وائل لطفى يكتب: 15 سؤالًا حول سيادة الرئيس
- المشروعات التى تنفذ تمت دراستها وبعضها عمره عشرات السنوات
- تحالف التطرف والفساد يستهدف الدولة المصرية عبر عقود والرئيس رمز الدولة الوطنى لذلك يتم استهدافه
- الرئيس بحكم تكوينه المهنى يعتمد على الدراسة المسبقة وتقدير الموقف ولا يقتنع بممارسة الوطنية على طريقة الخطب العاطفية
- الرئيس يضرب أمثلة من القصص الدينى ليصل لعقل المواطن البسيط وليس لأنه يرى فى خدمته لوطنه أى قداسة دينية
- أصول الدولة المصرية تضاعفت عشرات المرات فى الجمهورية الجديدة والدولة تدير مشروعات ناجحة وتنفق منها على البنية الأساسية
- الدولة خططت لمضاعفة الرقعة الزراعية ثلاثة أضعاف الأرض المزروعة منذ عهد الفراعنة وبدأت فى حصاد مساحات تجريبية بالفعل
- الدولة بنت ١٤ مدينة ذكية ومدّت سبعة آلاف كيلو طرق واستصلحت مليون فدان خلال سنتين
كنت بالأمس واحدًا من ضمن عشرات حضروا افتتاح موسم حصاد مشروع «مستقبل مصر».. وأتيحت لى الفرصة، مع زملائى، لحوار ودى مع الرئيس أثناء تفقده مناطق مختلفة تمت زراعتها فى المشروع.. تأكد لدىّ إحساس شعرت به منذ ظهور الرئيس للحياة العامة، وهى أن حقيقة هذا الرجل مناقضة بنسبة مائة فى المائة للصورة التى يحاول ذيول التطرف والفساد رسمها له.. وأنهم أول من يدرك هذا.. لذلك يرسمون صورة مناقضة تمامًا لصورته الحقيقية.. وكأن ملامحه الأصلية تزعجهم فيسعون للسير عليها بـ«أستيكة» ومحاولة تغييرها فى عقول الناس.. لقد سجلت عشرات الملاحظات بالأمس وتولدت لدىّ عشرات الانطباعات، وقد قررت أن أسجلها كلها بطريقة «س» و«ج»، وأن أطرح الأسئلة الحرجة حول الرئيس وأن أجيب عنها من واقع تحليلى لخطابه، وفهمى الخاص لشخصه ودوافع قراراته.
هل لدى الرئيس السيسى شعور زائد بالعظمة؟
ج: هذه أكبر كذبة يسعى فلول الإخوان والفاسدون لترويجها، والإجابة هى أنه يشعر بالاعتزاز بنفسه وليس بالعظمة.. الاعتزاز هو شعور أى مصرى شريف يؤدى ما عليه من واجبات، ويعمل بشرف ويحافظ على نظافة يده ويد مَن حوله.. وهو شعور كل المصريين الشرفاء من الطبقة الوسطى الذين تعودوا على العيش بشرف ونزاهة دون أن يكسر لهم أحد عينًا.. والإجابة النهائية أن الرئيس يعتز بنفسه وببلده مع إلزام نفسه بالتواضع الشديد فى التعامل مع الآخرين.
