اسألن الواعظات عضوات أول «مجالس مرأة» فى المساجد: نقدم فتاوى ونصائح دينية ودنيوية فى شئون حواء
أعلنت وزارة الأوقاف عن إطلاق ٤ مجالس للإفتاء فى قضايا المرأة وشئونها، تتولى واعظات الوزارة المؤهلات من خلالها تقديم المشورة للسيدات فى مختلف القضايا الدينية والدنيوية، التى تهم حواء، بعد خضوع هؤلاء الواعظات إلى العديد من الدورات المتخصصة.
وأقيمت مجالس الإفتاء الأربعة داخل مساجد: «السيدة نفيسة» و«الحسين» و«الرحمن الرحيم» و«الاستقامة»، وخُصصت لها الفترة بين صلاتى المغرب والعشاء، ولاقت إقبالًا كثيفًا فى أول أيام انعقادها.
«الدستور» تواصلت مع الواعظات اللاتى تولين مسئولية مجالس الإفتاء فى قضايا المرأة، ليتحدثن عن دورهن وما يقدمنه من مشورة وتوعية، كما التقت عددًا من المستفيدات اللاتى حضرن تلك الجلسات، ليكشفن عن مدى الاستفادة التى حصلن عليها من خلال هذه التجربة.
نيفين مختار:نخضع لاختبارات صارمة.. ونُحكِّم العقل دون الاكتفاء بالنقل
قالت الدكتورة نيفين مختار، واعظة تابعة لوزارة الأوقاف، إنها تمارس الدعوة منذ ٢٠ عامًا، وعملت فى عدة مساجد، بعد تخرجها فى معهد إعداد الدعاة، وحصولها على الماجستير والدكتوراه، وتخصصها فى علم الفقه، وإلمامها بكل العلوم الأخرى.
وكشفت، صاحبة الـ٥٦ عامًا، عن أنها تولت جلسة إفتاء عُقدت السبت الماضى فى مسجد «السيدة نفيسة»، الذى تعمل فيه منذ ٧ سنوات، مؤكدة وجود إقبال كثيف على الجلسة، يمنحها دفعة قوية لتقديم المزيد.
وأشارت إلى تناول الجلسة الكثير من الفتاوى المتعلقة بشئون المرأة، مثل: أحكام الحيض، والطهارة وكيفية الاغتسال، وأحكام العلاقة الحميمية بين المرأة وزوجها، وغيرها من مشكلات حواء، علاوة على تقديم نصائح لها فى مختلف أمور الحياة.
واعتبرت أن جلسة الإفتاء هذه «لبّت متطلبات الكثير من النساء الطالبات للفتوى فى شئون حياتهن الخاصة، فى ظل خجلهن من عرض كثير مما يواجهنه من مشاكل أمام الشيوخ الرجال».
ونوهت باختيار الواعظات فى مجلس الإفتاء، بناءً على عدة معايير، أهمها أن يكنّ على درجة كبيرة من العلم والوعى، ويتمتعن بكفاءة عالية وقدرة كبيرة على إيصال المعلومة، وممارسة الفتوى منذ عامين، والخلق الكريم قبل أى شىء.
وتطرقت إلى الصعوبات التى واجهتها، قائلة: «كثرة الاختبارات والامتحانات كانت تمثل ضغطًا كبيرًا علىّ، أحيانًا يتم استدعائى فأفاجأ باختبار، وحين وصلت لآخر امتحان، لم أكن قادرة على خوضه من شدة الضغط، لكنى اجتزته بتفوق كالعادة».
واختتمت بالرد على «المشككين فى قدرات الواعظات»، مشددة على «أننا نُحكم عقلنا، ولا ننقل فقط الفتاوى من الكتب، اقتداءً بالسيدة عائشة، رضى الله عنها، التى كانت تنقل الفتاوى عن رسول الله، مع إعمال عقلها عند نقلها إلى النساء».
جيهان ياسين: رفعنا حرج الحديث فى أمور خاصة مع الشيوخ
أشادت جيهان ياسين، واعظة دينية فى مجلس الإفتاء داخل مسجد «الاستقامة» فى ميدان الجيزة، بحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على تعزيز دور وإمكانات المرأة من الناحية الاجتماعية والسياسية والدينية، حتى أصبحت تعيش فى عصرها الذهبى.
وكشفت عن أنها أمضت ٤ سنوات من العمل الجاد، بين الدراسة والخضوع لاختبارات متواصلة، كى تصبح واعظة دينية، تلقى دروسًا فقهية على حواء وتستمع إلى شكواها، وتجيب عن استفساراتها.
