سلوى بكر: المثقفون المصريون مستعدون للمشاركة في حرب الدولة على الإرهاب
أثارت الكاتبة الروائية سلوى بكر العديد من ردود الأفعال، نتيجة لعدد من تصريحاتها مساء أمس، في حوارها عبر برنامج "رأي عام" مع الإعلامي عمرو عبدالحميد، والذي تناولت فيه رؤيتها وانطباعاتها حول ما يجري من فهم مغلوط للدين، وحول رؤية الكاتبة الروائية في واقع المشهد الاجتماعي والثقافي المصري كان لنا معها هذا التقرير.
قالت الروائية سلوى بكر لـ"الدستور": "إن ردود الأفعال الغاضبة تجاه تصريحاتي نتيجة لوجود لجان إلكترونية للجماعة المحظورة، وغرضها الرئيسي هو إثارة الناس باسم الدين".
ولفتت "بكر" إلى "أن واقع السلوك المظهري للمجتمع المصري، والذي جاء بفرضية الحجاب نابع من فهم خاطئ لمعنى صحيح الدين، وأن ما يجري من صمت تجاه تلك الظواهر والمتمثلة في إجبار الأطفال على لبس الحجاب في سن مبكرة يدعو للخوف، ويكشف ظاهرة علينا الوقوف عليها ومعالجتها، خاصة في الخطابات الدينية المغلوطة والمشحونة بالكراهية".
وأكدت سلوى بكر في تصريحاتها لـ"الدستور"، أن ما يجري الآن نتيجة غياب للخطابات المتباينة، والتي أدت إلى تصحر وتجريف للمعنى الحقيقي لثقافتنا المصرية وطبيعتنا كمجتمع محب للفنون والإبداع والسلام.
وحول غياب دور المثقف من الاشتباك في مثل هذه القضايا، أكدت "بكر" على أن المثقفين المصريين دورهم ليس فقط في تشكيل وعي الناس عبر الكتابة، ولكن يصبح للدور أهمية أكبر عبر وجود آليات واضحة من الاشتباك مع جموع المصريين، وذلك عبر قصور الثقافة الممتدة في كل ربوع مصر، إلى جانب ذلك؛ على الدولة تبني مؤتمر قومي معني بمواجهة الإرهاب، يتم فيه دعوة كل الأطياف من المثقفين المصريين، ويتم طرح آليات وخطط واستراتيجية للعمل يتم تنفيذها بالتعاون مع جميع مؤسسات الدولة.
وأكدت "بكر" أهمية النظر والتدقيق فيما يتم تسريبه من أفكارعبر مناهج التربية والتعليم، وطرح مناهج تربوية وتثقيفية مهمتها الأولى الخروج من مأزق خطابات الكراهية، للوصول إلى المعنى الحقيقي للأديان والغرض من وجودها على الأرض هي شيوع المحبة والسلام.
ولفتت سلوى بكر إلى أن مثقفي مصر وكتابها ومبدعيها، يقومون بالدور المنط بهم بمحاربة الأرهاب، ولكن نحن الآن في حاجة ماسة إلى أن يكون الاهتمام يتم في صيغ رسمية من قبل مؤسسات الدولة.
وأشارت سلوى إلى أن جهود وزارة الثقافة في شيوع وممارسة الفنون وإقامة الحفلات الفنية والثقافية وعمل المؤتمرات في محافظات مصر أثبت مدى تفاعل الناس وارتباطهم الوثيق والعميق بهذه الحالة التي غابت طويلًا عنهم، على الدولة ومؤسساتها تفعيل دور المثقفين للمشاركة في حربها على الإرهاب.
يشار إلى أن سلوى بكر كاتبة روائية اتكأت على التاريخ في أكثر من عمل روائي لها٬ وكان آخرها رواية "أدماتيوس الألماسي" والتي صدرت عام 2018 في 232 صفحة، ضمن سلسلة روائع الأدب العربي، التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة.
كما سبق وصدر لها روايات: البشموري، سواقي الوقت، وصف البلبل، كوكو سودان كباشي، العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء، نونة الشعنونة، الصفصاف والآس، بالإضافة إلى المجموعات القصصية حكاية بسيطة، مقام عطية، زينات في جنازة الرئيس، إيقاعات متعاكسة وغيرها.