سعفان: «حياة كريمة» تستهدف تحسين جودة الحياة لـ58 مليون مواطن
قال وزير القوى العاملة محمد سعفان إن الدولة المصرية تعمل على توفير السكن اللائق والكريم لأكثر من مليون أسرة كانت تسكن في المناطق العشوائية، مشيرًا إلي أن مبادرة "حياة كريمة" تستهدف من خلالها تحسين جودة الحياة لـ58 مليون مواطن مصري.
وقال الوزير إن الدولة المصرية وضعت رؤية مصر 2030، بهدف جعل مصر في مَصَافِ الدول المتقدمة على مستوى العالم، من خلال مضاعفة الرقعة العمرانية لاستيعاب الزيادة السكانية الكبيرة المتوقعة، وَيشمل ذلك مُعَالجة المشكلات الناجمة عن زيادة الكثافات السكانية في العديد من المدن، عبر إنشاء مجموعة من المشروعات القومية الكبرى، سواء مشروعات المدن الجديدة، والاستصلاح الزراعي، ومشروعات محطات الطاقة الكهربائية العملاقة، ومشروعات تحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي، ومشروعات الطرق الرئيسية والسريعة، مع توفير المرافق والبنية الأساسية لهذه المشروعات.
جاء ذلك في كلمة وزير القوى العاملة، التي ألقاها نيابة عنه المستشار حسين صبري البكباشي مستشار الوزير للمعلومات والتحول الرقمي، في مؤتمر تطبيق التكنولوجيا الحديثة في الصناعات المختلفة، الذي عقد تحت رعاية وزارة القوى العاملة، ويناقش تطبيقات التحول الرقمي في مجالات التشييد والبناء، واستعراض أحدث ما توصلت له التكنولوجيا العالمية في مجال نمذجة معلومات المباني BIM، وعرض التجارب الريادية في مشاريع الدولة بالعاصمة الإدارية، وغيرها في الآونة الأخيرة في تطبيقات أحدث التكنولوجيات، ورسم الآفاق المستقبلية في تكنولوجيا التشييد والبناء ومدي تأثيره على الاقتصاد الوطني.
وأعرب مستشار الوزير للمعلومات والتحول الرقمي عن سعادته لحضور افتتاح هذا الملتقى المهم الذي يضم حشدا متميزا من رواد قطاع التشييد والبناء من القطاعين الحكومي والخاص، وكلي أمل أن يخرج هذا التجمع بتوصيات فاعلة في هذا الإطار.
وقال حسين البكباشي إن هذا الملتقى يمثل فرصة كبيرة لبناء جسور التعاون بين مختلف القطاعات المعنية بالدولة باعتبار أن مثلث التنمية المستدامة يشمل الدولة ممثلة في أجهزتها المختلفة لتحقيق تكامل الأدوار وتعزيز الشراكة فيما بينهما في المجالات المتعلقة بالتشييد والبناء ، حيث أصبح القطاعان الحكومي والخاص يمثلان عنصرا أساسيًا فى دعم الخطط التنموية للدولة، ومحركًا دافعًا فى جهود بناء اقتصاد تنافسي ومتنوع يعتمد على الابتكار والمعرفة، وهنا أحب أن أشير إلى مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية: "إن ما تحقق من مؤشرات إيجابية فى المجال الاقتصادي حتى هذه اللحظة هو خطوة من خطوات كثيرة وطويلة، وأن الدولة المصرية فى احتياج إليها لاستمرار عجلة التقدم، والتنمية، والارتقاء".
وقال، إن جوهر برنامج الإصلاح الاقتصادى، يتضمن العمل على بناء الإنسان المصرى، وإذا تحدثنا عن برنامج إقامة السكن اللائق للمواطنين، ووصفه بأنه "أحد أهم مقومات الحياة الكريمة للمواطن المصري"، وهو ما دفع الدولة المصرية، لأن تخطو خطوات غير مسبوقة في هذا المسار، وذلك في جميع المحافظات؛ بما في ذلك الريف والمدن.
