رمضان ولّى هاتها يا ساقى .. مشتاقة تسعى إلى مشتاق
البيت دا مشهور جدا لـ أحمد بك شوقي، وطبعا فيه جدل كتير حواليه، هل دا أدب وشعر وكدا، فـ مش مهم أوي الجانب الديني، على أساس إنه بـ يقول: رمضان مشي، فـ هات لي الخمرة بقى، هي مشتاقة لي وأنا مشتاق لها.
ولاّ دا كلام حرام ما يصحش تداوله، وجهر فج بـ المعصية وكدا، إلى آخر الخلافات الاعتيادية اللي ممكن حضرتك تتخيلها، لكن مش دا المهم.
المهم بـ النسبة لي دلوقتي إنه أساسا القصيدة دي لا عن الخمر ولا عن رمضان، دي قصيدة مدح في الخديوي عباس، وشوقي له قصيدتين شهيرتين جدا في مدح عباس، واحدة تخص العيد الصغير، وواحدة تخص العيد الكبير.
بتاعة "رمضان ولّى" دي، طبعا هي بتاعة العيد الصغير، فـ جريا على عادة الشعراء العرب القدامى لما تيجي تمدح الخليفة/ الوالي/ الأمير، أو تمدح أي مسئول عموما فـ إنت كدا زي رايح تزوره، فـ ما يصحش تدخل بـ إيدك فاضية، وتطسه مباشرة بـ المديح، قبلها لازم تنتع حتة كدا فيها غزل/ خمرية/ حكمة كدا يعني.
الشعر العربي مليان أبيات شهيرة ما تقولش أبدا إنها في قصيدة مديح، فـ يعني العيد الصغير داخل قوم شوقي كتب قصيدة لـ الخديوي، منها مثلا بيت بـ يقول له فيه:
مولاي، طِلبة مصر أن تبقى لها
فإذا بقيتَ، فكل خير باقِ
فـ اختار لها مقدمة خمرية، وجاية مع المناسبة (العيد)، فـ جات معاه حكاية "رمضان ولّى" دي.
إنما الأظرف القصيدة بتاعة العيد الكبيرعلشان، حضرتك، دا عيد الحج، فـ في 1910، الخديوي عباس قرر يروح الحج وقرر يصطحب معاه أحمد بك شوقي الشاعر الكبير، فـ شوقي الحقيقة ما قدرش يرفض مباشرة كدا، وطلع مع عباس على أساس رايحين سوا، ولما وصل الموكب بنها، شوقي بك زوغ.
زوغ وراح كنّ عند صديق ليه هناك، لـ حد ما الخديوي طلع على مكة، ورجع هو بعدها ع القاهرة المحروسة، وعشان الإحراج اللي حصل دا كتب له قصيدة هي إيه؟
أيون، "إلى عرفات الله"، اللي غنتها بعدين نجاة علي (دي غير نجاة الصغيرة) وكانت من ألحان عبدالفتاح بدير، إحنا طبعا نعرفها على أساس إنها بتاعة أم كلثوم، إنما الست غنتها بعد نجاة علي.
يبدو إن الست استخسرت الكلام ومكانة القصيدة في ألحان بدير، وقالت دي تروح لـ السنباطي، بعد ما يزنجفها أحمد رامي بـ حيث ما تبقاش لـ الخديوي، تبقى لينا كلنا، يعني مثلا شوقي بـ يقول في القصيدة:
إذا زرت (يا مولاي) قبر محمد
وقبلت مثوى الأعظم العطرات
فـ رامي يخليها:
إذا زرت (بعد البيت) قبر محمد
وهكذا يعني، ثم غنتها ثومة، لكن الإذاعة رفضتها في البداية، على أساس ليه نقدم القصيدة مرتين، إنما دي ثومة، وثومة يعني الحكومة، ما تهمهاش أي معزاية، وزي ما قال الشاعر:
يا ليلة العيد آنستينا