جماعة الرواد وأمسية فى رحاب عاشق العلم والوطن
بدعوة كريمة من السيد الأمين العام لجماعة الرواد الدكتور سيد سرحان، والسيدة الفاضلة رئيس مجلس إدارة جماعة الرواد، الأستاذة الدكتورة نادية جمال الدين، تشرفت بالحضور والمشاركة فى احتفالية تكريم العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمد رؤوف حامد أستاذ علم الأدوية بالهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية، وذلك بمناسبة حصوله مناصفة على جائزة ﴿أولا هانسون﴾ من منظمة العمل الصحى الدولية ﴿Health Action International) لعام 2022 وهى منظمة غير ربحية مقرها فى هولندا تأسست عام 1981 وتعمل على توسيع الوصول إلى الأدوية الأساسية، كما وتعمل من خلال البحث العلمى والعمل الجماهيرى على تطوير السياسات التى تُمَّكِن من الإتاحة الواسعة للجميع للأدوية المأمونة والفعالة وذات الكفاءة المختبرة علميا فى كل مكان، كما تعمل على نشرمفهوم الاستخدام العقلانى للأدوية.
وتُمنح الجائزة لمواطن من الدول منخفضة الدخل أو متوسطة الدخل، من الذين ساهموا فى مجالات نشر ودعم مبدأ حق الجميع فى الصحة، وتوضيح مرجعية حقوق الإنسان فى مجال الصحة، وزيادة وعى مستهلكى الأدوية، بمخاطر الاستخدام غير العقلانى للأدوية، ومخاطر الدعاية غير الأخلاقية للأدوية.
ولقد منحت اللجنة الدكتور الإنسان النبيل المصرى الأصيل محمد رءوف حامد الجائزة تقديرا لدوره فى نشر مفاهيم الاستخدام الرشيد والآمن للأدوية بين الأكاديميين، مع التعرف على التحديات التى تواجه القطاع الدوائى فى الدول النامية، وكشفه للأبنية الدولية التى تعيق العدل والإنصاف فى الصحة وتركيزه على تطوير الجوانب المختلفة لعلم الأدوية والسياسة الدوائية فى مجموعة من البلدان فى أفريقيا والشرق الأوسط، وتنبيهه مبكرا منذ عام 1992 إلى الأثر السلبى لمفاوضات الجات ( حرية التجارة العالمية) على القطاع الدوائى فى الدول النامية وكان له دور كبير فى موضوع حقوق الملكية الفكرية.
كما لعب الدكتور رءوف دورا هاما بحثيًا رياديًا من خلال عمله فى الهيئة، وواجه مقاومة من أصحاب المصالح التى تهددها سياسات ونشاطات الدكتور رءوف، وتعرض للعديد من الضغوط ومنها الوقف عن العمل، وعزله من رئاسة قسم الأدوية بهيئة الرقابة والبحوث الدوائية بقرار وزارى عام 2008.
لم يكتف عالمنا المكرم بنشر علمه داخل مصر ولكن كانت له مساهماته فى العلم وصناعة الدواء فى ليبيا وإريتريا وفى كل المحافل الدولية من أجل خدمة البشرية جمعاء. وبقى أن يعرف القارئات والقراء أن الجائزة جائزة أدبية وإنسانية وليست مادية، وهذه هى القيمة الكبرى لهذه الجائزة.
ولقد تشرفتُ بمعرفة الدكتور رؤوف حامد عن قرب، رجل يخفق قلبه بحب الوطن، وينشغل عقله وفكره بتحسين أحوال البشر ويعمل بكل جد وحماس ونشاط من أجل خدمة الإنسان، ويربط العلم والبحث بخدمة مجتمعه، وينشر الفكر التنويرى عبر مؤلفات كثيرة فى المجالات العلمية والسياسية والاجتماعية، فهو الإنسان القادر على توظيف العلم لخدمة الأوطان وخدمة الفقراء.
إننى اتفق مع أستاذنا الدكتور رءوف فى أن قضية توفير الدواء والغذاء للشعب المصرى لا تنفصل عن الأمن القومى المصرى.
تأسست جماعة الرواد عام 1929 على يد مجموعة من شباب مصر المبعوثين الذين عادوا من الخارج فى أواخر عشرينيات القرن الماضى وقرروا تكوين جماعة تعمل على رفع مستوى الأخلاق والحياة الاجتماعية فى مصر وقرروا أن يكون عملهم فى صمت وإنكار ذات لا يبتغى القائمون به إلا وجه الوطن، واختاروا اسم "الرواد" يعبرون به عن جهودهم الرائدة.
وتقوم فلسفة الجماعة على أن الفرد والمجتمع طرفان متفاعلان يؤثر كل منهما فى الآخر، وأن المجتمع يرقى بما يبذله أفراده من جهود لحفظ كيانه وتحقيق ذاته، وترى الجماعة أن للفرد حقوقا وعليه واجبات. ولتحقيق رسالتهم وجهوا جهودهم للطبقات الأقل حظا فى المجتمع من سكان الأحياء الشعبية وغير المتعلمين، وللشباب الجامعى، بجانب جهود متنوعة لخدمة الوطن، فهم يقدمون الخدمات التعليمية والصحية والثقافية والفنية والرياضية والحرفية لكافة أفراد الأسرة والمجتمع (الأم الحامل، والطفل الرضيع والشباب والشابات والعجائز والمسنين).
وتهتم جماعة الرواد بالخدمة الطبية من خلال اللجنة الطبية بالجماعة والتى أصدرت العديد من التقارير الهامة عن أعمالها ومنها نظم الخدمة الطبية فى مصر، ومشكلة الأدوية، والمشكلة السكانية، والتعليم الطبى.
وإذا انتقلنا للعمل الثقافى بجماعة الرواد نجد أنه بدأ منذ عام 1997، وقدمت اللجنة نشاطا ثقافيا على مدار 25 عاما، وتعقد ندوتها الثقافية فى الجمعة الثانية من كل شهر فى تمام الساعة السادسة مساءً بمقرها الكائن فى 17 شارع سليمان الحلبى بوسط البلد، وتناولت اللجنة الثقافية عددا من القضايا منها التنمية الاقتصادية فى مصر، ودور الثقافة فى حياة الإنسان، وقضايا مصر فى القرن العشرين، والقضية السكانية، والبطالة، والتطوع.
وفى الجمعة الثانية من شهر مايو كان اللقاء الرائع والاحتفالية العلمية والفنية لتكريم الدكتور العالم الجليل والإنسان النبيل عاشق الوطن محمد رءوف حامد بحضور مجموعة من أصدقائه الأكاديميين والسياسيين والمفكرين والفنانين والموسيقيين ومن الباحثات والباحثين الذين تعلموا على يديه ارتباط العلم بالمجتمع والناس والوطن، وتوظيف البحث العلمى لخدمة البشرية جمعاء
كل الشكر والتحية لجماعة الرواد على هذه الأمسية الطيبة، وكل التقدير لعطاء أستاذنا دكتور محمد رءوف حامد.