رئيس «تنشيط السياحة»: إطلاق الحملة العالمية للترويج فى سبتمبر المقبل
قال عمرو القاضى، الرئيس التنفيذى لهيئة تنشيط السياحة، إن الحرب الروسية الأوكرانية لم تؤثر على مؤشرات الحركة السياحية الوافدة لمصر، لافتًا إلى أن قطاع السياحة رغم أنه قد يتأثر بالأزمات العالمية، فإنه يستطيع تحقيق نتائج إيجابية سريعة على عكس القطاعات الأخرى.
وأضاف «القاضى»، فى حوار مع «الدستور»، أن هناك خطة محكمة لتنشيط السياحة المصرية، لأن هذا القطاع مرتبط بـ٥ ملايين مواطن مصرى، مشيرًا إلى أنه سيجرى إطلاق حملة للترويج للسياحة المصرية مطلع سبتمبر المقبل، وتكلفتها ٩٠ مليون جنيه، وتستمر لمدة ٣ سنوات.
■ بداية.. هل تعافت السياحة المصرية من تداعيات انتشار فيروس كورونا؟
- نعم.. استطاع القطاع السياحى التعافى من تداعيات انتشار فيروس كورونا، وحققت السياحة المصرية نتائج جيدة جدًا خلال شهرىّ أكتوبر ونوفمبر الماضيين، ثم تراجعت الحركة السياحية بنسبة بسيطة بداية من ديسمبر حتى فبراير ٢٠٢٢، ثم حدثت الحرب الروسية الأوكرانية. ورغم حدوث هذه الأزمة السياسية، لم تنخفض معدلات الحركة السياحية، بفضل قدوم سياح من ألمانيا، وكنا سنحقق معدلات أكبر فى مارس الماضى لولا الحرب، وفى أبريل وصلنا لمعدلات كبيرة بسبب إجازات الأعياد.
■ كيف تأثرت الحركة السياحية الوافدة من روسيا وأوكرانيا بسبب الحرب؟
- توقفت الحركة السياحية الوافدة من أوكرانيا تمامًا بمجرد حدوث الأزمة، وأصبح لا يمكن الاعتماد على السوق الأوكرانية، فالمواطن الأوكرانى لم يعد منشغلًا بالسفر والترفيه. كما توقفت الحركة السياحية الوافدة من روسيا مؤقتًا، بسبب العقوبات المفروضة عليها، فهناك مطارات فى الجنوب أغلقت تمامًا، وهناك طائرات لا تحمل وثائق التأمين اللازمة للسفر، بعدما رفضت شركات التأمين منحها الوثائق اللازمة، لأن أصحاب تلك الشركات غربيون.. لذا أصبحت هناك صعوبة فى أن تحلق أى طائرة روسية خارج البلاد.
■ كيف استمر تسيير الرحلات الجوية بين روسيا ومصر؟
- مصر اعتمدت على الضمانة الحكومية، أى أنها تضمن بنفسها الطائرات التى تسافر إلى روسيا، ويجرى حاليًا تشغيل ٤ رحلات يوميًا، تابعة لـ«مصر للطيران»، وتتجه إلى موسكو تحديدًا.
هذه الرحلات رغم قلة عددها يستغلها الروسيون الراغبون فى السفر إلى مصر للاستمتاع، وهناك شركات روسية كثيرة ترسل طلبات لمصر بغرض إرسال أفواج سياحية، لكن الأزمة العالمية تقف عائقًا أمام حدوث ذلك. ويجرى التنسيق بين وزيرى السياحة والآثار والطيران المدنى، لزيادة عدد الرحلات بين مصر وروسيا، لجلب المزيد من السياح الروس.
■ كيف رأيت زيارة نجمى كرة القدم العالميَين رونالدينهو وتوتى مصر؟
- أعتبر الزيارتين مكسبًا كبيرًا لمصر، لأن النجمين سيسلطان الضوء على ما تملكه الدولة من آثار وطبيعة خلابة. النجمان رونالدينهو وتوتى جاءا تلبية لدعوة شركات خاصة، ونحن سعداء بمشاركة أى شركة خاصة فى الترويج للسياحة المصرية، ونحاول تقديم كل الدعم اللوجستى الممكن لهذه الشركات، مثل تسهيل دخول المواقع الأثرية والمتاحف. زيارة المشاهير إلى مصر تجعل العالم يلتفت لما تملكه مصر من آثار وشواطئ، ويهتم من يتابعون الحسابات الرسمية لهؤلاء النجوم على السوشيال ميديا بزيارة مصر مثل نجومهم المفضلين.
