«القطار الكهربائى السريع».. المشروع الأكبر فى الشرق الأوسط وإفريقيا
أصدر المرصد المصري التابع للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، دراسة عن مشروع القطار الكهربائي السريع بمصر، مؤكدا أنه المشروع الأكبر في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وقال المرصد في دراسته: “مشروع القطار الكهربائي السريع حلقة جديدة تنضم إلى سلسلة المشروعات القومية المستدامة التي يتم تدشينها بمصر، لتخدم 90% من المواطنين لتعويض سنوات من غياب التخطيط والتنمية، خاصة في ظل النمو السكاني المتسارع”.
وأكملت الدراسة: يعمل المشروع على تحويل مصر إلى رائدة في تكنولوجيا السكك الحديدية في الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، وكذا مساهمتها في تقليل انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء، ومن ثم إرساء معايير عالمية للتخفيف من آثار تغير المناخ، تزامنًا مع اقتراب موعد القمة العالمية للمناخ COP27 بشرم الشيخ في شهر نوفمبر القادم.
وأكدت مشروع القطارات السريعة سيمثل إضافة كبيرة لمنظومة وسائل النقل في مصر سواء لحركة الأفراد أو تسهيل التجارة، وسيعزز كذلك من استراتيجية الدولة لإقامة أنظمة نقل مستدامة ومتطورة على مستوى الجمهورية، وهو ما يعد بداية عصر جديد للسكك الحديدية في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط، بما يفتح آفاقًا مستقبلية واعدة لتطوير التعاون مع “سيمنز” في نظم النقل الحديثة، خاصةً أنها ستساعد على تحفيز النمو الاقتصادي في مصر، وتحويلها إلى مركز إقليمي فائق التطور لوسائل النقل والمواصلات الحديثة والصديقة للبيئة، إلى جانب مساهمتها في تنمية الكوادر المحلية في هذا القطاع، والمساعدة في تطوير وإعمار المناطق التي ستمر بها ونقل البضائع منها وإليها، وتتألف المنظومة الجديدة من 3 خطوط رئيسية.
وأوضحت: لم تكن مفاوضات إنشاء منظومة القطارات الكهربية السريعة تسير بطريق مليء بالورود، فقد امتدت المفاوضات لفترات طويلة، انتهت جزئيًا -بعد لقاء ممثلي الشركة بالرئيس عبدالفتاح السيسي يناير 2021- باتفاق الطرفين على شروط ممتازة، بفكر مختلف في التشغيل عن نظام عمل خطوط السكك الحديدية القديمة، وبمواصفات تعد الأعلى على مستوى العالم.
وتابعت: منظومة القطار الكهربائي السريع هي ترس جديد يضاف إلى شبكة مشروعات التنمية الشاملة والمستدامة التي انطلقت في مصر منذ سنوات قليلة، لتعزيز عملية نقل البضائع والركاب، مما سيساعد على زيادة حجم الطلب على إسكان المدن الجديدة، وخلخلة التكدس السكاني بوسط القاهرة، ويسهم في تنشيط حركة التجارة والصناعة بالمناطق الاقتصادية والموانئ المختلفة، هذا إلى جانب إسهامه في تنمية حركة السياحة في المناطق الساحلية كالعلمين، والعين السخنة، والساحل الشمالي، أو الأثرية كالأقصر وأسوان.ري التابع للمركز الفكري، دراسة عن مشروع القطار الكهربائي السريع بمصر، مؤكدا أنه المشروع الأكبر في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وشهد الرئيس السيسي، أمس السبت، مراسم توقيع التعاقد مع شركة “سيمنز” العالمية، ضمن تحالف يضم شركتي أوراسكوم والمقاولون العرب، لإنشاء منظومة متكاملة للقطار الكهربائي السريع في مصر بإجمالي أطوال حوالي 2000 كم على مستوى الجمهورية، ويعد هذا المشروع هو الأضخم في تاريخ شركة سيمنز الذي يمتد لـ 175 عامًا. فتأتي شبكة خطوط القطارات الكهربائية الجديدة ترسيخًا للتعاون المثمر بين مصر وألمانيا في مجال البنية الأساسية.
ويهدف المشروع إلى إقامة شبكة حديثة لخطوط السكك الحديدية السريعة في مصر تربط 60 مدينة بقطارات تصل سرعتها حتى 230 كم/ساعة، وتخدم 90% من المواطنين، حيث استخدم ملايين الركاب يوميًا، وتنقل كذلك ملايين الأطنان من البضائع سنويًا، ويشمل التعاقد كذلك تقديم خدمات الصيانة لمدة 15 عامًا، ومن المخطط الانتهاء من المشروع في عام ٢٠٢٥.
ويعزز الاعتماد على القطارات السريعة بدلًا من وسائل النقل التقليدية بالسيارات والناقلات والحافلات من خدمات شبكة النقل العام المقدمة للمواطنين من خلال التنقل السريع والمريح والآمن وصديق البيئة، حيث سيحصل الشعب المصري على نفس الجودة التي حصلت عليها ألمانيا وروسيا وإسبانيا، فضلًا عن تعظيم مكانة مصر وموقعها التجاري إقليميًا وعالميًا عن طريق تسهيل حركة نقل البضائع.