حصار الذهب الأسود.. أوروبا تستعد لحظر النفط الروسى وتخشى العواقب
تستعد دول الاتحاد الأوروبي لفرض حظر تدريجي على النفط الروسي بسبب حرب موسكو على أوكرانيا، وسط مخاوف من تضرر دول القارة العجوز أكثر من روسيا بسبب صعوبة إيجاد بدائل للنفط والغاز الروسيين.
خسائر روسيا
تنتج موسكو حوالي 10 ملايين برميل نفط يوميا، فيما قدرت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير لها الشهر الجاري، أن روسيا قد تضطر إلى تقليص إنتاج النفط بنسبة 30% بسبب تراجع الطلب ما يعني انخفاض الإنتاج الروسي بحوالي 3 ملايين برميل يوميًا.
في حال طبق الحظر على روسيا سيتضرر اقتصادها بشدة، حيث شكل النفط والغاز 36% من إجمالي الميزانية الروسية عام 2021.
وبحسب تقارير لوكالة الطاقة الدولية تحصد روسيا 400 مليون دولار يومياً من تصدير الغاز لأوروبا، و700 مليون دولار يومياً من صادرات النفط، وكل هذا معرض للخسارة مع تنفيذ قرار الحظر.
حجم اعتماد أوروبا على طاقة روسيا
تعتبر روسيا أكبر مورد للطاقة للقارة الأوروبية، حيث يستورد الاتحاد الأوروبي 40 % من الغاز الطبيعي من روسيا حوالي 27 % من واردات النفط، بجانب 46 % من واردات الفحم.
وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي اعرب قادة عن التزامهم بخفض استخدام الغاز الروسي بنسبة 66 % العام الجاري، ووضع عام 2027 كآخر موعد لإنهاء الاعتماد كلية على مصادر الطاقة الروسية سواء غاز او نفط أو فحم.
وفي 2021 فقط، استورد الاتحاد الأوروبي من روسيا 30 % من مشترياته من النفط و15 % من مشترياته من المشتقات النفطية.
وبلغت قيمة مشتريات أوروبا من النفط الروسي العام الماضي حوالي 80 مليار دولار مقابل 20 مليار دولار لواردات الغاز.
عقبات أمام أوروبا
ومع هذا يلاقي تطبيق مثل هذه الخطة صعوبات كبيرة، فسبق أن أكد مسؤول أوروبي الأسبوع الماضي، أن قرار حظر النفط الروسي ليس من السهل تنفيذه بسبب اعتماد المجر وسلوفاكيا على أنابيب النفط الروسية، وهما غير متصلين بأي أنابيب نفط أوروبية كما أنهما دولتان حبيستان بالتالي يتطلب أولا إقامة بنى تحتية أو إيجاد بدائل لبدء تنفيذ هذا الحظر.
وإلى جانب ذلك تخشى أوروبا من ارتفاع أسعار النفط إذا حظرت النفط الروسي لعدم وجود منتجين قادرين على تعويض المخزون الروسي، ناهيك عن رفض بعض الدول زيادة الانتاج لمنع انهيار الأسعار.