«واشنطن بوست»: سياسة بايدن نحو تايوان أصبحت أقل غموضًا
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مقالاً افتتاحيًا تحت عنوان "سياسة بايدن نحو تايوان أصبحت أقل غموضاً وأكثر استراتيجية"، أشادت فيه بسياسة إدارة الرئيس بايدن تجاه تايوان في ظل احتمال قيام الصين بعملية عسكرية ضد تايوان.
وأبرزت الصحيفة في مقالها الافتتاحي إعلان الرئيس بايدن أمس الأول الإثنين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء اليابان في طوكيو، عن التزام الولايات المتحدة بحماية تايوان والدفاع عنها في حالة أي هجوم من جانب الصين عليها.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس بايدن أكد، في معرض إجابته على سؤال لأحد الصحفيين حول ما إذا كانت واشنطن سوف ترسل قوات لحماية تايوان إذا تعرضت لهجوم من جانب الصين، أن أمريكا سوف تدافع عن تايوان وأنها ملتزمة بهذا النهج .
وأشارت الصحيفة، إلى أنه على مدار ما يقرب من نصف قرن، منذ بدأ الرئيس ريتشارد نيكسون سياسة الانفتاح مع الصين الشيوعية، اعتمدت أمريكا سياسة "الغموض الاستراتيجي" تجاه تايوان. ففي الوقت الذي اعترفت فيه واشنطن ببكين على أنها الحكومة الصينية الوحيدة الشرعية، التزمت أمريكا بالدفاع عن تايوان وإمدادها بالأسلحة الأمريكية، على الرغم من عدم وجود اتفاقية دفاع مشترك مع تايوان مثل تلك الاتفاقيات الموقعة بين واشنطن وكوريا الجنوبية أو اليابان.
وهكذا فقد بادر رجال البيت الأبيض بالدفاع عن سياسة الرئيس بايدن بحجة أن إعلانه الدفاع عن تايوان لا ينطوي على تغيير في السياسة الأمريكية تجاه تايوان وأنه لا يأتي بجديد لأنه أمر واقع بالفعل من عدة سنوات وأنه أتى على أنه نوع من التأكيد لهذ السياسة، إلا أن هذا الكلام لم ينطلي على الصين التي حذرت من أن الموقف الأمريكي قد تكون له آثار سلبية كبيرة على العلاقات بين بكين وواشنطن، بينما أعربت تايوان عن امتنانها للدعم الأمريكي والتزامها بالدفاع عنها.
وتقول الصحيفة إن السبب وراء إعلان بايدن غير معلوم لديها إلا أنه من المؤكد أن هذا الإعلان لا يمكن أن يتسبب في أزمة، بل على العكس قد يكون مفيداً حيث إنه قد يدفع الصين إلى إعادة التفكير طويلاً قبل أن ترسل أي قوات إلى مضيق تايوان وفي نفس الوقت لا يمكن أن تتهم الصين واشنطن بتغيير سياستها أو انتهاك التفاهمات الثنائية مع بكين منذ عهد الرئيس نيكسون.
وحقيقة الأمر، كما تقول الصحيفة، إن الرئيس بايدن لم يجانبه الصواب حين قال إن تكرار الصين لعملية عسكرية مشابهة لما تقوم به روسيا حالياً في أوكرانيا ضد دولة حليفة للغرب أمر غير مقبول لأنه من شأنه إثارة القلاقل في المنطقة بأسرها.
وتشير الصحيفة إلى أن الثغرة الوحيدة في توجهات الرئيس بايدن تجاه الصين هي حالة الغموض التي ما زالت تشوب سياسة واشنطن تجاه العلاقات التجارية الإقليمية بين أمريكا ودول منطقة المحيط الهادئ، والتي تأتي ضمن "إطار التعاون الاقتصادي بين منطقتي المحيط الهندي والهادي".
وتختتم الصحيفة مقالها الافتتاحي باقتراح تعزيز التعاون الاقتصادي بين أمريكا ودول شرق آسيا والهند وأستراليا من خلال توقيع اتفاقيات شراكة قوية وواسعة النطاق وذلك لمواجهة التوجهات الصينية تجاه تايوان.