وأشار البكباشي إلي أن ما نشهده اليوم من جهد متميز وفكر إبداعي، ومشروعات يجرى تنفيذها على قدم وساق من خلال التعاون والتنسيق بين مختلف الوزارات والهيئات المعنية، يعزز من الثقة فى أننا ماضون على الطريق الصحيح نحو التحول إلى مجتمع رقمي، وقطاع التشييد والبناء هو من أهم القطاعات التي يتحقق فيه هذا التعاون والذي تمثل التكنولوجيا الحديثة جانبا أساسيا في تطويره لتحقيق أقصى استفادة من الموارد البشرية والإنسانية.
وتابع قائلا إنه فى ضوء ما تتمتع به مصر من ثراء واضح في الموارد البشرية يجعلها قادرة على غزو الأسواق المحيطة بالعقول والأيدي المدربة، تسعى وزارة القوى العاملة على تطوير وتدريب الكوادر المختلفة على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لتصبح مؤهلة للمنافسة في السوق العالمي، وخصوصا في قطاع التشييد والبناء وذلك إثر الطلب المتزايد في الدول المجاورة في هذا القطاع.
واستكمالا لتلك الجهود التى تهدف لإنشاء جيل جديد قادر على قيادة برامج التحول الرقمي وإدارة أنظمة العمل فى البيئة الرقمية؛ وتشجيع وتحفيز الإبداع التكنولوجي، ليس فقط فى مصر، بل وفي القارة الإفريقية التي نحرص على التعاون مع دولها الشقيقة ودعم جهود التنمية فيها، قامت وزارة القوى العاملة بعقد العديد من الاتفاقيات مع العديد من الشركات العالمية الرائدة لتدريب شباب الخريجين، كالمبادرة التي تم عقدها مع شركة كاد ماسترز لتدريب 500 من شباب الخريجين، وهنا أحب أن أوضح أن وزارة القوي العاملة أطلقت 2019 عاما للتدريب، أخذت على عاتقها أن تكون هناك آلية جديدة للتدريب، تأخذ منحي متطورا يتسم بسمات العصر الحديث، يتواكب مع التقدم التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم حاليا، يتمثل في التأهيل من أجل التشغيل داخل مصر وخارجها، بما يتم من إعادة هيكلة كاملة لمنظومة التدريب المهني التابعة للوزارة في ربوع الجمهورية التي تصل إلي 38 مركزا ثابتا، و27 وحدة متنقلة تجوب القرى والنجوع ليكون التدريب في متناول الشباب أمام منازلهم بتلك القري والجوع، وذلك لتغيير الفكر التدريبي النمطي الذي لم يتغير منذ فترة طويلة، كي نصل في النهاية لمتدرب كفء على مستوى عال، عنده كامل المقدرة لمواجهة سوق العمل بكافة متطلباته الحديثة عمليا ونظريا وتكنولوجيا.
وأعرب الوزير عن تمنياته للمؤتمر بكل النجاح فى استثمار الإمكانيات الهائلة والفرص المميزة التى يتيحها قطاع التشييد والبناء، بما يساعد في التوصل إلى حلول مبتكرة لدفع عجلة التنمية المستدامة؛ وأؤكد لكم دعم الحكومة الكامل لهذا القطاع لمواكبة التطورات العالمية المتسارعة فى هذا المجال، للقيام بدوره فى إقامة مجتمعات جاذبة للاستثمارات وداعمة للإبداع ، وبناء مستقبل مزدهر يليق بمكانة وطننا وشعبنا العظيم.
وقال إن طريق البناء صعب ومرهق ومكلف، والمضي فيه يحتاج لعزيمة وإرادة، لكن من المؤكد أن الوصول لنهايته يحقق طموحات هذا الشعب العظيم الذي دفع الغالي والنفيس انتظاراً لأن يحيا حياة محترمة تليق بحضارته التي أضاءت للعالم كله طريق التقدم.
وفي ختام كلمته، توجه الوزير بالشكر لجميع القائمين والمشاركين في تنفيذ هذا الملتقى المهم، والشكر ممدود للمهندس طاهر سعيد، المدير التنفيذي لشركة كاد ماسترز، آملا أن يحقق الملتقى الأهداف المنشودة منه من أجل رفعة وطننا الغالي مصر.