في أول ظهور لأسرة حنين ضحية الزفة ببورسعيد.. مش هنسيب حق بنتنا
في أول ظهور لأسرة «حنين» ضحية الزفة ببورسعيد: «مش هنسيب حق بنتنا»
أعربت والدة الطفلة حنين مسعد الرزقي، التي تبلغ من العمر 10 سنوات، وجدتها؛ عن بالغ الحزن، مؤكدين أن قرار النيابة بحبس المتهم لا يرضيهم؛ لكونهم متأكدين أن الفاعل أكبر من الطفل الذي تم الدفع به لحداثة سنه من أجل التعاطف معه وتخفيف العقوبة عنه.
وتقول جدة الطفلة في بث مباشر لـ"الدستور": إن الطفلة طول الفترة الملاحقة للإصابة دخلت إلى امتحانات الصف الرابع الابتدائي وأدت الامتحان رغم تعبها، إلا أنها صممت على أداء الامتحان وسط أصدقائها في الفصل، مشيرة إلى أنها ذهبت وحضرت كافة الامتحانات رغم تعبها الشديد.
ولفتت الجدة إلى أنها قبل الوفاة بيومين ظهرت النتيجة وبشرتها بنجاحها، إلا أنها كانت زاهدة للحياة من تعبها والألم وعدم تناول الطعام.
وأشارت جدة الطفلة إلى أنها كانت آخر من شاهد الطفلة “حنين” قبل أن تسقط أمامها في المنزل عقب محاولاتها لتناول الطعام الذي توقفت عنه منذ وقوع الحادث، إلا أنها بمجرد تناول رشفة من الحليب سقطت على الأرض لتسقط معها الجدة، وبعدها قام خال ووالدة الطفلة بحملها والذهاب بها إلى المستشفى لتتوفى أثناء تقديم الإسعافات لها.
أما والدة “حنين” فقد رفضت مغادرة القبر بعد أن انصرف المشيعون، وظلت بجانب قبر الطفلة؛ التي أصيبت بطلقات خرطوش، أثناء مشاهدة زفة فرح كانت تمر من أسفل المنزل بشارع السواحل وعدلي نطاق حي المناخ بمحافظة بورسعيد، ولقيت مصرعها متأثرة بإصابتها.
وظلت الأم على قبر طفلتها تحدثها: “ما تخافيش ياحبيبتي أنا مش همشي وأسيبك، أنا قاعدة معاكي يا قلبي”، ورفضت الأم صراخ الأقارب، وأكدت لهم أن ابنتها عصفورة في الجنة، وتعالت نداءات الأم: يارب يارب يارب بحق كسرة قلبي والنار اللي جوايا هاتلي حق حنين.
واختتمت الأم قائلة: “لا أريد سوى القصاص وتقديم الجاني الأصلي للمحاكمة، بالإضافة لتجريم الألعاب النارية في المناسبات والأفراح حتى لا يقتل أبرياء آخرون”.
في سياق متصل، أمرت النيابة العامة بحبس طفل عمره ستة عشر عامًا في واقعة مصرع الطفلة حنين ببورسعيد أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، ولإحرازه سلاحًا ناريًّا وذخائر.
حيث كان قد ورد بلاغ إلى النيابة العامة من والد الطفلة المجني عليها حنين -البالغة من العمر عشر سنوات- بإصابتها بعيارٍ ناريٍّ خرطوش أثناء وقوفها بشرفة المنزل تشاهد احتفالا بزفاف، حيث أطلق أحد المحتفلين عيارًا ناريًّا فأصابها به، وقد تزامن ذلك مع ما رصدته وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان بمكتب النائب العام من تداول نبأ الحادث بمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية المختلفة، فتولت النيابة المختصة التحقيقات.
إذ انتقلت النيابة العامة إلى المستشفى لسماع شهادة الطفلة المجني عليها، والذي شهِدَ بغيابها عن الوعي خلالَ مشاهدتها مجريات الزفاف، كما سألت النيابة العامة والدَها فحدَّد شخص مَن أطلق العيار الذي أصاب ابنتَه من بينِ صبيةٍ كانوا بالزفاف، وبطلب تحريات الشرطة أسفرت عن تحديد شخص المتهم فأُلقي القبض عليه وبحوزته سلاحٌ ناريٌّ وظرفٌ فارغ لذخيرة من ذات العيار، فاستجوبته النيابة العامَّة فيما نُسب إليه من اتهامات، وأمرت بحبسه احتياطيًّا أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
وقد تلقت النيابة العامة أولَ أمس نبأ وفاة المجني عليها إِثْر تدهور حالتها الصحية، فندبت الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمان المتوفاة، وصرَّحت بدفنه عقب ذلك، وجارٍ استكمال التحقيقات، وقد وجَّه المستشار النائب العام بسرعة إنجازها وإعداد الأوراق للتصرف.
هذا، وتشير النيابة العامة إلى أنَّ هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، وأنَّ هذا السلوك لا يندرج بأيِّ حال تحت مظاهر الاحتفال، بل هو فعلٌ إجراميٌّ يُدْمِي القلوبَ حزنًا، وينقلب معه الفرح كربًا، ويُصيب ذوي المقتول بالفاجعة، ويضع القاتلَ تحت المساءلة القانونية، ويُفضي به إلى العقاب.
ولذلك فإن النيابة العامة تُهيب بالكافة إلى الامتناع التامِّ عن هذا السلوك الذي في حقيقته يُشكّل عدةَ جرائم معاقب عليها قانونًا، وتؤكد أنها ستتصدى بكل حزم إلى هذه الجرائم لملاحقة مرتكبيها وتقديمهم إلى المحاكمة الجنائية العاجلة.