كيف نجحت مصر في الحفاظ على انخفاض معدل إصابات كورونا؟
هدوء حذر تشهده بعض الدول في الوقت الحالي ومنها مصر من انخفاض أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد الذي أرهق العالم أجمع لأكثر من عامين تقريبًا، ولكن يمكن القول أنه أصبح يمكن السيطرة على تفشي الفيروس ولكن هذا لا يعني انتهاء الأزمة بحسب تصريح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، الذي قال إن الحديث عن انتهاء جائحة كورونا أمر غير منطقي في التوقيت الحالي، فى ظل وجود دول لم تصل إلى معدل التطعيم الذي حددته منظمة الصحة العالمية وهو 70% من المواطنين.
وأضاف أن من غير المتوقع دخول مصر موجة جديدة من فيروس كورونا خلال الفترة الحالية في ظل التوسع في عملية تطعيم المواطنين بلقاحات كورونا.
لقاح كورونا الأساس
وهو ما أكده الدكتور محمد أبو عامر، أستاذ علم المناعة بجامعة المنوفية، أن مصر في الوقت الحالي تشهد فترة راحة من فيروس كورونا وما يصاحبها من انخفاض أعداد الإصابات والوفيات، والأساس في هذه الراحة هو التطعيم بلقاح فيروس كورونا الذي يخفض من معدل الإصابات بشكل كبير.
وأوضح أبو عامر، في تصريحات لـ"الدستور"، أن توسع وزارة الصحة في توفير لقاحات كورونا بمختلف أنواعها وكذلك توفير الجرعات التنشيطية والمعززة ساعد في انخفاض أعداد الإصابات بشكل كبير، وهو ما انعكس بدوره في خفض الضغط على النظام الصحي المصري وعدم الحاجة لدخول المريض إلى المستشفى أو الحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي والوصول لمراحل حرجة تحتاج إلى الرعاية المركزة.
وذكر أبو عامر أن التحورات الجديدة لفيروس كورونا كانت أقل حدة من التحورات السابقة وإن كان هذا لا يعني أنها لم تك أكثر وأسرع انتشارًا من المتحورات السابقة، ولكنها كانت الإصابة بها مثل الإصابة بدور برد بسيط لا يتخيل معه الشخص أنه مصاب بفيروس كورونا على الأرجح.
واستكمل: أن مدة احتضان الفيروس كانت لا تزيد عن يومين او ثلاثة على عكس المتحورات الأخرى مثل متحور دلتا الذي كان يستغرق اسبوع أو أكثر، كل هذه العوامل ساعدت في تقليل معدل الإصابات، خاصة مع التطعيم بلقاح فيروس كورونا.
تقليل مستشفيات العزل نتيجة خفض الإصابات
وبالفعل في أبريل الماضي أعلن الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، أنه بالتزامن مع انخفاض نسب الإصابات بالفيروس، تم تقليل أعداد المستشفيات المخصصة للعزل الكامل، إلى 4 مستشفيات فقط هم العجوزة، قها العديسات، النجيلة.
كما تم تقليل أعداد مستشفيات العزل الجزئي ل16 مستشفى تشمل الشيخ زايد آل نهيان، تأمين صحي مدينة نصر، المطرية التعليمي، الهرم، تمي الأمديد، تأمين صحي الفيوم، العجمي، الباجور، الخارجة العام، تأمين صحي سوهاج، ناصر المركزي، كفر الزيات، كفر الدوار، ملوي، أسوان، بلطيم.
وكان من ضمن الأسباب الرئيسية التي ساهمت في خفض معدلات الاصابة بفيروس كورونا هو التوسع في توفير لقاح فيروس كورونا، وبالفعل بلغ عدد المواطنين المحصنين بجرعتين من لقاح فيروس كورونا 34.8 مليون مواطن، في حين بلغ عدد المواطنين الملحقين بالجرعة الأولى نحو 45.2 مليون مواطن، وحصل أكثر من 3 مليون مواطن على الجرعة التنشيطية.
الفرق الطبية لها الدور الأكبر في الوصول إلى هذا الاستقرار
وقال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ أمراض الباطنة، إنه في البداية يجب تقديم الشكر إلى الفرق الطبية ووزارة الصحة على المجهود المبذول خلال الفترة الماضية لمواجهة فيروس كورونا المستجد والوصول إلى هذه المرحلة من الاستقرار في المنحنى الوبائي للفيروس ووصول مصر إلى مرحلة الهدوء والراحة من الفيروس.
وأوضح عز العرب، في تصريحات لـ"الدستور"، أن الوصول للمناعة المجتمعية بالتطعيم بلقاح كورونا يسهم بشكل كبير في خفض معدلات الإصابة والتي نأمل أن نصل إليها بحلول أشهر الصيف الجاري بتطعيم ٧٠% من المواطنين حتى نضمن استقرار الوضع وعدم الدخول في موجات جديدة، وأن تكون أقل حدة إذا شهدنا أي متحورات جديدة.
وأضاف أنه العالم وفر ما يقرب من ١١ مليار جرعة من لقاح كورونا وبهذا نصل لأكبر حملة تطعيم في التاريخ، ما يؤكد حرص الدول على خطة التطعيمات المطلوبة، وفي مصر نسعى لتحقيق نسب متحققة في التطعيم للوصول للمناعة المجتمعية المطلوبة.