«مغرور وسقيم الفهم».. معارك مصطفى صادق الرافعي مع طه حسين والعقاد
ولد مصطفى صادق الرافعي في قرية بهتيم إحدى قرى محافظة القليوبية عام 1880، لإصرار أسرة والدته أن تلد ابنتهم حيث تقطن أسرتها، لكنه نشأ في طنطا أغلب سنوات حياته.
وعاش «الرافعي» في دمنهور والمنصورة بعض السنوات.
تلقى دروسه الأولى على يد والده الشيخ عبد الرازق، الذي كان رئيسا للمحاكم الشرعية في عدد من أقاليم مصر، قبل أن يستقر في طنطا رئيسا لمحكمتها الشرعية.
حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة دمنهور الابتدائية، وكان والده قد انتقل إلى هذه العاصمة، ثم انتقل "الرافعي" إلى مدرسة المنصورة، حيث نقل والده إلى عاصمة الدقهلية، ونال شهادة الابتدائية بمدرسة المنصورة، ولم كمل دراسته في الثانوية لإصابته بمرض أثر في سمعه حتى انتهى به إلى الصمم، كما أثر في أحباله الصوتية، حتى أوشك أن يحبس صوته، واستطاع النطق بصوت بقيت فيه آثار تلك العلة.
أكمل دراسته الشخصية مثلما فعل "العقاد" وساعدته مكتبة والده أن تعينه على ذلك.
عُين في أول شبابه كاتبا في محكمة طلخا الشرعية عام 1899، ثم نقل إلى محكمة إيتاي البارود الشرعية، وظل مقيما في طنطا، ونشر أول إنتاجه الشعري في الصحف والمجلات، ثم نشر الجزء الأول من ديوانه عام 1903، ونشر الجزء الثاني عام 1904، ثم الجزء الثاني في 1906، وفي 1908 أصدر الجزء الأول من ديوان "النظرات".
عندما أخرج الدكتور طه حسين كتابه «في الشعر الجاهلي» عام 1926، تصدى له «الرافعي» بمقالات حادة نشرت في البداية في صحيفة «كوكب الشرق»، ثم جمعها في مقالات أخرى تتناول قضية القديم والجديد، وصدر الكتاب بعنوان «تحت راية القرآن».
بدأت المعركة عند صدور كتاب «الرافعي» بعنوان «تاريخ آداب عربية» وانتقد طه حسين عام 1912 فزادت المعركة عندما صدر كتاب «رسائل الأحزان» لصادق الرفاعي، إذ انتقده طه حسين: «إن كل جملة من جمل هذا الكتاب تبعث في نفسي شعورا قويا مؤلما بأن الكاتب يلدها ولادة هو يقاسي من هذه الولادة ما تقاسي الأم من آلام الوضع».
حسبما ورد في كتاب «من روائع الرافعي» للرافعي.
وكانت المعركة الأخرى مع الأديب محمود عباس العقاد، إثر صدور طبعة جديدة من كتاب «إعجاز القرآن» ونشر على نفقة الملك فؤاد تقديرا للرافعي ومكافأة على مدائحه، حسب تقرير جريدة «الأهرام 1996».
وصدرت الطبعة بتقريظ من الزعيم سعد زغلول قال فيه: «تنزيل من التنزيل أو قبس من نور الذكر الحكيم»، فاتهم «العقاد» الرافعي بأنه واضع هذا التقريظ، وبدأت المعركة بينهما، واعتبر أن اتهام «العقاد» سببه الغير والحقد عليه.
ووصف «الرافعي» عباس العقاد في كتابه «على السفود نظرات في ديوان العقاد»، بأنه مغرور ومتشاعر سقيم الفهم في العربية.