■ متى سيجرى إطلاق الحملة الدولية للترويج للسياحة؟
- سيجرى إطلاق هذه الحملة مطلع سبتمبر المقبل، وهى تستهدف الترويج للسياحة المصرية لمدة ٣ سنوات، بتكلفة ٩٠ مليون جنيه، وأعد استراتيجية الحملة تحالف كندى إنجليزى. واستقبلنا ٨ عروض من شركات دولية ترغب فى تنفيذ الحملة، قبل حدوث الحرب الروسية الأوكرانية، ورفضنا أغلب العروض حينئذ، وتوقفنا قليلًا، وبعد ذلك بدأنا فى دراسة بعض العروض. الحملة ستسلط الضوء على تاريخ مصر القديمة، وما تملكه مصر من شواطئ جميلة.
■ ما النتائج التى تحققها الحملات الترويجية الإلكترونية؟
- الحملات الإلكترونية مهمة جدًا، وهى لن تتوقف لأنها تعتبر مستقبل الترويج السياحى.
السائح قبل سفره يبحث عن معلومات تخص المكان، الذى سيسافر إليه، لذا من الضرورى أن تستمر حملات الترويج الإلكترونية، لأنها تصل تحديدًا لمن يفكرون فى السفر إلى مصر. تلك الحملات تعتبر وسيلة مضمونة للتواصل مع السياح المحتملين، وهناك عدد كبير من السياح يقررون زيارة مصر بعدما تصل إليهم هذه الإعلانات. مثلًا.. حملة «مصر ترحب بضيوفها» التى أطلقتها الهيئة فى أبريل الماضى على موقعىْ التواصل الاجتماعى «Facebook، وInstagram» للتعريف بالتسهيلات الجديدة فى إجراءات الحصول على التأشيرة السياحية إلى مصر- نجحت فى الوصول إلى ما يقرب من ٦٠ مليون مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعى بهذه الدول، وحققت نسب مشاهدة إلى ما يقرب من ١٥٧ مليون مشاهدة. كما أن حملة «إجازتك عندنا»، التى تستهدف مواقع التواصل الاجتماعى الأكثر استخدامًا فى الأسواق العربية للترويج للموسم الصيفى الحالى، تحقق نتائج إيجابية.
■ حدثنا عن خطة الهيئة لزيادة السياح خلال الفترة المقبلة؟
- ننفذ حاليًا خطة العام المالى الجديد ٢٠٢٢/٢٠٢٣، التى تتضمن الحملة الترويجية الجديدة التى أشرنا إليها، إضافة إلى الاستمرار فى تنفيذ الحملات التكتيكية التى نطلقها أونلاين، والاستمرار فى المشاركة بالمعارض الخارجية للسياحة والسفر، ونعمل على أن تكون المشاركة فى المعارض بشكل مختلف ورؤية جديدة من حيث شكل المشاركة والرسالة التى سيجرى بثها خلال المشاركة. كما سيجرى التوسع فى استضافة الشخصيات المؤثرة من الدول الأوروبية فى جولات سياحية بالمقاصد السياحية المختلفة، لتصوير فيديوهات ونقل تجربتهم على منصاتهم بمواقع التواصل الاجتماعى.. النجوم يتركون تأثيرًا كبيرًا لدى متابعيهم. استضفنا- أيضًا- وفدًا من البوسنة والهرسك، وبعد هذه الاستضافة جرى تشغيل خط طيران مباشر بين القاهرة والبوسنة لأول مرة.
ونسعى لاستضافة المؤتمرات السنوية لكبرى الشركات السياحية ومنظمى الرحلات السياحية فى العالم، لأن هذه المؤتمرات يحضرها رؤساء أكثر من ٢٠٠ شركة سياحية عالمية، وهم المتحكمون فى حركة السفر دوليًا.
كما سنتوسع فى إقامة ورش العمل بين الشركات المصرية ونظيراتها من الأسواق المصدرة للسياحة لمصر لزيادة الحركة السياحية الوافدة منها، إضافة إلى الأنشطة المحلية بكل دولة، مثل إعلانات الطرق والجرائد المتخصصة بالقطاع السياحى، إضافة إلى أنه سيجرى تنظيم كورسات سياحية «أونلاين» لشركات السياحة الصغيرة بالخارج لكيفية بيع البرامج السياحية، وإعطائها كل المعلومات اللازمة وتوفير حوافز للبيع، ومنحها شهادات بإتمام الكورس.
■ هل هناك شراكات جديدة للهيئة؟
- جرى توقيع عقود شراكة مع منظمات الحجز الإلكترونى، كمنصة «إكسبيديا»، التى تحظى بثقة كبيرة لدى السائحين بالغرب، إضافة إلى منصة «ويجو» المنتشرة بالوطن العربى، كما أن الأرقام التى تأتى إلينا من المنصات، أوضحت أن نسبة الباحثين عن تفاصيل الرحلات السياحية إلى مصر- زادت لـ٨٠٪ على موقع «ويجو»، مقارنة بالفترة قبل الشراكة معها. كما سنجرى شراكات مع مواقع حجز إلكترونى، مثل «بوكينج دوت كوم»، وتتضمن هذه الشراكات التعريف بالأنماط السياحية المتنوعة.
