تقرير ألماني: مصر مصدر مهم للغاز الطبيعي لتعزيز أمن الطاقة في أوروبا
قالت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية، إن مصر تعود للظهور كمصدر للغاز الطبيعي ويمكن أن تسهم بشكل ما (جنبًا إلى جنب مع دولة الجزائر) في تأمين جزء من احتياجات الاتحاد الأوروبي من الطاقة، وتكون محورًا مهمًا لتعزيز أمن الطاقة في أوروبا، مع اتجاه دول القارة في الوقت الراهن لتنويع مصادر إمداداتها من الطاقة، والتخلص من اعتمادهم على الغاز الروسي في أعقاب هجوم موسكو على أوكرانيا وما رافقه من تداعيات أثرت على أسواق الطاقة العالمية.
وأبرزت الشبكة التحركات الحالية التي تنفذها شركة النفط والغاز الإيطالية العملاقة "إيني" لتعزيز تعاونها مع مصر، في إطار مساعيها لتنويع وارداتها من الطاقة، ومواجهة تحديات أمن الطاقة لدى عدة شركاء دوليين في دول شمال إفريقيا وعلى رأسهم مصر والجزائر، مشيرة إلى أن تلك الدولتان تمتلكان أكبر احتياطيات غاز مؤكدة في المنطقة.
ولفتت إلى أنه في هذا الإطار، أبرمت شركة "إيني" الشهر الماضي صفقات مع الحكومة المصرية تسمح بزيادة إنتاج الغاز وصادرات الغاز الطبيعي المسال، مما يسهم في تعزيز صادرات الغاز المصري إلى أوروبا، حيث تتيح تلك الاتفاقيات إمكانية نقل ما يصل إلى ثلاثة مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المصري المسال إلى أوروبا وتحديدًا إيطاليا هذا العام.
ونقلت الشبكة عن نديم أبيلامة، المسئول عن برنامج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وكالة الطاقة الدولية، قوله: "إنه على الرغم من أن المنطقة في الوقت الحالي غير قادرة على توفير البديل لواردات الطاقة الروسية بشكل كامل، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالنفط والغاز، إلا أنه يمكن لبلدان منطقة شمال إفريقيا المساهمة بشكل كبير إذ حقق المنتجون استفادة قصوى من البنى التحتية الحالية مثل محطات الغاز الطبيعي المسال في مصر والجزائر".
وأضاف خبير الطاقة أن الاكتشافات المهمة التي أعلنت عنها مصر في منطقة البحر المتوسط خلال العقد الماضي باتت الآن في بؤرة الاهتمام الدولي وسط التغيرات الكبيرة التي شهدتها أسواق الطاقة خلال الأشهر الماضية، مشيرًا إلى أن تلك الاكتشافات الجديدة أدت إلى "عودة مصر كمصدر هام للغاز الطبيعي".
ولفتت "دويتشه فيله" إلى أنه على الرغم من الخلافات السياسية والقضايا المتعلقة بالبنية التحتية، إلا أن التقارب الثقافي والعلاقات الدبلوماسية طويلة الأمد قد تساعد على تعزيز مساهمة بلدان البحر المتوسط في أمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي، بالتزامن مع مساعي أوروبا للابتعاد عن الغاز الروسي.
وتأتي مصر في صدارة أفضل الخيارات البديلة المناسبة التي تلجأ إليها دول القارة الأوروبية في الوقت الحالي للحصول على إمداداتها من الطاقة، وذلك بالنظر إلى توسعها في اكتشافات الغاز الطبيعي وزيادة إنتاجه، ونمو الصادرات المصرية خلال الفترة الأخيرة.