فتحي سليمان يكشف سر «الربع الجنيه» الأخير في حياة مكاوي سعيد
سرد الكاتب الروائي والقاص فتحي سليمان عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” واحدة من أبدع قصص مكاوي سعيد التي لم يكتبها، ولكن عاش تفاصيلها قائلا: “ميكي الجميل كان بيجمّع الربع جنيه في بولة زجاجية اللي بيستخدمها الناس حوض سمك، وكنا نحتفظ بالأرباع لحد ما نشوفه على القهوة وساعة قيلولة الظهر يفرغ جيوبه في مكتبه اللي كان قدام قهوة ستراند".
وأضاف سليمان: "وعندما رحل مكاوي عن دنيانا، نفذ الصديق زميل دراسته وحياته المحامي محسن جاد بمساعدة من العبد لله، وصية المرحوم بتعبئة الكتب في كراتين وإرسالها لمسقط رأسه، جاءت الأرباع النقدية بعد عدّها وتبديلها في المحلات بالتمام والكمال مبلغ شحن الكراتين ناقصة ربع جنيه واحد!".
وتابع: “أخذ المستشار محسن تلات أربع وحط مكانهم جنيه ورق وقرينا الفاتحة على روح ميكي واحنا قاعدين على القهوة”.
وفي سياق متصل، قال فتحي سليمان في تصريح لـ"الدستور": "إن قيمة شحن كراتين "الكتب" إلى الصعيد كلفت 600 جنيه، وقد وصل المبلغ من عدد "الربع جنيه" الموجود بحوض السمك بعد جمعه 599 جنيها و75 قرشا ليتبقى ربع جنيه واحد ليكتمل المبلغ المطلوب لشحن الكراتين".
وأضافت سليمان: "تعرفت على مكاوي سعيد عام 2010 عبر قراءتي لروايته "فئران السفينة" والتي حازت على جائزة سعاد الصباح، ومن هنا بدأت علاقتي معه تأخذ منحى أخر، كنت أحد المقربين إليه، وكانت تجمعنا حكايات كثيرة حول القاهرة والأماكن بصفته العارف بتفاصيلها".
وأشار سليمان إلى أن مكاوي سعيد قبل رحيله قد أوصى صديقه محسن جاد بأن أكون معه في جمع مكتبته وإهدائها لمكتبات الجنوب مسقط رأسه.
ولفت سليمان إلى أنه سعيد بالإشارة إلى دور مكاوي الكاتب والمثقف ونضاله ضد جماعة المحظورة، وظهوره عبر مسلسل الاختيار، موضحا أنه صنع حالة من البهجة لدى المثقفين المصريين.
يشار إلى أن مكاوي سعيد كاتب روائي وقاص بدأت رحلته مع الكتابة أواخر السبعينيات حين كان طالبا بكلية التجارة جامعة القاهرة، وكان حينذاك مهتما بكتابة الشعر العامي والفصيح عقب تأثره بدواوين صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي والبياتي والسياب والفيتوري، ونشرت عدة قصائد له في مجلة صوت الجامعة وغيرها. كما كانت له نشاطات دائمة في الندوات الثقافية بالجامعة حتى حصل على لقب شاعر الجامعة عام 1979.
كتب مكاوي سعيد في كل أشكال السرد كافة، الرواية، والنوفيلا والقصة القصيرة وأدب الأطفال والسيناريو الروائي التليفزيوني والتسجيلي والوثائقي والنقد والمقال الأدبي، وقد حصل على جوائز مهمة وتكريمات من مصر والبلاد العربية وهيئات مصرية ودولية وترجمت بعض أعماله إلى لغات مختلفة منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والكرواتية والصينية.
ومن مؤلفاته "فئران السفينة "، و"تغريدة البجعة "، و"أن تحبك جيهان".