وأوضحت أنها درست فى أكاديمية الأوقاف الدولية، التى تعلمت فيها كثيرًا من العلوم، كان من بينها: «مقاصد السنة المطهرة، ومقاصد العلوم الشرعية، والكليات الست»، فضلًا عن علوم أخرى تساعدها فى أن تصبح واعظة وفقيهة مميزة، إلى جانب حصولها على العديد من الدورات التدريبية، منها دورة فتوى الواعظات، والمواريث، وفقه الحج.
وأضافت: «حضرت مؤتمرات وملتقيات فكرية عديدة، وسافرت إلى بعثات فى السودان والسعودية، وخضعت إلى تقييم صارم، وبناءً على كل ذلك تم اختيارى بين الواعظات الأربع المسئولات عن مجالس الإفتاء، من بين ١٢ واعظة تخرجن فى أول دفعة بأكاديمية الأوقاف الدولية». وعن تفاصيل أول جلسة إفتاء، قالت إن غالبية الأسئلة التى تلقتها كانت عن الأشياء التى تجعل المرأة تشعر بالإحراج عند الاستفسار عنها من إمام المسجد الرجل، مثل أحكام الحيض والاغتسال، وأحكام العلاقة الزوجية، مضيفة: «رفعنا الحرج عن النساء الراغبات فى فتوى عن أمورهن الخاصة».
واختتمت بقولها «فرحت بشدة من الإقبال الكثيف للسيدات على الجلسة، التى حضرها ما يقرب من ١٠٠ سيدة».
وفاء عبدالسلام: إقبال كثيف فى أولى جلساتى
أعربت وفاء عبدالسلام، الواعظة فى مجلس الإفتاء بمسجد الرحمن الرحيم بشارع صلاح سالم بالقاهرة، عن سعادتها البالغة وفخرها الكبير بكونها واعظة دينية تقصدها السيدات فى بيت الله، لتجيب عن تساؤلاتهن.
وقالت الواعظة البالغة من العمر ٥٧ عامًا: «وجود واعظة دينية فى مجلس الإفتاء ضرورى جدًا؛ كونه سهّل على النساء الكثير، حيث يتواصلن مع الواعظة مباشرة، ويعرضن عليها تساؤلاتهن الخاصة، وهُن مطمئنات لأنهن سيحصلن على رأى معتمد ونصيحة حقيقية». وأوضحت أنها حصلت على دورات تدريبية عديدة قبل الجلوس للوعظ، بدأتها بالدراسة لمدة عام فى أكاديمية الأوقاف الدولية، التى درست خلالها جميع العلوم الشرعية، خاصة فقه المقاصد، الذى وسّع مداركها، فضلًا عن دراستها العلوم الدينية، وبعض العلوم الأخرى مثل علم النفس والاجتماع والفلسفة. وأضافت: «حصلت على دورات متخصصة فى المواريث، والحج، والمقاصد الشرعية، وسافرت ضمن بعثات الحج فى المملكة العربية السعودية، وشاركت فى بعثة أخرى إلى دولة السودان، ما مثّل انفتاحًا على الدول العربية».
وأشارت إلى أنها لم تتوقع الإقبال الكثيف من السيدات فى أول جلسة وعظية، لأن المسجد الذى انعقدت فيه الجلسة ليس محاطًا بكثافة سكانية كبيرة، ما مثل مفاجأة كبيرة، خاصة بعدما توالت المكالمات التليفونية، للاستفسار عن موعد الجلسة المقبلة.
ونوهت بأن المرأة تعيش حاليًا فى أزهى عصورها، فى ظل القيادة السياسية الواعية بأهمية دورها فى بناء المجتمع.
يمنى أبوالنصر:أتمنى تعميم الفكرة فى المحافظات
أكدت يمنى أبوالنصر، الإخصائية النفسية بالجامعة الكندية والواعظة الدينية فى مجلس الإفتاء بمسجد الإمام الحسين، أنها تعمل فى مجال الدعوة منذ ٣٠ عامًا، منذ بدأت عملها فى مجال تحفيظ القرآن الكريم، وصولًا إلى توليها أمر الفتوى بالمسجد.
وأضافت: «تأهيلى لتولى مجلس الإفتاء استغرق ٤ سنوات، حصلت خلالها على العديد من الدورات، بمعدل دورة كل شهرين، وألممت فيها بالعلوم الشرعية، إلى جانب عدد من العلوم الأخرى المساعدة».
وأوضحت أنها فوجئت بالكم الهائل من الأسئلة التى طرحتها السيدات فى أول جلسة إفتاء لها، ولم يسعفها الوقت للإجابة عن كل التساؤلات، لذا قررت التواصل معهن عبر تطبيق «واتس آب» لتتمكن من الإجابة عن جميع الاستفسارات.
