شريهان أبوالحسن: أنا مذيعة تلقائية أرفض «التنشنة» (حوار)
عديدة هى النماذج الناجحة للمرأة المصرية، التى تثبت كل يوم أنها أهل للثقة والكفاءة، ومن بين هذه النماذج، الإعلامية المتألقة شريهان أبوالحسن، مقدمة برنامج «راجل و٢ ستات» على فضائية «أون تى فى». بدأت شريهان مسيرتها الإعلامية مراسلة لقناة «عمان» و«دبى»، ثم وقع عليها الاختيار لتكون مديرة لمكتب قناة «عمان» فى القاهرة، وعملت بالتليفزيون المصرى بالقناة الثقافية، حيث قدمت برنامجى «الأجندة» و«البحث عن الإنسان».
عملت فى قنوات «أون تى فى»، حيث قدمت برنامجى «صباح أون»، و«مصر فى أسبوع»، وقدمت برنامج «من جديد» على فضائية «أون تى فى لايف»، كما قدمت برنامجها الشهير «ست الحسن»، الذى تحول بعد تعديلات على فكرته وطريقة تقديمه إلى «راجل و٢ ستات».
■ يمكننا أن نقول إن تقديمك برنامج «ست الحسن» البداية الحقيقية لشهرتك ونجوميتك، فلماذا اخترت الاسم الجديد «راجل و٢ ستات»؟
- ألبرت شفيق، رئيس المحطة، هو من اختار الاسم، والهدف منه تقديم شىء مختلف عن الموجود فى الساحة، لأن تيمة البرامج النسائية، أصبحت منتشرة بشكل كبير. هالة سرحان كانت أول من أطلق شرارة هذه البرامج على الشاشة.
اخترنا أن نقدم برنامجًا يسلط الضوء على العلاقة بين المرأة والرجل، ولا ينحاز لطرف على حساب الآخر.
هناك العديد من البرامج الموجهة للستات بشكل واضح وصريح، وهذا جعلنا نتساءل عن نصيب الرجل من التغطية الإعلامية، ثم ترجمنا ما توصلنا إليه من رؤية فى برنامجنا الجديد.
■ تشاركك الفنانة هيدى كرم تقديم البرنامج، ما كواليس هذا التعاون؟
- تربطنى بهيدى كرم علاقة صداقة خاصة، وأصبح بيننا تفاهم كبير يظهر للجمهور بوضوح على الشاشة، ونادرًا ما تحدث بيننا أى مشاحنات، لأن بيننا عشرة وودًا، ونتجنب سلوك استعراض القوة أو فرد العضلات، فكل منا يحرص على ترك المساحة للآخر للتعبير عن نفسه ورؤيته، وهذا هو سر احترام الجمهور لنا.
■ وكيف تختارين القضايا التى تطرحينها للنقاش فى البرنامج؟
- أعقد دائمًا جلسات عمل لمناقشة الأفكار التى نطرحها مع هيدى، ومعدى البرنامج، ونحرص على تقديم الأفكار التى تمس الجمهور والموضوعات الحياتية المتنوعة التى تهم المشاهد، ونبحث كثيرًا فى القضايا والموضوعات من خلال صفحات «السوشيال ميديا» وصفحات الحوادث، ونتابع تفاصيل أهم القضايا فى محاكم الأسرة.
■ هل تعتبرين أن مواقع التواصل الاجتماعى مقياس دقيق للنجاح؟
- اعتقد أن رأى الجمهور هو المعيار الحقيقى للنجاح، سواء فى الحياة الحقيقية أو من خلال العالم الافتراضى، لكن بالنسبة لى فالأقرب لقلبى هو جمهور الشارع، ومدى تأثره بالبرنامج وأفكاره، وتعليقاتهم التى أسمعها منهم حين ألتقيهم وجهًا لوجه.
يسعدنى جدًا تعبيرهم عن مدى تفاعلهم مع البرنامج وفقراته، أيضًا يسعدنى تعليقات الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعى، لكننى أثق أكثر فى ردود الأفعال التى أتلقاها فى الحياة الحقيقية.
■ يعتمد بعض البرامج على صناعة «التريندات»، فما رأيك فى هذا التوجه؟
- «التريند» ليس شيئًا سيئًا ولكن كيف نستغله؟ هل نستغله لتقديم موضوعات هادفة وأساسية فى حياة الناس، أو تقديم مبادرات وتحديات أو تسليط الضوء على أحداث خفيفة لإسعاد الجمهور، أم نستغله لمجرد تقديم أشياء تافهة وعجيبة بهدف لفت الانتباه وحصد اللايكات فقط؟ هذا هو الحكم فى مسألة «التريند».
