التضخم أبرز الأسباب.. لماذا اتخذ «الفيدرالي الأمريكي» قراره برفع سعر الفائدة؟
كشف خبراء الاقتصاد عن السبب في رفع فائدة الفيدرالي الأمريكي، وهو التضخم الذي حدث نتيجة تداعيات فيروس كورونا.
حيث قرر الفيدرالي الأمريكي- البنك المركزي الأمريكي- أمس الأربعاء رفع سعر الفائدة بنسبة 0.5%، وهي النسبة الأعلى منذ عام 2000، بحسب وكالة بلومبرج.
واضطر البنك الفيدرالي الأمريكي لهذه الخطوة بسبب الارتفاع الكبير في معدل التضخم (زيادة الأسعار) والذي وصل إلى أعلى مستوى له منذ 40 عامًا.
وقال الفيدرالي إن التضخم ما زال مرتفعًا بما يعكس اختالات العرض والطلب المرتبطة بالجائحة وارتفاع أسعار الطاقة.وعادة ما تلجأ البنوك المركزية لرفع سعر الفائدة للسيطرة على التضخم.
وتوقع الفيدرالي أن تؤدي تفاقم الإغلاقات المرتبطة بكورونا في الصين، مشاكل سلاسل الإمداد وأن الحرب الروسية الأوكرانية تتسبب في صعوبات إنسانية واقتصادية هائلة.
قال الدكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادي إن الاقتصاد الأمريكي يعاني من معادلات تضخم متزايدة حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد طبعت تريلوينات الدولارات للمساندة خلال تداعيات كورونا.
وأضاف في تصريح خاص لموقع «الدستور»، أن هذه النقود والحجم الكبير منها هو السبب في تصاعد التضخم ورفع الفائدة كأحد أدوات تشجيع المواطن الأمريكي على إدخار الأموال ووضعها داخل البنوك.
واستكمل الدكتور وليد جاب الله: هذا الأمر له تأثير أخر وهو يشجع مستثمرى العالم الدخول للسوق الأمريكي ويكون لهذا القرار تأثيره.
أما عن مصر قال: يصعب تحديد التأثير على مصر بدقة، لأنه مرتبطا ببيانات محدثة منها الحجم الحقيقي الأخير للاستثمارات في مصر، وهيكل الاستثمار في مصر، والحجم الذي يمكن خروجه من السوق المصري كل هذه تفاصيل متغيرة وهذه التفاصيل ستحدد حكم التأثير الذي يطرأ على مصر.
من جانبه قال الدكتور محمد باغة أستاذ التمويل والاستثمار، إن ارتفاع سعر الفائدة من الفيدرالي الأمريكي، يؤدي إلى نزوح الأموال الساخنة، وهي الأموال التي تضارب في الأسواق العربية أو الأسواق الناشئة، وبالتالي ارتفاع أسعار الفائدة في منطقة ما، تجد تلك الأموال تهرب إلى من يحقق لها معدلات فائدة أعلى، وبالتالي فإن البنك المركزي المصري، سيحرك الأمور وفقا لرؤيته".
ويضيف في تصريحات صحفية له: أن هناك ضرر سيلحق بالأسواق الناشئة ومن بينها مصر، فيما يتعلق برفع سعر الفائدة من جانب البنك المركزي الأمريكي، وسيكون هناك زيادة متعلقة بخدمة الدين المطالبين بتسديده، وهذا الارتفاع غير المسبوق في سعر الفائدة، يشير لمعدلات التضخم غير مسبوقة أيضا في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويقول باغة إننا نحن كدول عربية مطالبين بالتحرك لمواجهة تداعيات هذا القرار، واتخاذ إجراءات، خلال الساعات القليلة القادمة سنجد قرارات من البنك المركزي المصري يمكن من خلالها أن نحتاط لمواجهة هذا القرار.