سر 12 عامًا من الخلافات بين الزعيم ووحيد حامد.. «الساحر» أنهاها بـ«سوق المتعة»
الزعيم عادل إمام والكاتب الكبير الراحل وحيد حامد، أيقونة فنية لن تتكرر على مدار التاريخ الفني، كونا ثنائيا ناجحا ومميزا منذ أن بدأ أول تعاون بينهما من خلال العمل الدرامي الأضخم "أحلام الفتى الطائر" عام 1978 وحقق المسلسل نجاحًا كبيرًا، دفع الثنائي ليكونا شراكة سينمائية طويلة الأمد دامت لأكثر من ربع قرن، قدما خلالها أكثر من 10 أعمال سينمائية، تربعت على عرش القائمة وحازت على العديد من الجوائز العالمية، وحافظت على صدارة الإيرادات لسنوات طويلة، وتناولا فيها العديد من القضايا السياسية والاجتماعية.
وعلى الرغم من الصداقة والعشرة وشراكة النجاح التي دامت لسنوات طويلة فإنه مثل أي علاقة ممتدة يتخللها العمل شابها الخلافات، نظرا لاختلافات وجهات النظر، ولكن لأن الثنائي كان مبدعا وكانا مثل الأخين عادت الأمور إلى طبيعتها بعد فترة وصلت إلى 12 عاما، وعاد التعاون الفني من جديد بعد سلسلة من «المناوشات الفنية» خلال تلك الفترة.
ومالا يعرفه الكثيرون أن هناك عدة أسباب خفية، وليس سببا واحدا كما نشر البعض، وتسبب فى الخلافات بين الثنائي وهو ما حدث في عام 2009 عندما رفض الزعيم أحد السيناريوهات التى كتبها المؤلف الكبير، وقال له "مش هو ده يا وحيد" كان يعني أن حكاية الفيلم لم تعد مناسبة له الآن، ثم خاض تجربة فيلم "زهايمر" بنفسيّة تائه عجوز يصرّ على خلطته السحريّة التى فقدت إغراءها أمام شبَّاك التذاكر، وقدرتها على إضحاك الجمهور، حسبما ذكر وحيد حامد في أحد اللقاءات.
وأضاف المؤلف الكبير أن الزعيم خاض تجارب سينمائية ضعيفة لا تليق به، وكان يحاول أن يداوى هزائمه فى سوق السينما، وشبَّاك التذاكر بالعمل مع مؤلفين ومخرجين جدد، فبدأ يستعين بعمرو عرفة ونادر صلاح الدين لفيلم "زهايمر"، ما جعل "وحيد" يرسل إليه فيلمًا جديدًا كى ينقذه من النهاية المأساوية لأى فنان كبير، ولكنه رفضه وأعاده إليه، ما جعل وحيد يتأكَّد أنهما لن يجتمعا في أي عمل مجددًا.
ولكن حقيقة الأمر أن الخلافات بدأت بين الثنائي عام 1998، وروى ذلك الكاتب الكبير وحيد حامد، خلال أحد حواراته مع صحيفة "الأحرار" فى نفس العام، قائلاً: "خلافى مع عادل إمام بسبب مشهد مسروق من (الإرهاب والكباب)، شعرت بأن هناك مشهدًا من فيلم (الإرهاب والكباب) الذى قمت بتأليفه منقولًا بالمسطرة لفيلم آخر لعادل كان قد كتبه مؤلف غيرى".
كما أكد المؤلف والسيناريست الكبير الراحل وحيد حامد، فى أحد الحوارات الصحفية التى أجراها مع "الدستور" عام 2012، حول علاقته بعادل إمام: "عادل إمام أنا وهو فاهمين بعض من غير ما نتكلم، فما بالك لو اتعاتبنا عن بُعد وهذا ما حدث بيننا بالفعل ذات مرة، حينما كنت أتحدث عن فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" وقُلت ده أحسن فيلم فى حياتي"، وهو ما استفز الزعيم عادل إمام، وأغضبه كثيرًا ، ولكنه لم يستطع كتمان غضبه سرعان ما قام بالاتصال بي قائلاً: "يعنى يا وحيد فيلم اضحك الصورة تطلع حلوة ده أحسن فيلم فى حياتك؟ أحسن من "المنسي" مثلا و"الإرهاب والكباب" يا وحيد؟ والمنسى؟ والنوم فى العسل؟ وطيور الظلام يا وحيد؟ فكّر تاني".
وأضاف: "عادل بطبعه يبتز أصدقاءه نفسيًا كى يوافقوه على آرائه طوال الوقت، ولكي أخرج من الموقف برد دبلوماسي، وقتها قلت له: "أنت عارف يا عادل، المؤلف بيقول على آخر أفلامه، لكن أنا بينى وبينك مشوار كبير وأفلامنا ستظل محفورة فى تاريخ السينما وستعيش مع الجمهور على مر الزمان".
"الساحر".. شاهد على الصلح بـ"سوق المتعة"
ظلت العلاقة متوترة بين الثنائي، لكنها لم تكن قطيعة كما أشاع البعض، وفي عام 2000 قدم الكاتب الكبير وحيد حامد فيلم "سوق المتعة" للنجم الكبير الراحل الساحر محمود عبد العزيز، بقيادة المخرج الكبير سمير سيف، وأثناء فترة التصوير ظل يستقبل المؤلف الكبير أصدقاءه المقربين، وذلك لأن الفيلم كان يتم تصويره بأحد الفنادق الكبرى التى ارتبط بها "حامد" طيلة حياته، وهناك كانت نقطة الملتقى وحدث التصالح بينه وبين الزعيم عادل إمام، حيث إن الفيلم كان قد كتب خصيصًا للنجم عادل إمام، ولكنه اعتذر عنه، وقام ببطولته النجم الكبير الراحل محمود عبد العزيز، كما ذكرنا، وحينها ذهب الزعيم ليهنئ صديقه ويتصالحا، وتنتهى فترة من الخلاف بينهما.
10 أفلام لـ"الزعيم وحامد" برزت فى تاريخ السينما المصرية
وكان قد قدما الثنائي أكثر من 10 أعمال سينمائية برزت فى تاريخ السينما المصرية، بدأت بفيلم "انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط" عام 1981، ثم فيلم "الإنسان يعيش مرة واحدة"، وكان ثالث أعمالهما السينمائية "الغول" الذى أثار أزمة حادة مع الرقابة على المصنفات، بسبب مشهد النهاية، إذ قتل فريد شوقي بالساطور على يد عادل إمام، وكان الفيلم من إخراج سمير سيف.
وفي عام 1991 قدما فيلم "اللعب مع الكبار"، وكان بداية العمل مع المخرج شريف عرفة، ومن ثم كونوا مثلث النجاح وقدموا 4 أفلام متتالية ضخمة، وهي "الإرهاب والكباب" عام 1992 و"المنسي" عام 1993، و"طيور الظلام" عام 1995، ثم "النوم في العسل" عام 1996.
وبعد غياب 10 سنوات من التعاون عاد وحيد حامد وعادل إمام للتعاون مرة أخرى فى عام 2006، وقدما فيلم "عمارة يعقوبيان"، وكان باكورة النجاح بينهما وبين المخرج مروان حامد نجل الكاتب الراحل وحيد حامد.