بعد ارتفاع الروبل وتخفيض الفائدة.. هل انتصر بوتين على العقوبات الغربية؟
أكدت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن البنك المركزي الروسي، اتخذ قرارًا بخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة خلال شهر واحد فقط، قائلًا إن تكاليف الاقتراض يمكن أن تنخفض أكثر، مما يوقف ارتفاع الروبل بينما يزيل الدفاعات المالية الموجودة منذ العملية العسكرية في أوكرانيا.
وتابعت أن بنك روسيا خفض مؤشره القياسي إلى 11٪ من 14٪ اليوم الخميس في اجتماع استثنائي أعلن عنه قبل يوم واحد فقط.
وتوقع جميع الاقتصاديين الـ23 الذين شملهم الاستطلاع من قبل بلومبرج حدوث انخفاض، حيث توقع معظمهم خفض نقطتين مئويتين.
وأضافت أنه بعد تسع نقاط مئوية من التسهيلات التي بدأت الشهر الماضي، قالت محافظ البنك المركزي إلفيرا نابيولينا إنها لا تزال ترى مجالًا لمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة في الاجتماعات المقبلة، وفي بيان مصاحب للقرار، لم يذكر صانعو السياسة سوى القليل عن الروبل فيما عدا ملاحظة أن سعر الصرف ساهم في تباطؤ التضخم.
وقال نابيولينا، في مؤتمر للصناعة المصرفية، بحسب تاس: "الأرباع القادمة لن تكون سهلة، بينما يتكيف الاقتصاد، سيكون الأمر صعبًا على الشركات والمواطنين".
بتشجيع من التباطؤ الأسرع من المتوقع في التضخم بعد صدمات الطلب، يُظهر القرار تصميم البنك المركزي على الوقوف في طريق الصعود الحاد للروبل حتى مع استمرار ضوابط رأس المال في تقييد السوق.. مع الخفض الأخير لسعر الفائدة، فقد عكس الآن كل إجراءات التشديد النقدي الطارئة تقريبًا بعد غزو أوكرانيا قبل ثلاثة أشهر.
فشل العقوبات الغربية
وأكدت الوكالة أنه على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، أدى ارتفاع الصادرات وضوابط رأس المال إلى استنزاف الطلب على النقد الأجنبي ودفع الروبل للصعود إلى أعلى مستوياته منذ عام 2018.
وتابعت أن هذا الارتفاع تم دعمه بجهود السلطات لإبطاء المكاسب، بما في ذلك تخفيف الضوابط الرئيسية على رأس المال في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأضافت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتبر قوة الروبل كإشارة إلى أن البلاد قد نجت من العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لمعاقبة موسكو على عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وأشارت إلى أن صادرات النفط والغاز الروسية معفاة في الغالب من العقوبات، مما يؤدي إلى تدفق مليارات الدولارات واليورو إلى البلاد كل أسبوع، وفي غضون ذلك، أدى تضاؤل الواردات والقيود المفروضة على شراء الأموال وإرسالها إلى الخارج إلى القضاء على الطلب على العملة الصعبة.
وأكدت الوكالة أن هذا يعني أن السوق قد لا ترى المزيد من الخفض في قيمة العملة الروسية، مع تجنب اقتصادها للأزمة العالمية الطاحنة.
ارتفاع الروبل
وبحسب وكالة "رويترز" الإخبارية، فقد ارتفع الروبل إلى أعلى مستوى في عامين مقابل اليورو، حيث خفضت روسيا أسعار الفائدة، مما أدى إلى تحول الديون.
وأكدت الوكالة أن الروبل الروسي ارتفع الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى في أكثر من عامين مقابل اليورو، مدعومًا بضوابط على رأس المال، حيث بدا أن روسيا تبذل جهودًا في اللحظات الأخيرة لتفادي تعثر في السداد وخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس مقابل 14٪.
وقامت وزارة المالية بما بدا أنه منعطف متأخر لتجنب التخلف عن السداد، حيث سددت عددًا من مدفوعات الديون الدولية المتأخرة بالفعل بالدولار على الرغم من تعهدها سابقًا بأنها لن تُدفع إلا بالروبل.
وقال نائب محافظ البنك المركزي، أليكسي زابوتكين، إن روسيا ستلغي تدريجيًا ضوابط رأس المال مع انحسار المخاطر على الاستقرار المالي.
وبحسب شبكة "سى إن بي سي" الأمريكية، فقد كتب الخبير الاقتصادي في بنك جولدمان كليمنس جراف في مذكرة في وقت سابق من هذا الشهر: "يواصل الاقتصاد الروسي التعافي من الصدمة الأولية في أواخر فبراير وأوائل مارس".
وتابع: "المخاوف بشأن الاستقرار المالي تتلاشى، وعاد الروبل الروسي إلى مستوياته في أوائل عام 2020".