وتابعت: «السيدات لم يُصدّقن أننى سأعقد جلسة وعظية كل أسبوع، وستكون هذه الجلسات مخصصة لمناقشة كل ما يشغل السيدات، خاصة تلك الأسئلة التى تستحى النساء أن تسألها للأئمة والواعظين، لذا قررت تقسيم وقت الجلسة بين تقديم شرح بسيط فى موضوعات تخص فقه المرأة، وإتاحة وقت كافٍ لتلقى التساؤلات والاستفسارات».
وأردفت: «أبدأ الجلسة من قبل صلاة المغرب حتى صلاة العشاء، وهى مدة كافية لتقديم جرعة معلوماتية للسيدات والإجابة عن استفساراتهن، وأحرص على أن تكون المعلومات محددة حتى لا يتشتت الانتباه، مع مراعاة البساطة فى الحديث حتى تصل المعلومة لجميع الحاضرات، على اختلاف مستوياتهن التعليمية والاجتماعية».
وأعربت عن سعادتها البالغة بدعم وتشجيع الرئيس السيسى للمرأة المصرية، وثقته فى قدرتها على المساهمة فى بناء ورفعة الوطن، مضيفة: «أتمنى أن أكون على قدر المسئولية التى تقع على عاتقى، وأرجو أن يتم تعميم فكرة واعظات الإفتاء بجميع المساجد فى محافظات مصر».
المُستفيدات:نطرح أسئلتنا بحرية لأننا نتحدث مع سيدات مثلنا.. وأسلوب المجالس يتميز بالبساطة والقدرة على الإقناع
أوضحت هدى مروان، ٦٥ عامًا، من مدينة نصر، أنها علمت بأمر عقد أول مجلس إفتاء للسيدات، عن طريق الواعظة الدكتورة وفاء عبدالسلام، وحرصت على حضور الجلسة الأولى من المجلس، رغم أن المسجد بعيد عن منزلها، للاستفادة من المعلومات المهمة التى ستقال فى الجلسة.
وأضافت «هدى»: «عقدت الجلسة بعد صلاة المغرب بمسجد الرحمن الرحيم، واستمرت حتى صلاة العشاء، واستفدت جدًا من الأسئلة التى قالتها السيدات والإجابات التى قدمتها الواعظات.. كانت فتاوى واضحة صادرة عن شخص موثوق تابع لمؤسسة الأزهر الشريف».
وأشارت إلى أنها لاحظت أن هذه الجلسات حلت مشكلة الحرج التى كانت تعانى السيدات منها، حينما تضطر لطرح مشكلة شخصية أمام شيخ، لأنه رجل وفى المقابل كان الشعور بالراحة هو المسيطر فى الجلسة، وتحدثت السيدات بوضوح عن مشاكلهن.
وتابعت: «أنوى الذهاب مرة أخرى إلى جلسات الإفتاء، لأستفيد من المعلومات الدينية والحياتية التى تقال هناك، وأوجه الشكر لمؤسسة الأزهر الشريف على هذه الفكرة العظيمة، التى أعطت للسيدات فرصة لطرح الأسئلة دون كسوف».
فى السياق نفسه، أشارت سارة صادق، ٣٥ عامًا، إحدى المستفيدات من جلسات الواعظات، إنها كانت تخجل من التحدث عن مشكلاتها الشخصية مع الشيوخ فى الماضى: «كنت لا أذهب للمسجد لأسأل الشيوخ.. لأننى أشعر بالحرج».
وأضافت «سارة»: «ذات مرة تساءلت: لماذا لا يوجد مجلس فتاوى مخصص للمرأة، وطلبت من والدتى الاتصال بدار الإفتاء لمعرفة الإجابة عن مشكلة تخصها، لأنه ليس هناك بديل».
وتابعت: «فرحت بشدة حينما علمت بأمر هذه الجلسات التى تعقد فى مسجد الرحمن الرحيم بصلاح سالم، وحينما ذهبت وجدت واعظة تتحدث بوضوح لحل مشكلات السيدات، وكان التفاعل معها كبيرًا من مختلف الأعمار». وأكدت أنها استفادت من الجلسة، وعرفت معلومات عن الطهارة، قائلة: «كنت لا أعرف أمورًا كثيرة عن دينى، والآن لن أرتكب أخطاءً مجددًا، وسأحرص على حضور هذه الجلسات باستمرار».
وأشارت إلى أن أسلوب الواعظة تميز بالبساطة والقدرة على الإقناع، وإعطاء الرأى الدينى الوسطى غير المتشدد، موضحة أن ذلك جعل الكثير من السيدات يشعرن براحة كبيرة.