أحمد الرافعي يكشف لـ«الدستور» سر تألقه فى دور «مفتى الإرهاب» بملحمة الاختيار
استطاع الفنان أحمد الرافعى، أن يجذب اليه الأنظار إليه خاصة بعدما حقق نجاحًا كبيرًا بتجسيده شخصية مفتى الإرهاب عمر رفاعى سرور فى الأجزاء الثلاثة من ملحمة «الاختيار».
«الدستور» تواصلت مع الرافعي، ليكشف لنا سر تألقه فى تجسيد شخصية عمر رفاعى سرور، لدرجة استفزت المشاهدين والنقاد، ومن جانبه أعرب عن فخره بالمشاركة فى أحداث الاختيار، معربا عن سعادته البالغة بردود الأفعال التى يتلقاها على الدور قائلًا: من حسن حظى أن شاركت فى عمل وطنى مشرف بحجم «الاختيار»، والحمد لله كل عام يستجيب ربنا لدعواتى بأن أشارك فيه، فقد شرفت بالمشاركة فى عمل تاريخى سيعيش مع الأجيال.
وأضاف: ردود الأفعال تثبت أن كرم ربنا كبير، لأن النتائج كانت تفوق الخيال وتتجاوز سقف توقعاتى، ولا يمكن أن أنسى تكريمى بسبب تلك الشخصية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال الندوة التثقيفية الـ٣٢ للقوات المسلحة، وفى الذكرى الـ٤٧ لانتصارات أكتوبر، وأنا غارق فى غمار الفخر بسبب هذا التكريم، خاصة أن ظروف خروج العمل بهذا النجاح كان وراءها انضباط وجدية وموضوعية.
أما عن تحضيراته الخاصة لتجسيد شخصية مفتى الإرهاب عمر رفاعى سرور قال «الرافعي»: لم يكن ممكنًا أن أتصدى إلى ملف التطرف إلا بعد الدراسة، وأحمد الله أننى، وإلى الآن، لم أنقطع عن طلب العلم، سواء العلم عامة أو العلم الشرعى بصورة خاصة، وحتى الآن ما زلت مقيدًا فى صفوف الدارسين فى «الرواق الأزهرى».
وأضاف أنه من حسن حظى أننى تعرضت لملف التطرف الدينى قبل أن يسند إلىَّ أداء شخصية «عمر رفاعى سرور» فى «الاختيار»، ففى عام ٢٠١٢ وعندما تم تعيينى ممثلًا ومخرجًا فى مسرح الدولة تعرضت فى إطار عملى للتطرف الدينى والتطرف اللادينى أيضًا، لأن هذه الفترة كانت مضطربة تمامًا، وكان لا بد لى من الدراسة للتصدى لما حولى.
وتابع «الرافعي»: بعد الانتهاء من دراستى بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وقبل حصولى على دبلومة الدراسات العليا فى الإخراج المسرحى، كنت قد انتهيت من دبلومة الدراسات العليا بمعهد الدراسات الإسلامية، وعندما أُسند إلىَّ أداء الشخصية كنت مطالبًا بتحليل شخصية «عمر» ودراسة أبعادها، والتعرف إلى ماهية أفكاره وتكوينه الفكرى، خاصة أن والده «رفاعى سرور» هو الأب الروحى للتيارات السلفية الجهادية، والذى يستمد أفكاره من سيد قطب وأبوالأعلى المودودى.
وكان الاطلاع على الأشياء التى كونت عقلية وطريقة تفكير «عمر» شيئًا أساسيًا، لذا كان علىَّ التوغل فى أطروحة سيد قطب، ولم يكن ذلك ممكنًا دون دراسة وتمحيص الكتاب الفائق «الحق المبين فى الرد على من تلاعب بالدين»، للدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئاسة الجمهورية للشئون الدينية.
واختتم الرافعى حديثه قائلا: قد اعتمدت على أطروحات «رفاعى سرور»، لأنه والد «عمر»، وقرأت مؤلفاته، خاصة «الذئاب ترعى الغنم»، و«الملامح السياسية للحركة الإسلامية»، ومن المؤكد أن تلك الكتب هى التى شكلت وجدان نجله، بالإضافة إلى أنى استمعت لتسجيلات بصوت «عمر» نفسه، فى إطار الاستعداد لتجسيد شخصيته.