مجلة "نقد 21" تحتفي بالروائي الجزائري برشيد بوجدرة و المخرج يسري نصر الله
صدر العدد الجديد من المجلة الشهرية النقدية "نقد 21" برئاسة تحرير الناقد محمود الغيطاني، وإدارة تحرير الفنان التشكيلي ياسر عبد القوي، وهو العدد الذي احتفى بالروائي الجزائري رشيد بوجدرة، والمُخرج المصري يسري نصر الله.
وقد جاءت افتتاحية رئيس التحرير الكاتب الصحفي والناقد محمود الغيطاني في محاولة منه لتأصيل المفاهيم النقدية والابتعاد بها عن الفوضى التي شملت الحياة الثقافية تحت تأثير سيطرة- غوغاء السوشيال ميديا- على حد قوله، مُتخذا من رواية "ماكيت القاهرة" للروائي المصري طارق إمام كمثال على ما يتحدث عنه.
يقول الغيطاني في افتتاحيته التي كانت بعنوان: "الحراك النقدي وصناعة الكذب!" بعد تعريفه لمفهوم الحراك النقدي: إن البحث عن المفهوم ومحاولة تأصيله، أو توضيحه أولا، كان السبب فيه الزوبعة والضجيج المُثاران في الفترة الماضية بين المُثقفين المصريين حول رواية "ماكيت القاهرة" للروائي المصري طارق إمام، وادعاء الكثيرين بأنها قد أثارت الكثير من الحراك النقدي، وهو الأمر الذي يثير الكثير من الدهشة والتساؤلات لدينا تجاه المفاهيم الثقافية، واستخدامها في غير مواضعها؛ الأمر الذي لا بد له بالضرورة من إثارة حالة من الكذب، والأسطرة اللتين لا علاقة لهما بالواقع المُحيط بنا.
يستمر الغيطاني في تحليله للوضع الثقافي بقوله: إن المُتأمل لما حدث سيجد ثمة "بوستات" كثيرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" كتبها مجموعة من القراء العاديين، أو المُثقفين، كما سيُلاحظ مجموعة من "الريفيوهات"/ عروض الكتب التي كتبها القراء أيضا ممن لا يمكن أخذ كتابتهم وحملها على محمل النقد، ثم كتابات صحفية لمجموعة من أصدقاء وزملاء الروائي شبيهة بما نُطلق عليه في مصر- نقطة الفرح، أي المُجاملة التي لا بد منها- ثم مجموعة من الكتابات التي كتبها مجموعة من الروائيين وكتاب القصة القصيرة والشعراء ممن هم أصدقاء أيضا للروائي، وليسوا بنقاد، والقليل جدا والنادر من المقالات النقدية بمفهومها النقدي الذي كتبه بعض النقاد!
إذا ما قمنا باستعراض ما فات، هل من المُمكن لنا الذهاب إلى أن الرواية بالفعل قد أثارت حراكا نقديا حقيقيا؟
الإجابة القاطعة هنا هي: لا. فنحن لم نر أي حراك نقدي مثلما قال الكثيرون، بل رأينا حالة من الضجيج، والتجييش باسم النقد، أي أنه قد تم استخدام المُصطلح النقدي بكثافة وتركيز وإسقاطه على ظاهرة ليست نقدية في حقيقتها، بقدر ما هي ترويجية مدائحية للعمل الروائي وإلصاقها به.
وينتهي من ذلك في النهاية بالتحذير من خطورة الفوضى في استخدام الاصطلاحات النقدية: قد تكون رواية "ماكيت القاهرة" من الروايات الجيدة، وقد تكون رواية متوسطة، ويُحتمل أن تكون رواية ردئية؛ فالحديث هنا ليس عن الرواية في حد ذاتها، ولا عن كاتبها، لكن إن امتهان المُسميات، والمُفردات، والاصطلاحات الثقافية والفنية في غير مواضعها إنما يصل بنا في النهاية إلى حالة من حالات الكذب على الذات؛ ومن ثم تتفيه، وتسطيح المفهوم الثقافي، وصناعة كذبة عملاقة لن تؤدي بنا إلى أي تقدم ثقافي أو فني في نهاية الأمر.