هل يقصد الرئيس إضفاء نوع من القداسة الدينية علي نفسه عندما يضرب أمثلة من القرآن أو السيرة النبوية ليشرح بها وضعًا سياسيًا معيتًا؟
ج: بكل تأكيد الإجابة لا.. ولكن الرئيس يخاطب رجل الشارع العادى ويريد أن يشرح له الوضع عبر قصة يعرفها، وأمس الأول حين ضرب مثلًا بتحمل الصحابة المعاناة قبل مرحلة النصر.. فهو يضرب مثلًا سياسيًا مائة بالمائة، فالصحابة بعد مرحلة الاستضعاف والمعاناة فى مكة أسسوا الدولة التى يحلمون بها فى المدينة وفتحوا مكة نفسها وأسسوا إمبراطورية.. وبالتالى هذا مثل يضربه المتحدث ليقنع الناس بتحمل الصعاب لمرحلة مؤقتة، أو ريثما تنجلى الأزمة العالمية.. كان يمكن للرئيس أن يضرب مثلًا بمقولة تشرشل للبريطانيين «ليس لدى لكم سوى الدم والتعب والدموع والعرق».. أو بتحمل الألمان المعاناة بعد الحرب حتى أعادوا بناء وطنهم.. ولكن كم من مواطنينا البسطاء يعرف وقائع الحرب العالمية أو تفاصيل تاريخ أوروبا، فى الحقيقة قليل جدًا.. ولو ضرب الرئيس هذه الأمثلة فاعرف أنه يستهدف «النخبة» و«النشطاء»، والحقيقة أن الرئيس يستهدف المواطن العادى ويعرف كيف يصل له جيدًا.. فضلًا عن هذا فالرئيس مصرى من حى الحسين ومجاور لأولياء الله، وهذا جزء من تكوينه الثقافى مثل ملايين المصريين.
هل يرفض الرئيس فى أعمافه الحوار السياسى؟
ج: الرئيس هو الذى دعا للحوار الوطنى، وبالتالى من المستحيل أن يرفضه.. وقد أطلق تعبيرًا عاطفيًا فى وصف من سيحضرون الحوار وصفهم فيه بـ«حبايبنا»، والمعنى أنه يعتبر كل من سيحضر الحوار شريكًا فى التجربة السياسية، ومن حقه إبداء رأيه، ومن واجبه أيضًا أن يسمع وجهة نظر الدولة وشرحها لما قامت به ولوجهة نظرها فى التنمية.
هل فصد الرئيس شخصًا معينًا حين قال «كا تتكلمش وإنت حاطط رجل على رجل»؟
ج: أظن أن الرئيس يقصد نمطًا ثابتًا لدى بعض المواطنين، وهو الاعتراض على كل شىء دون دراسة أو علم، ولكن بدافع الرغبة فى «الإفتاء»، وفى الثمانينيات أبدع الرائعان أحمد رجب ومصطفى حسين فى كتابة ورسم شخصية «عزيز بك الأليت»، وهو شخص متعالٍ من أصول أرستقراطية يظن أنه يفهم فى كل شىء ويعترض على كل شىء، وهو فى الحقيقة منعزل عن الواقع، ولا يجيد أى مهارة باعتباره من أصحاب «الأيدى الناعمة».. هذا النمط موجود ونحن نطلق عليه بيننا وبين بعضنا لقب «المفتى» أى الذى يفتى فى أى شىء بدون علم، وهناك أنماط أخرى مثل نمط «المراهق» الذى يدخل الحياة السياسية دون نضج أو تعلم كافٍ فيطرح أفكارًا خيالية وعاطفية، أو نمط «السياسى العاطل» وهو لا يمارس مهنة معينة، ولا يطور نفسه من خلال القراءة أو الدراسة، ويكتفى بمجرد تعريفه كـ«معارض» أو «قيادة حزبية»، وبالتالى يصبح احتكاكه بالواقع ضعيفًا.. بشكل عام، كقاعدة أخلاقية، حتى لو هناك اعتراض على سياسات التنمية فلا بد من إبداء الاحترام لأنهار العرق والدماء المبذولة ليل نهار قبل إبداء أى رأى.
هل يرفض الرئيس من داخله أى معارضة ويعبر عن هذا بقوله «لازم ندرس قبل مانتكلم»؟
ج: الرئيس يؤمن بهذا فعلًا وتحكمه فيه خلفيته المهنية كقائد عسكرى، فهو لا يمكن أن يخوض الحرب دون دراسة كل المعلومات والاحتمالات، ولا يمكن أن يتحرك إلا وفق خطة مكتوبة ومعتمدة، وهو لا يمكن أن يتخذ قرارًا دون تقدير موقف من عدة جهات، ولا يمكن أن يرسل مجموعة لتنفيذ مهمة دون أن يضع خطة الاقتحام وخطة الانسحاب..إلخ، وبالتالى فهو غير معتاد على الأداء السياسى الخطابى والعاطفى الذى نمارسه فى مؤسساتنا السياسية منذ الحزب الوطنى القديم وحتى الاتحاد الاشتراكى ومجلس الشعب وما إلى ذلك من مؤسسات.
