ذيول الأنجاس فى سيناء
لا شىء يحدث صدفة.. وما جرى فى آخر أيام إجازة عيد الفطر المبارك من عمل إرهابى جبان وخسيس لم يكن صدفة أيضًا.. واختيار محطة لرفع المياه لم يكن صدفة كذلك.
أسيادهم الذين يحركونهم ويدفعون لهم ويخططون لهم يعرفون ماذا تعنى التنمية فى سيناء.. يعرفون أن كل نقطة ماء تسقى تلك الأرض المباركة تعنى نهايتهم، وقد انتهوا فعلًا.
مَنْ عمّر ويعمّر أراضى سيناء يعرف أيضًا أن نهاية الإرهاب ستكون على يد فلاحينا الذين سيعمّرون هذه الأرض.. ولهذا هم متوترون وخائفون ومذعورون.
وخروجهم بهذا الشكل يستهدفون أبناءنا الذين كانوا يحرسون محطة المياه فى القنطرة لا يعنى أنهم عائدون.. هو خروج الجرذان لحظة حصاد القمح.
من يعرف الفلاحة.. يعرف أن الفئران تعيش طيلة العام مختبئة فى أحواض القمح فى انتظار حصاد سنبلاته حتى تخرج فجأة لتنقض على الحبات.. لكن المياه التى تغمر الأرض عقب الحصاد مباشرة تحصدها.. هى تخاف من المياه لأنها أصل الحياة.. وهى أعداء الحياة.. مجرد فئران لا عقل لها.. ولهذا تغرق عن بكرة أبيها.
لكن لماذا خرجت الفئران فى هذا الوقت بالتحديد؟.. بعضهم أزعجه جدًا ذلك الرد الحاسم القاطع من شعب مصر على دعواتهم المفضوحة للحوار.. بعضهم ممن يعيش فى كندا أو هولندا أو غيرهما من المنافى، ظن أن الرئيس السيسى وهو يقول إن الوطن يتسع للجميع يعنيهم، فراح بعضهم يثرثر بما يظن أنه يخصه وأن الدعوة للحوار الوطنى تشمله وتعنيه، فكان الرد قاطعًا وحاسمًا وموجعًا من الشعب المصرى بكل أطيافه.. لا أمان مجددًا لهؤلاء الأوغاد الخونة القتلة المأجورين.. لا عودة إلى الماضى.. فلا أحد من أهل مصر البسطاء الذين يحبون الحياة يقبل مرة أخرى مَنْ تلوثت أياديهم بالدم.. دم شهدائنا.. وكانت الرسالة الثانية من الرئيس باحتضانه أبناء الشهداء فى حفل إفطار العيد واضحة وجليّة لمن يفهم.. مصر لا تنسى.. وبالأخص لا تنسى شهداءها، ولا تنسى من حرم أبناء هؤلاء الشهداء من عيدهم.
ويبدو أن مواجهتهم بحقيقتهم تلك والإصرار على تسجيلها عبر مسلسل «الاختيار».. وتأكيد الرئيس على صدق ما سجلته الدراما وتحيته لصنّاعها، أوجعهم مجددًا وأخرجهم عن شعورهم ومن أوهامهم.. فهم يعتقدون أنهم سيعودون مثلما عادوا فى مطلع سبعينيات القرن الماضى عندما سامحهم الرئيس الراحل أنور السادات وأخرجهم من السجون.. فقتلوه فى النهاية.
هذه الأيادى الملطخة بالدم.. وتلك العقول القذرة لا تفكر.. هى تسعى للغدر والمكر فقط.. هذه العقول الموصدة على ما تعتقد.. وما تعتقده لن يقبل به مصرى عاقل مجددًا.
أتعبهم جريان الماء من تحت أقدامهم وانصراف داعميهم الإقليميين والدوليين واحدًا تلو الآخر.
فما يعيشه العالم الآن من صراع جديد.. اقتصادى بالأساس.. لا يتسع لهم.. واضطرت بعض الدول التى تؤويهم إلى التخلى عنهم وطرد بعضهم شر طردة إنقاذًا لمصالحها.. فضاق عليهم الخناق.. واعتقد بعضهم مثل الأخ أحمد ندا أن دعوة الرئيس تعنيهم أو لعلهم يختبرون رد فعل الشعب المصرى الذى فاجأهم عبر السوشيال ميديا بما لا يرضيهم، فكان أن قرر بعضهم، سواء بتدبير أو بشكل فردى، تنفيذ إحدى عملياتهم القذرة.. هى مجرد «حلاوة روح»، فهم زائلون إن لم يكن اليوم فغدًا.. وكل شهيد يذهب إلى لقاء ربه ومستقره فى الجنة بإذن الله.. هناك ألف ينتظرون أخذ ثأره.. ولن تعدم مصر الرجال.
أتعب هؤلاء وأسخن الدم فى رءوسهم الأنباء الجارية عن افتتاح مصر، خلال أيام، واحدة من كبرى محطات رفع المياه فى «الحمام» فى الناحية الأخرى من قلب مصر.. «دلتا مصر الجديدة».. أزعجهم أن يكون الشهر المقبل هو الإعلان عن بدء تنفيذ مشروع النهر الصناعى الأعظم فى المنطقة الغربية بطول ١٢٢ كيلو.. بعضها تحت الأرض بمواسير مغطاة.. وبعضها فوق الأرض.
أزعجهم أن ذلك المشروع سيوفر المياه التى تزرع ما يزيد على مليونى فدان جديدة تضاف إلى ما أنجزته مصر فى هذا السياق.. مصر تبنى.. وتستصلح.. وتزرع.. فى الشرق والغرب.. هذا هو الوجع الحقيقى لهؤلاء.. تنمية مصر ومقاومتها كل التحديات وخروجها منتصرة هو ما لا يطيقونه ولا يريدونه.. هل أربكهم قول الرئيس إن ما عطّل الحوار الوطنى والإصلاح السياسى هو الحرب على الإرهاب.. وإننا نبدأ الآن ما تعطل بسبب محاربتهم؟.. هل أدمى قلوبهم التفاف الكل حول هذه الدعوة؟.. هل أزعجهم تخيّل عمل المصريين جميعًا، موالاة ومعارضة، معًا لخير البلاد والعباد؟.
هم يريدونها خرابًا ليجدوا فرصة للعودة وركوب أزماتها مجددًا.. هم يخترعون الأزمات.. وأبواقهم تفتعل كل لحظة ما تحلم بأن يكون أزمة لأهلنا من دعوات غامضة ومريبة وشائعات أسخف عن إفلاس محتمل وقريب.. فيخرج بيان وزير المالية عن الموازنة الجديدة ليؤكد أننا أكثر تماسكًا.. هذه أوهامهم تذهب سدى.. فماذا يفعلون سوى أن تخرج فئرانهم.. فئران الصحارى القذرة أو ما تبقى منها لتوجه أسلحتها إلى قلوب أبنائنا فى عملية قذرة فى الأيام المفترجة والحُرم.. هل يعلم هؤلاء شيئًا عن أيام الله المحرمة؟.. عن العيد؟.. عن الصائمين الأيام البيض؟.. هل يدركون؟.. بالقطع لا.. لكنهم لا يدركون أيضًا أن رصاصاتهم الطائشة تلك سترتد حتمًا إلى صدورهم.. فشعب مصر وجيشه لن يتركوهم إلى أبد الآبدين.