«لازم ينطفي فيه نور مسرحي» اعترافات الأيام الاخيرة لتوفيق الحكيم مع صلاح منتصر
زار صلاح منتصر توفيق الحكيم وهو على فراش المرض في أيامه الأخيرة، ليحصل منه على الحديث الأخير قبل الرحيل.
دخل “الحكيم” مستشفى المقاولون العرب رقم 414 للعلاج، وطلب من “منتصر” أن يكتب له كل ما يريد من أسئلة ويرد عليها كتابة.
كشف “الحكيم” عن آرائه في علاقة طه حسين وعباس العقاد، إذ قال، إن "العقاد" كان يرى أن طه حسين يطلق الشعارات دون توضيح، فعبارة، التعليم كالماء والهواء تحتمل أي معنى، قال “الحكيم”: "يكفي جدا لمن عنده رغبة وطموح، وأنا شخصيا المثل الحي، لم أدخل غير المدرسة الابتدائية وتعلمت القراءة والكتابة ولغة أجنبية وهي الإنجليزية بمستوى أول بدائي جدا".
وحسبما روى “الحكيم” لم يكتب "العقاد" ليعارض طه حسين في عبارة “الماء والهواء” لأن المجتمع يقدس الشعارات. حسب "الأهرام" 23 يناير 1996.
وفي زيارة أخرى، اعترف "الحكيم" أنه لم يدعو الله أبدًا أن يأخذه في جواره مثل هذه المرة، فهو يشعر أن مهمته في الحياة انتهت، فهو يتصور أن مسرحًا آخر الليل، انصرف عنه الجمهور والممثلين، والعمال والموظفين، إلا من عامل صغير من المفترض أن يطفىء الأنوار في الوقت المناسب ":" الآن هو ده المناسب اللي لازم ينطفي فيه نور مسرحي".
كانت هذه المرة التي تحدث فيها توفيق الحكيم وقت مرضه عام 1984، وكان يعاني وقتها من هبوط شديد في القلب، وحسبما روى، كان الأطباء يتوقعون قرب نهايته "كانوا بالفعل ماسكين السماعات ومنتظرين آخر دقة تقف كي يعلنوا الوفاة".
ورغم تدهور حالته، عادت له الحياة من جديد، علا النبض، وكأن الله أبقى على حياة "الحكيم" الذي عبر لـ "منتصر" قائلًا: "ربنا بيقولي استنى، إنت مش هتموت دلوقتي".
طلب صلاح منتصر من توفيق الحكيم، أن يفكر في كتابة رواية أو مسرحية، أو خواطر، لكن "الحكيم" استنكر سؤاله وطلبه قائلا: "أنا كتبت 100 كتاب و80 مسرحية، تعرف ايه اللي عرفته بعد كل هذا خلال مرضي، عرفت إن ربنا أراد أن يعد في حياتي حتى أرى وأنا في حالة وفاتي أن كل أعمالي التي تعتب العمر فيها لا قيمة لها، لأن المجتمع تغير".