■ هل أنتِ مع أم ضد فكرة تصنيف مقدمى البرامج؟
- أنا أرفض تصنيف مقدمى البرامج، لأنه من المفترض أن يملك مقدم البرامج المهارات الكافية التى تمكنه من تقديم أى نوع من أنواع البرامج.
شرفت بالعمل فى العديد من البرامج وقدمت كل فنون التقديم التليفزيونى فى العديد من البرامج الإخبارية والسياسية والمنوعات والاجتماعية والأطفال والطبخ والفن، وأرى أن المذيع لا بد أن يكون جاهزًا لتقديم أى لون فى أى وقت.
■ بإمكان المتأمل فى سيرتك المهنية أن يلاحظ ميلك الشديد مؤخرًا لتقديم البرامج الاجتماعية، وابتعادك عن البرامج السياسية أو الإخبارية، ما تفسيرك؟
- بالفعل، لأنه حدث لى تشبع، من تقديم جميع ألوان التقديم التليفزيونى، وأرى نفسى حاليًا فى هذه النوعية من البرامج التى أقدمها وتسمح لى بأن أكون على طبيعتى. فأنا مذيعة «حرّاكة وفرّاكة»، وتسبب إزعاجًا شديدًا للمصورين والإخراج، لأننى لا أستطيع التقيد فى مساحة محددة، أو التظاهر و«التنشنة».
أحب أن أكون تلقائية وعلى طبيعتى أمام الضيف، وأن أسأل جميع الأسئلة التى تُثرى الحوار، وتجذب انتباه المشاهد من خلال الصدق فى التعبير والطرح.
■ ما رأيك فى برامج «الهارد توك»؟
- لا أفضل هذه النوعية من البرامج التى تعتمد على إحراج الضيف أو التفتيش فى نواياه. أحب تقديم البرنامج الذى يشعر فيه الضيف أنه يتكلم بكل أريحية.
■ من قدوتك فى المجال الإعلامى؟ وكيف استفدت من التجارب المتنوعة؟
- أستاذتى الكبيرة وأول من علمنى هى الإعلامية الكبيرة هالة سرحان، وكنت دائمًا أعتبرها المثل والقدوة فى العمل الإعلامى، خاصة أن مدرستها العفوية تجعلها قريبة من الجمهور، إضافة إلى الإعلامى الكبير مفيد فوزى، والأستاذ جمال الشاعر، والإعلامية والفنانة نجوى إبراهيم، فأنا تربيت على أيدى هؤلاء العمالقة وبرامجهم المتنوعة.
■ هل ارتباطك بشبكة «أون» منعك من تقديم تجارب أخرى؟
- أنا من عشاق شبكة «أون»، وهى بيتى ولا أستطيع أن أتركها ولا أتخيل نفسى على أى شاشة أخرى، رغم حبى لجميع الشاشات، ولا أستطيع أن أبتعد عنها، رغم أننا نعمل تحت مظلة واحدة هى الشركة المتحدة، وسبق أن تلقيت العديد من العروض للانتقال لقنوات أخرى مثل «سى بى سى» أو «دى إم سى» ولكننى أفضل البقاء فى «أون».
■ على ذكر شركة المتحدة، ما تقييمك لتجربتها فى الإعلام أو الدراما؟
- هى تجربة مؤسسية محترمة ودخولها مجال الإعلام والدراما أضاف للصناعة الوطنية، وأحدث طفرة كبيرة على مستوى الجودة وتنوع المحتوى. نجحت «المتحدة» فى تقديم النموذج للتعاون بين مختلف الشركات والانفتاح على الشراكة مع الجميع، بهدف تقديم أعمال جادة وهادفة ترتقى بالذوق العام، وتليق باسم مصر ومكانتها الدولية.
شاركتِ فى دراما رمضان الماضى من خلال مسلسل «فاتن أمل حربى».. ما تقييمك للتجربة؟
- مسلسل عظيم بكل ما تحويه الكلمة من معانٍ، ورغم رفضى وترددى فى البداية فكرة اقتحام مجال التمثيل، لكن مشاركتى شجعتنى للانفتاح أكثر على المجال والتفكير فى تنمية موهبتى بالدراسة الاحترافية. نجح «فاتن أمل حربى» فى مناقشة قضايا مهمة للغاية، وسعدت بالظهور فيه، كما تربطنى علاقة صداقة قوية بنيللى كريم، والمنتج جمال العدل، الذى رشحنى للدور وتواصل معى، فوافقت. كنت محظوظة جدًا هذا الموسم بالظهور من خلال عملين مهمين بحجم «الاختيار٣» و«فاتن أمل حربى».