قدم عمر الشريف بعد إصابته بالزهايمر
سمير صبري.. صاحب المقابلة الأخيرة مع أم كلثوم
رحل الفنان سمير صبري، عن عالمنا اليوم الجمعة، عن عمر ناهز الـ 85 عامًا، تاركًا إثرًا كبيرًا ومميزًا من الأعمال الفنية، كما قدم العديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية أشهرها “النادي الدولي” و"هذا المساء".
وقال عالم الآثار زاهي حواس، عن الراحل:"رحلة الفنان العظيم سمير صبري مع الفن، رحلة طويلة ومثمرة، قام خلالها بالتمثيل والرقص والغناء وتقديم البرامج التليفزيونية، وكان في كل ما قدمه من فن، وفي أي دور قام به أو أداه متميزا ومؤثرا وعلامة فارقة.
وأضاف “حواس”:"شاهدت لصبري أدوارًا سينمائية لا يستطيع أداءها سوي ممثل عالمي محترف من نوعية خاصة نادرة".
وبدأ سمير صبري مشواره وهو لا يزال طالبا في كلية فيكتوريا قبل تخرجه في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وكانت بداياته في الإذاعة مع لبني عبد العزيز، حيث عمل معها في “ركن الطفل”. بعد ذلك قدمته الإذاعية آمال فهمي في برنامج “النادي الدولي”، بإذاعة الشرق الأوسط. وبالمصادفة وجد سمير صبري نفسه يعمل مقدما في مهرجان الإذاعة والتليفزيون الأول، وفوجئ بنفسه يقدم نجوما عالميين إلي خشبة المسرح، بل يتحاور معهم ويلقي دعاباته، كما لو كان صديقا شخصيا لهؤلاء النجوم.
ويتابع “حواس”:"حطم سمير صبري كل التقاليد، ولم يفعل ما هو مطلوب منه فقط، فما كان إلا أن لفت أنظار الناس إليه بلباقته وتمكنه من الإنجليزية، بعدها قرر دكتور عبد القادر حاتم وزير الثقافة والإعلام، أن يقدم سمير صبري برنامج “النادي الدولي” في التليفزيون المصري".
دخل سمير صبري في وقت قصير كل بيت به جهاز تليفزيون، واستطاع أن يبهرنا بمقابلاته مع نجوم السياسة والفن والثقافة، وكان من بين ضيوفه السلطان قابوس. والملكة فريدة، والشيخ زايد آل نهيان، وأم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، ومحمد علي كلاي، ومحمد عبد الوهاب، وداليدا، وفكري أباظة، وأحمد رامي، وفاتن حمامة، وآخرين.
ــ أول لقاء مع الدكتور زاهي حواس في النادي الدولي
ولفت الدكتور زاهي حواس، إلى أن برنامج “النادي الدولي” كان سبب أول معرفة له مع سمير صبري: “فوجئت به في أهرامات الجيزة يطلب تسجيل برنامجه من أمام ”أبو الهول"، وكنت في ذلك الوقت مفتش آثار الهرم. ورأيت بعيني كيف يهتم سمير صبري بكل تفصيلة لكي تخرج الحلقة في أكمل شكل، احتراما للمشاهدوللضيف الذي يقدمه للناس.
كانت المرة الثانية لي أقف فيها أمام كاميرا التليفزيون، ومهما وصفت فلن أستطيع أن أصف الخوف والهلع والحالة البائسة التي كنت عليها، رهبة من فكرة الظهور علي شاشة التليفزيون… نعم كنا نقدر كل عمل نقوم به، ويدفعنا خوفنا من الفشل إلي النجاح دائما.
وواصل “حواس”:“لا ننسي برنامج ”هذا المساء" الذي قدمه سمير صبري، ولا تزال إلى يومنا هذا تحاول فضائيات كثيرة تقليد البرنامج في الشكل والمحتوي والمضمون. وإلى وقت قريب كان سمير صبري يقدم برنامج “ماسبيرو”. وبالطبع هناك أحداث لا يمكن نسيانها. منها تقديمه آخر مقابلة وآخر ظهور لكوكب الشرق أم كلثوم قبل وفاتها.
كذلك لا أنسي أن سمير صبري قدم أروع تحقيق تليفزيوني عن رحيل سعاد حسني، كما قدم النجم العالمي عمر الشريف بعد أن أصيب بــ"الزهايمر"، واحترمته وقدرته، لتقديمه النجمي العالمي في أبهي صورة له. محافظا عليه نجما تعشقه الجماهير.