاف «الخولى»: «العيد كان باقى عليه يومين، وقال لى المرحوم فى هذا اليوم إنه ينوى السفر مع نجله محمد إلى فرنسا، لأنه الابن الوحيد الذى لم يسافر معه إلى الخارج، وكلفنى بالذهاب لتسلم أوراق السفر».
وفى السادسة والربع، يوم الحادث، عاد السائق ليعطى فرج فودة الأوراق، فقال له: «معلش يا محمد أنا أخرتك.. روح أنت وحط الشنطة فى العربية».
وضع السائق الحقيبة فى السيارة وأحضر المفاتيح لـ«فودة» الذى طلب منه أن ينتظره ليخرجا معًا.
لحظة خروجهم من المكتب كان فرج فودة يتبادل الضحكات مع صديقه وحيد رأفت، وكان السائق يسير على يساره، وقبل الوصول إلى السيارة بنحو مترين أو ثلاثة أمتار تقريبًا، فوجئ بمن يطلق عليهم الرصاص من الخلف.
نظر السائق فوجد الدكتور فرج فودة ملقى على الأرض، وابنه يقفز على قدم واحدة، ووحيد رأفت يمسك بقدمه وهى غارقة فى الدماء، ورأى شابًا يمسك سلاحًا ويجرى تجاه «موتوسيكل» حتى وصل إليه. خطف السائق مفتاح السيارة من يد الدكتور فرج فودة، وحاول اللحاق بالقاتلين إلى أن أدركهما، فحاول أحدهما إطلاق الرصاص عليه، لكنه أخطأ.
وحسب شهادة السائق، كان القاتل يقول له: «لازم أقتلك»، لكنه نجح فى الهرب إلى داخل جراج السيارات ثم فى عمارة ليختبئ فى شقة.
وفى جريدة «الدستور» ١٩٩٧، روت سمر فرج فودة، أن شقيقها «أحمد» كان مع والدها يوم وقوع حادث اغتياله، وأُصيب بثمانى رصاصات ونجا من الموت بأعجوبة، بعد استئصال نصف أمعائه.