هبة حلاوة: كان أطيب «قاسٍ» رأيته فى الحياة
قالت هبة حلاوة، ابنة الفنان أحمد حلاوة، إن الراحل كان أبًا حنونًا ويتصرف بإنسانية فى كل وقت، وكان يحب المسرح أكثر من أى نوع من أنواع الفنون الأخرى، لأنه يسمح بالتواصل المباشر مع الجمهور.
وأضافت «هبة» أن «حلاوة» كان يتعامل مع طلابه فى الجامعات المختلفة كأب، يساعدهم ولا يبخل عليهم بأى معلومة أو نصيحة، مشيرة إلى أنها سعدت بتكريم الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، لأبيها، وبتعليق صورته بمسرح الطليعة فى ركن «الفنانين العظام».
■ بداية.. كيف كان الفنان الراحل أحمد حلاوة كأب؟
- كان أبًا حنونًا جدًا.. يتصرف بإنسانية فى كل أحواله، كفنان أو أستاذ جامعى أو أب، وحرص على أن يغرس فى أبنائه القيم الدينية والإنسانية، فقد علّمنا الوسطية فى كل شىء.
أبى هو المعادل لكلمة «حب» بالنسبة لى، وهذا ما قلته فى أشعارى، كان يرانى أميرته، وكان أبًا لكل ولد أو بنت فى العائلة.
أبى- رحمة الله عليه- كان لا يبخل على أحد من طلابه بأى نصيحة أو معلومة، وذلك خلال الفترة التى كان يدرس خلالها بأكاديمية الفنون وبجامعة المنصورة وبقسم علوم المسرح بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، كان يقول لهم: «يا بخت من بكانى وبكى عليا ولا ضحكنى وضحك الناس عليا».. هذه كانت طريقته فى التعامل مع أى شخص يحبه، وفى بعض الأحيان كان يرى القسوة شكلًا من أشكال الرحمة.
■ ماذا عن طريقة استعداده لتجسيد الشخصيات؟
- كان يقرأ السيناريو أكثر من مرة، ويكتب ملاحظات تخص الشخصية التى يجسدها، ثم يناقش ملاحظاته تلك مع المؤلف والمخرج.
وكان المؤلفون والمخرجون يستفيدون من خبراته، لأنه ليس ممثلًا فقط، بل مؤلفًا ومخرجًا أيضًا، وما لا يعرفه الجمهور أن أبى له مؤلفات مسرحية ودرامية كثيرة، كتبها أو شارك فى كتابتها.
وكان يتطوع للمساعدة حينما يرى أى مشكلة درامية فى أى عمل فنى يشارك به، وكان لا يهتم بنجاح الشخصية التى يجسدها فقط، بل ينشغل بنجاح العمل ككل.
■ كيف كان يرى المسرح؟
- كان يحب المسرح أكثر من أى نوع آخر من أنواع الفنون، لأنه يسمح بالتفاعل المباشر مع الجمهور، وكان يرى أن أى ممثل لا بد من أن يتعلم على خشبة المسرح.
وصنع أبى مع المخرج سمير العصفورى مجموعة كبيرة من الأعمال، كوميدية وسياسية واجتماعية، مثل «العسل عسل والبصل بصل» و«كلام فارغ» و«كلام فارغ جدًا» على مسرح الطليعة، وتعاون مع الفنان الراحل كرم مطاوع، وقدم للوسط الفنى تلاميذ مهمين، مثل ياسر الطوبجى، الذى تعاون معه فى مسرحية «الديك لما يكاكى» على مسرح الطليعة.
■ بِمَ شعرت حينما تسلمت درع التكريم باسم والدك من وزارة الثقافة؟
- شعرت بسعادة كبيرة، ليس لأنه تكريم، فأبى كان لا يحب التكريمات وعادة يعتذر عن عدم حضورها، لكن لأنه تكريم من الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، والفنان خالد جلال، رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافى.
وكان أبى لا يحب التكريمات لأنه دائمًا كان يقول: «هناك من هم أفضل منى ويستحقون التكريم»، ولم يتحمس لتكريم سوى تكريم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لأنه دليل على نجاحه فى تجسيد شخصية القس فى أعمال كنسية.
وسعدت جدًا بصورة والدى التى أرسلتها صديقتى ابنة الفنان حسن الديب، وجرى تعليق الصورة فى مسرح الطليعة، فى ركن الفنانين العظام.. كانت لفتة جميلة.