نجيب محفوظ وصلاح أبو سيف.. 50 عاما من الصداقة
كثيرون هم الذين يعلمون قصة صلاح أبو سيف الذي علّم أديب نوبل كتابة السيناريو، لكن البعض لا يعرفون تفاصيل هذه الحكاية، التي رواها نجيب بنفسه لكل الناس، وقال: «صلاح أبو سيف هو الذي علمني كيف أكتب سيناريو، وصاحب الفضل عليّ، فلولاه ما كتبت ورقة واحدة للسينما».
لكن صلاح أبو سيف كان له رأي آخر في حوار نادر له مع جريدة الأخبار عام 1988، قال: «نجيب محفوظ يبالغ في هذه الحكاية، وهذه المبالغة ترجع إلى أنه شخص متواضع جدا، متواضع إلى أقصى الحدود، والحقيقة أنه صاحب ذهن متفتح ويُعتبر كاتبا دراميا من الطراز الممتاز وعندما اكتشفت هذه الخطوط في رأسه نبهته إلى السينما وإلى أنه يستطيع أن يساهم فيها وقد كان».
اللقاء الأول لنجيب محفوظ وصلاح أبو سيف
يحكي صلاح أبو سيف تفاصيل لقائه الأول مع نجيب محفوظ، قال: «كان لقاؤنا الأول عام 1945 وقت فيلم مغامرات عنتر وعبلة، هو أول أعمالنا وكتب نجيب السيناريو لها».
والحقيقة قد أدهشني نجيب محفوظ بالعمل معه، فهو كإنسان يتمتع بروح مرحة وفكاهة، ويستطيع أن يلقي بالنكتة في أي وقت.
أما نجيب محفوظ فقال شهادته عن أول لقاء: «كلمني صلاح أبو سيف في منتصف الأربعينيات، وطلب مقابلتي، وقال إنه قرأ روايتي عبث الأقدار، علشان أكتب سيناريو معاه، والحقيقة كنت مبسوط حبا في التجربة، وحبا في ثمنها، وتعلمت منه كل شيء».
ماذا فعل صلاح أبو سيف عندما فاز صديقه بنوبل؟
بعد فوز نجيب محفوظ بنوبل قال صلاح أبو سيف: «الدنيا لم تسعني من الفرحة، أحسست أن مصر كلها والعرب كلهم هم الذين حصلوا على الجائزة وليس نجيب محفوظ وحده، أو صلاح أو سيف، كان المناخ في هذا اليوم بالذات كئيبا، وكل الصحف تتحدث عن هزيمتنا في "سول" وكان شبح الهزيمة الرياضية يعلو فوق كل الرءوس إلى أن فاز نجيب بنوبل، فأعاد لنا الثقة والفرحة، أما أنا فكنت في قمة السعادة والنشوة وكنت أتوقع حصوله عليها منذ ربع قرن، وبالتالي فقد شعرت أن الحق عاد إلى أصحابه».
نجيب محفوظ ينعى صلاح أبو سيف: «فقدت صديق عمري»
حين مات صلاح أبو سيف، نعاه صديقه نجيب محفوظ في مقاله بـ«الأهرام»، وقال: «توفى واحد من أهم أصدقاء العمر، هو صديقي صلاح أبو سيف».
وروى نجيب محفوظ قصة صعودهما في مجال السينما وكيف كان صلاح أبو سيف كريما عليه حين كان لا يعرف أي شيء عن عالم السينما.
وأكد أن «أبو سيف» برحيله ترك أثرا بالغا في نفسه، مشيرا إلى أن علاقتهما امتدت إلى خمسين عاما من لقاءات إنسانية وعمل متواصل لم ينقطع حتى آخر لحظة من عمره.