■ كيف ترى تأثير الفعاليات الأثرية على الحركة السياحية؟
- انخفض عدد زوار الأقصر خلال السنوات الـ١٠ الماضية، وارتفع العدد بشكل غير مسبوق بعد الإعلان عن اكتشافات أثرية جديدة، مثل مشاهدة العالم لافتتاح طريق الكباش. ورصدنا زيادة عدد الزوار العرب الأقصر بسبب الفعاليات السياحية، كما زاد عدد زوار المتحف القومى للحضارة المصرية من المصريين والعرب والأجانب.. وشجع موكب المومياوات الملكية المصريين على زيارة المتاحف ومعرفة تاريخ بلدهم.
■ ما استعدادات افتتاح المتحف المصرى الكبير ومؤتمر تغير المناخ «كوب ٢٧»؟
- هناك عروض كثيرة لتولى مهمة إقامة حفل الافتتاح للمتحف المصرى الكبير، لكن حتى الآن لم يجر تحديد موعد الحفل، الذى سيحضره رؤساء وملوك، وسيكون حفلًا ضخمًا.
أما بشأن مؤتمر تغير المناخ، الذى سوف تستضيفه مدينة شرم الشيخ، فتتعاون جميع الجهات المعنية بالدولة ليخرج المؤتمر بأفضل شكل ممكن، لأنه سيروج لشرم الشيخ بصفة خاصة ولكل المقاصد السياحية بصفة عامة. ويتراوح عدد من سيحضرون الحفل بين ٣٠ و٣٥ ألف ضيف، من جنسيات مختلفة، وسيجرى التركيز على السياحة الخضراء ومواجهة التغيرات المناخية، وسنروج للمؤتمر حتى يأتى السياح ويتابعون التغيرات التى تحدث فى شرم الشيخ.
■ هل هناك أنماط سياحية جديدة سيجرى الترويج لها؟
- نعد فيلمًا وثائقيًا خلال الوقت الحالى، بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، حول سياحة اليخوت، ويشمل الفيلم شرحًا تفصيليًا لكل الخدمات التى تقدمها الموانئ المصرية، ويوفر الفيلم المعلومات الفنية التى يحتاجها قبطان اليخت.
كما نعد فيلمًا ترويجيًا قصيرًا لمالكى اليخوت، نخاطب خلاله مالك اليخت باللغة التى يريدها، وسنشارك بالمعارض التى تقام لسياحة اليخوت، إضافة إلى نشر إعلانات.
ونظمنا سباقًا صغيرًا لليخوت بالجونة، ونتشاور مع جهة أجنبية لإطلاق سباق ضخم لليخوت.. نتمنى أن يقضى أصحاب اليخوت ليلة أو ليلتين فى كل مدينة سياحية.. لأن هذا السائح هو الأكثر إنفاقًا من غيره.
■ ماذا عن مستجدات مسار العائلة المقدسة؟
- لا أحد يستطيع المرور بكل نقاط مسار العائلة المقدسة، ويصل عددها إلى نحو ٢٥ نقطة، لأن هذا الأمر يحتاج إلى وقت كبير، فضلًا عن التكاليف، لكن هناك نقاطًا مجهزة لاستقبال السياح، إذ جرى- مثلًا- افتتاح دير وادى النطرون بالبحيرة وأديرة فى سمنود بمحافظة الغربية وتل بسطا بمحافظة الشرقية وكنيسة العذراء بسخا فى محافظة كفرالشيخ.
وأرى أن الأهم من الترويج للنقاط ككل هو الترويج لقصة العائلة المقدسة وفرارها إلى مصر واحتماؤها بالمصريين لمدة ٣ سنوات.. هذه رسالة لكل السياح بأن مصر أرض السلام والتسامح والأمان.
■ هل هناك أى مبادرات لتشجيع السياحة الداخلية؟
- نحاول تشجيع المصريين على تنفيذ رحلات سياحية بالحملات الترويجية على وسائل التواصل الاجتماعى، وهى تستهدف تعريف المصريين ببلدهم والمقاصد السياحية المتنوعة فى كل المحافظات. نسعى للحفاظ على السياحة الداخلية، لأنها صمام الأمان فى حال غياب السياح الأجانب.. وأؤكد أن المصريين خلقوا حالة رواج كبيرة بالمدن السياحية خلال الفترة الماضية، وكانت هناك تخفيضات على النايل كروز بين الأقصر وأسوان، ولهذا زادت أعداد المصريين الراغبين فى تجربتها.. لكن لا نستطيع إجبار الفنادق على تقديم تخفيضات.
ما توقعاتك لموسم الصيف الحالى؟
- هناك طلبات كثيرة لزيارة مصر خلال موسم الصيف الحالى، خاصة من إيطاليا وألمانيا، وهناك شركات عالمية كثيرة تتواصل مع الفنادق والشركات السياحية المصرية، وجرى تأكيد حجوزات كثيرة لمقاصد مختلفة.. وأتوقع ارتفاع معدلات الحركة السياحية خلال هذا الموسم.