هل الرئيس يميل للقسوة على الشعب مقارنة بغيره من الرؤساء؟
ج: الرئيس يؤمن بهذا الشعب إيمانًا لم يتكرر لدى كثير ممن حكموا مصر.. ويراه يستحق دولة كبيرة وعظيمة، ويرفض سياسات رشوة الناس وملء بطونهم حتى يسكتوا عن الفساد المقنن وعلى تقاسم ثروات البلد بين مائة عائلة لا أكثر، وهو مثل أى قائد عسكرى يميل للحزم فى تدريب جنوده ودفعهم للجدية وبذل الجهد، لأنه يؤمن بأن هذا هو الطريق الوحيد للنصر.
هل أغرق الرئيس مصر في الديون؟
ج: الرئيس أغرق مصر فى «الأصول»، فقد تضاعفت أصول الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى بشكل لم يحدث منذ عهد محمد على باشا، واستصلح ٤ ملايين فدان «ضعف مساحة الأرض الزراعية فى مصر عبر التاريخ»، وبنى ١٤ مدينة جديدة وعشرات المصانع والموانئ والطرق والمطارات، وطوّر مصانع القطاع العام القديمة وحدثها.. وهذه كلها ثروة مضافة للثروة المصرية، ومن عائداتها سيتم تسديد أقساط الديون مثلما يحدث فى أى عملية استثمار.
هل أنفق الرئيس المليارات فى العاصمة الإدارية الجديدة؟
ج: مصر استثمرت المليارات وربحت، والمشروع مشروع ناجح وغطى نفقات التأسيس ولم يتم تمويله من الموازنة ولا بأى قروض خارجية، وأرباحه ستستمر عبر سنوات قادمة عبر اكتمال المشروع والتوسع على أطرافه، أو عبر إعادة استثمار الأراضى التى تم إخلاؤها فى العاصمة القديمة التى ستصبح قبلة تاريخية للسياحة تنافس عواصم التاريخ فى العالم وتكسب من الجولة الأولى.
هل يقرر الرئيس الدخول في مشاريع دون «دراسات»؟
ج: كل المشاريع التى نفذتها الدولة تمت دراستها عشرات المرات، وبعضها عمره عشرات السنوات.. مشروع توشكى مثلًا كان مقررًا تنفيذه منذ الستينيات وتعطل وعاد فى التسعينيات وتعطل ونفذه السيسى لأنه قرر تحدى الطبيعة فى توشكى.. وبالتالى هذا مشروع دُرس عشرات المرات.. مخطط تطوير القاهرة مثلًا.. موجود منذ بداية الألفية وشاركت فيه هيئات دولية مثل «الجايكا»، هيئة التعاون الدولى اليابانية، وكان المسئول عنه أيضًا د. مصطفى مدبولى باعتباره خبير تطوير عمرانى.. كل ما فى الأمر أن المشروع كان اسمه «٢٠٥٠»، وكان مقررًا الانتهاء منه فى ٢٠٥٠ أى بعد ثمانية وعشرين عامًا من الآن لكن الرئيس قرر تنفيذه خلال بضع سنوات.. والأمر نفسه ينطبق على مشروعات استصلاح الأراضى وعلى كل المشروعات.
لماذا قال الرئيس «لو انتظرنا دراسات الجدوى لما كنا أنجزنا شسئًا على الأرض»؟
ج: أظن أنه يتحدث عن دراسات الجدوى التى تعدها مكاتب المحاسبات والاستشارات، والتى تبنى على دورة سريعة لرأس المال ونسبة أرباح عالية على طريقة المليارديرات المصريين، وهى بالتأكيد لا تصلح فى المشاريع القومية الكبرى التى تحقق أرباحًا ولكن على مدى أبعد، فضلًا عن إسهامها فى الأمن القومى وتشغيل الملايين وتعمير أجزاء من أرض مصر يحيا عليها الـ٢ مليون مصرى الذين يولدون كل عام.. بكل تأكيد هذه أبعاد مختلفة عن الجدوى الخاصة بمصنع ملابس أو سوبر ماركت، مع الوضع فى الاعتبار أن الدولة تقوم بأنشطة ربحية أيضًا وأنها تجمع بين هذا وذاك.
