الرواية فن المراجعة
خيري دومة: المتقدمون لجائزة يحيى الطاهر يبشرون بجيل واعد في القصة القصيرة
قال الناقد الدكتور خيري دومة، عضو لجنة تحكيم جائزة يحيى الطاهر عبد الله للقصة القصيرة: "في الأساس عملي في القصة القصيرة، وأنا من محبيها وأشد المعجبين بها، رغم كل ما قيل ويقال عن فن الرواية ففن القصة القصيرة فن مميز جدا وموجود مثل الأشياء الطبيعية، وإن كنت أشعر بأن فن القصة القصيرة يتراجع، وكتابها يقلون، وصداهم يقل والدراسات التي تكتب عنهم وعن إبداعهم يكاد يكون نادرا، بينما الرواية مكتسحة.
وتابع “دومة” في تصريحات لـ“الدستور”: حضور فن القصة القصيرة في شكل جائزة يحيى الطاهر عبد الله للقصة القصيرة أو حتى غيرها من جوائز القصة القصيرة أمر عظيم جدا، والأعظم بالنسبة لي أن أكون مشتركا في جائزة تحمل اسم يحيى الطاهر عبد الله. ممتن جدا لهذه الجائزة، لأنها وضعتني في سياقين، سياق القصة القصيرة، وسياق القاص والكاتب يحيى الطاهر عبد الله، وهو علم القصة القصيرة المهم بالنسبة لنا. إذن الأثنين مهمين، الاهتمام بالقصة القصيرة، وأيضا ذكر يحيى الطاهر عبد الله، وهو واحد من أصحاب البصمات المهمة والمميزة، من المؤسسين جيل الستينيات في القصة القصيرة.
ولفت دكتور خيري دومة إلى أن: المتقدمين إلي جائزة يحيي الطاهر عبد الله للقصة القصيرة، وصلت أعمالهم إلى 29 مجموعة قصصية، من بينهم عشرة أو خمسة عشرة كتاب ممتازين، تم اختيار خمس مجموعات من بينهم، كل كاتب منهم لديه اتجاهه المميز به وعنده عالمه وموضوعاته وأساليبه المميزة، وكل كاتب منهم يجرب تكنيكات مختلفة.
وحول اكتساح فن الرواية مقارنة بالقصة القصيرة أضاف “دومة”: ناقشنا هذا الأمر كثيرا في المؤتمرات، وقد يكون هذا التراجع بفعل فاعل بسبب النقد في بعض الأحيان، أيضا الرواية فن مرعب، لأنها تستوعب العديد من التنويعات، كما أن الرواية هي فن المراجعة، خاصة وأننا كنا نحتاج لهذه المراجعات خلال الثلاثين عام الماضية. ففي الستينيات كانت القصة القصيرة هي الصيحة والكل أتجه إلى كتابتها، لكتابة تجربة 67 وآلامها، ونفس كتاب الستينيات عندما وصولوا إلى الثمانينيات بدأ جميعهم في المراجعات، بمعني استعادة تجاربهم وتجارب جيلهم، حتي من الملاحظ أننا بدأنا في استعادة البدايات أيضا منذ القرن التاسع عشر، خاصة وأن التاريخ أصبح أيضا وسيلة للمراجعة، لذا اكتسح فن الرواية، لأنها الفن المستوعب لفكرة المراجعة، بينما القصة القصيرة لحظية أكثر ومعبرة عن ألم حاضر بما فيها من تكثيف وغيره، إلا أنها لا تجدي في مسألة المراجعات.
وعلى سبيل المثال، كتب جمال الغيطاني “التجليات”، وبهاء طاهر كتب “الحب في المنفي”، وهي أعمال معبرة عن فكرة المراجعة، لكن بعدها لاحظنا أيضا أن هناك كتاب آخرين بدأوا في أمر مراجعة التاريخ بأكمله، بداية من الحملة الفرنسية والثورة العرابية لمعرفة أصل الداء ومن أين بدأ.
وكانت دار “المرايا” للثقافة والفنون، قد شهدت مساء أمس حفل إعلان الدورة الثانية لجائزة يحيي الطاهر عبد الله، بحضور ابنته الدكتورة أسماء يحيي الطاهرة، الكاتبة عبلة الرويني، الناشرة فاطمة البودي وأعضاء لجنة التحكيم: دكتور خيري دومة، والسيناريست الكاتب عبد الرحيم كمال، وتغيب عضو لجنة التحكيم الكاتب حسن عبد الموجود لظروف خاصة.
وقد أعلنت الناشرة دينا قابيل، مدير دار المرايا للثقافة والفنون، تولي الدار نشر المجموعة القصصية الفائزة بالدورة الثانية لجائزة يحيي الطاهر عبد الله للقصة القصيرة، وهي مجموعة “فوضي الدم”، للكاتب الشاب ياسين محمود عبدالظاهر. والتي اختيرت ضمن خمس مجموعات قصصية تأهلت إلى القائمة القصيرة وهي: "العاقرات ينجبن أحياناً" للكاتب أحمد إيمان زكريا - "لقمة العفريت" للكاتب أحمد جلال طاحون - "جليد ملتهب" للكاتب محمد أبو زيد - "سيفان لمحارب نينجا" للكاتب مصطفى الريس.