باحثة: نحتاج لوعى مجتمعى وثقافى لتغيير مسميات المهن البسيطة
قالت سهام محمد، باحثة في علم الاجتماع وشئون المرأة: إننا نحتاج إلى وعي مجتمعي وثقافي لتغيير مسميات المهن البسيطة في سوق العمل، مثل عامل النظافة، الحداد، النجار، السباك، القهوجي، والكثير من المسميات، وإعادة النظر في تلك المسميات لترتقي إلى مسميات إنسانية، وذلك تقديراً للعمل الذي يقوم به صاحبه، خاصة أننا في مجتمع يقوم على الاعتزاز بالأعمال المكتبية، ويكرة امتهان المهن، فنجد في اليابان أن الأبناء يفتخرون بعمل آبائهم عمال نظافة في البلدية، ويسمى هناك «السباك الصحي».
وتساءلت سهام: هل يحتاج الأمر إلى تغيير مسميات الوظائف فقط، أم أن الوضع يتخطى ذلك ليصبح معضلة ثقافية يعيشها البعض من شبابنا في سوق العمل حينما يريد أن يعمل في مثل تلك الوظائف حتى يساعد نفسه على تحسين معيشته، فيعيش في صراع بين رغبته في العمل ونظرة المجتمع لمثل تلك الوظائف، وتلك الصورة السلبية من قبل المجتمع، ونظرة المجتمع الدونية لهذه المهن، مما يؤدي إلى النفور من هذه المهن؟.
وأضافت، في تصريح لـ"الدستور"، أن ذلك يؤثر على الأفراد في استغلال إمكانياتهم في المكان المناسب لهم، مما يؤثر على الدخل الاقتصادي والاعتماد على العمالة الأجنبية في هذه المهن، مؤكدة: إننا نحتاج إلى تغيير الموروث الثقافي تجاه العمل المهني والحرفي، والعمل الحر، من خلال دور الأسرة وتشجيعها أبناءها على العمل مهما كان هذا العمل بسيطا، كما أن المدارس والجامعات أيضا لها دور في نشر ثقافة العمل الحر من خلال المؤسسات التربوية والتعليمية والاجتماعية، لتغيير هذا الفكر بين الجيل الجديد، وأيضا وسائل الإعلام في توعية الشباب والبعد عن الأفكار السلبية، وخطباء المساجد في زيادة الوعي الديني، بالدعوة إلى العمل الشريف.