هل كانت حياة المصريين أسهل في زمن الرؤساء السابقين؟
ج: بعض الرؤساء لم يكن يوجه مليمًا واحدًا للبناء، وترك الدولة تخرب، وتتضاءل..وبعضهم كان يقضى أيامه فى المنتجعات السياحية ويعتمد على تسول المساعدات من دولة شقيقة فى غرب مصر أو شرقها.. ويشترى القمح للبسطاء ليشترى سكوتهم ويترك البلد تخرب ويترك من حوله يراكمون المليارات.. وقد كانت النتيجة خرابًا شاملًا عمّ كل شىء وما زلنا ندفع ثمنه حتى الآن.. وبالتالى حياة المصريين لم تكن أسهل ولكنها كانت «أرخص» لأن طريقة الإدارة نفسها كانت «رخيصة».
هل ستبيع الدولة أصزلها للخروج من الأزمة المالية؟
ج: بل ستزيد الدولة أصولها.. نمط التنمية الحالى يجمع بين دور القطاع الخاص بشكل أساسى وبين «رأسمالية الدولة»، وفيها تشترى الدولة وتبيع وفق قانون السوق.. فهى قد تستثمر فى تطوير أرصفة الموانئ ومناطق التخزين والشحن فيها مثلًا.. وتطرح حق استغلال الأرصفة اقتصاديًا فى البورصة وتعيد استثمار أرباحها فى مشروع أكثر ربحًا..وهكذا، مع مراعاة أن أى نشاط يدور على أرض مصر خاضع لاعتبارات الأمن القومى المصرى من الألف إلى الياء.
هل هناك تحالف بين المتطرفين والفاسدين ضد الرئيس السيسى؟
ج: نعم، وهذا التحالف ليس ضد الرئيس ولكنه ضد مصر وضد الدولة المصرية، وقد أجمع كل كُتّاب مصر ورموزها على أن التطرف الدينى والفساد الملتحف بالسياسة هما عدو واحد لمصر، وسماهما العظيم وحيد حامد بـ«طيور الظلام»، وهما ضد أى وطنى مصرى لأنه يمنع استيلاءهما على البلد.. والرئيس هو ممثل المواطن المصرى والوطنية المصرية فى هذه المواجهة.
هل يعتمد الرئيس الحديث بلغة فيها بعض التلقائية أول عدم ترتيب الكلمات؟
ج: أظن أن الرئيس يتكلم بلغة المواطن البسيط وبتداعى حر للأفكار، ويتعمد ضرب أمثلة من القصص الدينى ومن واقع الحياة، ويحث المسئولين على تبسيط كلامهم وشرحه للناس، وأظن أنه فى أعماقه ينفر من الكلام السياسى الكاذب والخارج من متحف التاريخ مثل «أيها الأخوة المواطنون» و«نعيش أزهى عصور الديمقراطية»، وما إلى ذلك من عبارات متحفية كانت تخلق حاجزًا بين المسئول والناس.
كيف يفكر الرئيس؟
ج: أظن أنه يجمع بين عدة طرق للتفكير، فمشاعره الوطنية جياشة ولديه عاطفة تجاه البسطاء والضعفاء والأطفال.. لكنه أيضًا واقعى وعملى كما تدل إدارته للسياسة الخارجية، فهو يعادى ويصالح ويقترب ويبتعد وفق المصلحة الوطنية.. وفى الاقتصاد تراه يوجه للدخول فى أنشطة تحقق أرباحًا، ويوجه أيضًا لبناء مشروعات تتأخر أرباحها المباشرة.. والمعنى أنه يميل للدمج بين طرق مختلفة فى التفكير بحسب ما يقتضى الموقف وتفرض المصلحة.