«لايف ساينس»: باحثون أمريكيون يكشفون تفاصيل مومياء لطائر مقدس لدى القدماء المصريين
كشفت مجلة "لايف ساينس" العلمية الأمريكية عن قيام باحثين من جامعة كورنيل بنيويورك بالكشف عن تفاصيل أحدى المومياوات المصرية القديمة التي بقيت منسية لفترة طويلة في المخزن وتم تسميتها بشكل خاطئ على أنها مجرد طائر “صقر”، قبل أن يكتشف العلماء حقيقة المومياء بأنها تنتمي على ما يبدو لطائر "أبو منجل المقدس" الذي يعود تاريخه إلى 1500 سنة، وذلك بعد إجراء تصوير رقمي لاكتشاف ما بداخلها.
وأوضحت المجلة في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، أن الطائر الذي يطلق عليه اسم (Threskiornis aethiopica)، يملك منقارا طويلا غريبا يشبه القناع، وسيقان طويلة سوداء اللون، مشيرة إلى أن الطائر كان مقدسا لدى القدماء المصريين حيث كان غالبًا ما يتم التضحية به للإله "تحوت" إله القمر والحساب والتعلم والكتابة، والذي تبدو صوره برأس يشبه رأس أو قناع الطائر.
ونقلت المجلة عن كارول آن بارسودي قائدة المشروع وطالبة الماجستير في علم الآثار في جامعة كورنيل، قولها/ "لم يكن هذا في يوم من الأيام مجرد كائن حي يستمتع به الناس خلال النزهات وهو يتجول في المياه، لقد كان، ولا يزال، شيئا مقدسا، شيئا دينيا".
وأشارت إلى أن قائدة المشروع اشتبهت في البداية في أن المومياء وصلت كجزء من شحنة في عام 1884، والتي تضمنت المومياء البشرية "بيني"، ولكن بعد إجراء المزيد من البحث، اكتشفت أنه لا توجد قطع أثرية مصرية أخرى مع المومياء البشرية، والآن تعتقد أن المومياء كانت جزءا من تبرع تم عام 1930 من قبل خريج جامعة كورنيل جون راندولف، بالرغم من أنها لا تزال "تلعب دور المحقق" لتحديد الأصول الحقيقية للمومياء.
وتابعت "أن بارسودي" أنها قامت بعد ذلك بالتعاون مع الباحث فريدريك جليتش، كبير المحاضرين وأمين قسم "كورنيل" للأنثروبولوجيا، بأخذ المومياء التي تزن رطلين (942 غراما) إلى كلية الطب البيطري لخضوعها لفحص بالأشعة المقطعية من أجل تحديد حقيقة الطائر الذي بداخلها، وكشف الفحص عن كسر بساق الطائر قبل عملية التحنيط وأن الريش والأنسجة الرخوة لا تزال محفوظة، كما تمكن الباحثون من تمييز أن منقار الطائر، كسر بعد التحنيط.
وذكرت إنه بعد الفحص تبين أن المومياء عبارة عن بقايا طائر "أبو منجل" المقدس في مصر، مشيرة إلى أن نتائج الفحص لم تكن مفاجئة للغاية، حيث تم تربية طيور أبو منجل في مصر القديمة بأعداد كبيرة بسبب شعبيتها، حيث كانت تستخدم بشكل كبير كقرابين للآلهة.