رشيد بوجدرة .. الروائي الحر
في قسم الأدب الذي تم تخصيصه للروائي الجزائري رشيد بوجدرة كتب الناقد الجزائري إسماعيل مهنانة مقاله بعنوان "بوجدرة: التجديد والتطليق"، بينما كتب الناقد الجزائري الهادي بوذيب بعنوان "بوجدرة وتضاريس الكتابة القاسية!"، لتكتب الناقدة السورية دعد ديب مقالها "رشيد بوجدرة: تاريخ حافل وصراع مُتجدد"، ويأتي مقال الروائي الجزائري سعيد خطيبي بعنوان "رشيد بوجدرة في مشاغله اليومية"، بينما ترجم المُترجم المغربي فهد المقروط عن الفرنسية المقال الذي كتبته الناقدة التونسية سونيا الزليتني فيتوري بعنوان "الرقابة والرقابة الذاتية واستراتيجيات التمويه"، فيما كتب الناقد والروائي الجزائري فيصل الأحمر بعنوان "رشيد بوجدرة:عمارة بخمسة طوابق!"، ليأتي مقال الناقد الجزائري لونيس بن علي "بوجدرة وزناة التاريخ!"، وقد كتبت الناقدة المصرية هويدا صالح مقالها "شعرية الفضاء في رواية التفكك"، لتكتب الناقدة والروائية الجزائرية وسيلة سناني بعنوان "رشيد بوجدرة الروائي الحر"، وخارج ملف الأدب كتب المُترجم المغربي المُقيم في فرنسا احساين بنزبير مقاله "دريدا: القصيدة (زهرة البلاغة)"، بينما كتب الناقد المغربي عبد الله المُتقي بعنوان "ملفات مليحة والعهر الاجتماعي!"، وقد ترجم المُترجم المغربي مُصطفى سنون مقاله عن الإنجليزية بعنوان "كارلوس رويث زافون ونجاح "ظل الريح الهائل".
يسري نصر الله .. التعبير عن الآخر
في قسم الفوتوغرافيا كتب الناقدالأردني صالح حمدوني بعنوان "المُقدس والمُدنس: فوتوغرافيا الصدمة عند أندريس سيرانو"، وفي قسم السينما الذي تم تخصيصه للحديث عن المُخرج المصري يسري نصر الله كتب الناقد المصري جورج صبحي "يسري نصر الله: أعماله منورة ببصمته"، ليكتب الناقد البحريني حسن حداد "سرقات صيفية: مُغامرة فنية تحتفي بالذاتية"، بينما كتبت المونتيرة والناقدة المصرية صفاء الليثي بعنوان "يسري نصر الله: من الهم الذاتي إلى التعبير عن الآخر"، وكتب الناقد البحريني طارق البحار بعنوان "يسري نصر الله: قلب التقاليد الشعبية رأسا على عقب!"، كما كتبت السيناريست والناقدة المصرية ماجدة خير الله مقالها "يسري نصر الله والتمرد على جلباب شاهين"، في حين كتب الناقد المصري محمود الغيطاني بعنوان "يسري نصر الله: إعادة الصياغة الذاتية للتاريخ"، وخارج ملف السينما كتب المُمثل المصري أشرف سرحان "خمسة عادوا: قصة اللعب بفن السينما"، ليترجم المُترجم الإيراني سعيد إسماعيل عن الفارسية المقال الذي كتبه المُخرج الأهوازي حبيب باوي ساجد بعنوان "السينما العصامية الأهوازية".
في قسم الكوميكس كتب الروائي والفنان الشكيلي المصري ياسر عبد القوي "وارن إليس: المُتلاعب بالأساطير!"، بينما جاء قسم الفن التشكيلي بمقال ترجمته وقدمته الفنانة التشكيلية دعاء الدسوقي عن الإنجليزية للكاتب الإنجليزي المُقيم في استراليا جون أرمسترونج بعنوان "الفن: لماذا؟"، بينما كتب الناقد التونسي المُقيم في قطر نزار شقرون بعنوان "الفنان التشكيلي القطري يوسف أحمد: ذاكرة الأمكنة فيما لا يمكن نسيانه".
في قسم المسرح كتب المُخرج المسرحي والروائي العراقي المُقيم في بلجيكا حازم كمال الدين الجزء الثاني من دراسته المُستفيضة بعنوان "في المنفى: اللا أب!"، بينما كتبت الناقدة اللبنانية ماريا كريستي باخوس مقالها "المسرح العربي بين الفكر النقدي الخالد وموروث الأصنام الذهنية!"، في قسم المُوسيقى كتب الشاعر المصري عبد الرحيم طايع بعنوان "داليدا: القديسة شهيدة هواجسها القاتمة"، بينما كتب المُترجم المغربي كريم الحدادي مقاله "بوريس فيان: فارس بدون وسام"، ليكتب الناقد المصري يوسف كمال بعنوان "ذكرياتي مع الهوية المصرية المُوسيقية"، وينتهي العدد بالصفحة الأخيرة التي يكتبها مُدير التحرير والمُخرج الفني ياسر عبد القوي.
مجلة "نقد 21" هي مجلة نقدية شهرية تهتم بفنون النقد يرأس تحريرها الناقد محمود الغيطاني، ويُديرها ويخرجها الفنان التشكيلي ياسر عبد القوي.