جدرى القرود يضرب بريطانيا.. رصد 106 إصابات ومخاوف من نشر القوارض للفيروس
ارتفع عدد الإصابات بفيروس جدري القرود في بريطانيا، السبت، إلى أكثر من 100 حالة بجانب متابعة عشرات الحالات من المخالطين للمصابين وسط مخاوف من سرعة تفسي الفيروس في المملكة المتحدة.
وأوضحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها اليوم، أنه تم تحديد أول حالة إصابة بجدرى القرود في أيرلندا، حيث ارتفع إجمالي حالات الإصابة بالمرض في المملكة المتحدة إلى 106 حالات، واكتظت دائرة الخدمات الصحية الوطنية بحوالي 111 مشتبهًا في تواصلهم مع المصابين.
وقال مسئول الخدمات الصحية (HSE) إنه تم تحديد أول حالة إصابة مؤكدة بجدرى القرود في أيرلندا، فيما تم الإبلاغ عن الإصابة في شرق أيرلندا مساء الجمعة ولم يتم نقل الشخص المصاب إلى المستشفى، لكن يجري التحقيق في حالة أخرى مشتبه بها أيضًا بالمنطقة ذاتها.
وكشفت "ديلي ميل"، عن إجراء تقييم لمخاطر الصحة العامة وإبلاغ أولئك الذين كانوا على اتصال بالشخص المصاب بما يجب عليهم فعله في حالة ثبوت مرضهم.
وأوضحت الخدمات الصحية الحكومية "HSE" في بيان: "تم إخطار مركز مراقبة حماية الصحة الليلة الماضية بحالة مؤكدة من جدري القردة في أيرلندا، في شرق البلاد وهذا لم يكن غير متوقع في أعقاب وجود حالات إصابة بمرض جدري القرود في المملكة المتحدة والعديد من الدول الأوروبية".
وتتابع الخدمات الصحية الحكومية، الأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بالشخص المصاب بجدرى القرود أثناء انتقال العدوى إليهم، مشيرة إلى أنه من أجل الحفاظ على سرية المريض، لن يتم تقديم مزيد من المعلومات حول هذا الشخص.
ارتفاع مقلق لإصابات جدري القرود في بريطانيا
وقالت الصحيفة البريطانية إن رصد هذه الحالة يأتي بعد تحديد 16 حالة إصابة أخرى بالفيروس في إنجلترا أمس الجمعة، فيما تم تسجيل الحالات الأولى في ويلز وأيرلندا الشمالية يوم الخميس، بينما رصدت أسكتلندا ثلاث حالات فقط حتى الآن.
وبهذا ارتفع عدد الإصابات بجدري القردة في إنجلترا إلى 101 حالة منذ ظهور المرض في 7 مايو الجاري، بينما يبلغ إجمالي عدد حالات الإصابة في المملكة المتحدة 106 إصابات مؤكدة حتى اليوم.
وأوضحت "ديلي ميل"، أنه تم الإبلاغ حتى الآن عما يقرب من 200 حالة في أكثر من 20 دولة لا يعرف عنها عادة تفشي الفيروس بها.
وكشفت الصحيفة البريطانية عن أن مسئولي الصحة في المملكة يشعرون بالقلق من تزايد حالات الإصابات باستمرار، بالنظر إلى أن فيروس القرود العدوى الشبيهة بالجدري حتى الآن، كانت مقتصرة على حفنة من الأشخاص الذين لديهم روابط سفر إلى إفريقيا، كما أن غالبية المصابين من الرجال المثليين وثنائيي الجنس.
ونصح ماتيو بروشازكا، رئيس وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA)، الأفراد المشتبه في إصابتهم بالذهاب إلى عيادات الصحة الجنسية وعدم القلق من هذا الأمر قائلًا "عيادات الصحة الجنسية ليست فقط للرجال المثليين وثنائيي الجنس، ويمكن رؤية أي شخص في عيادة الصحة الجنسية، بغض النظر عن الجنس أو الميول الجنسية أو الهوية فالجميع مرحب به".
مخاوف من نقل القوارض لجدري القرود
وفي الوقت نفسه، دعت مجموعة علمية تقدم المشورة للحكومة البريطانية إلى عزل الأرانب، والفئران، والسناجب، وغيرها من القوارض التي يمتلكها المرضى المصابون لمدة ثلاثة أسابيع.
وقالت مجموعة مراقبة العدوى الحيوانية البشرية والمخاطر (HAIRS) إن هذه الحيوانات كانت الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ويمكن أن تنشره في التجمعات البرية.
ويخشى الخبراء أنه إذا تم انتشار الفيروس وسط مجموعات الحيوانات البرية، فسيصبح وبائيًا ويصعب القضاء عليه، كما هو الحال في أجزاء من غرب ووسط إفريقيا.
وقالت جوستين شوتون، رئيسة الجمعية البيطرية البريطانية، إن الجمعية تراقب الوضع عن كثب، مشيرًا إلى أنها تعتقد أن خطر إصابة الحيوانات الأليفة لا يزال منخفضًا ولكنه يدعم اتباع نهج حذر، بينما يسعى المسئولون إلى معرفة المزيد عن الفيروس.
وأضافت "لا يوجد حاليًا أي دليل على انتقال العدوى بين البشر والقطط والكلاب، لكننا نعلم أن الأرانب والقوارض معرضة للإصابة".
وقال المسئولون البريطانيون إنهم واثقون من أن تفشي مرض جدري القرود لن ينمو بشكل كبير مثل فيروس كورونا "كوفيد- 19"، قائلين إن الخطر على الجمهور لا يزال منخفضًا.